يومئــــــــــــذٍ تعرضـــــــــــــون لا تخفــــــــــى منكـــــــــــــم خافيـــــــــــــــه
قـــــال تعالى :
" يومئـــذٍ تعرضـــون لا تخفــى منكــــم خافيـــه ":
بمعنى تعرضون على الله ولا تخفى عليه شيء لا من أجسادكم ولا وذاتكم فإن الله تعالى عالم الغيب و الشهادة ويحشر العباد عراةًََََ غرلا في ارض مستوية يسمعهم الداعي وينفذهم صبرهم فحينئذِ يجازيهم بما عملوا ...ولهذا ذكر كيفية الجزاء ...!
"فأما من أوتى كتبه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه*إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضيه*في جنة عاليه*قطوفها دانيه*كلوا واشربوا هنيئاَ بما أسلفتم بالأيام الخاليه":
وهؤلاء هم أهل السعادة يعطون كتبهم التي فيها أعمالهم الصالحة بإيمانهم تمييزاَ لهم وتنويهاَ بشأنهم ورفعاَ لمقدارهم.ويقول أحدهم عند ذلك من الفرح والسرور ومحبة أن يطلع الخلق على ما من الله عليه به من الكرامة .
" هاؤم اقرءوا كتابيه":أي دونكم كتابي فاقرأوه فانه يبشر بالجنات وأنواع المكرمات ومغفرة الذنوب وستر العيوب والذي أوصلني إلى هذا الحال ما منِ الله به علي من الإيمان بالبعث والحساب والاستعداد له ." ظننت أني ملقٍِِِِ حسابيه":أي أيقنت فالظن هنا بمعنى اليقين.
" فهو في عيشة راضيه":أي جامعه لما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وقد رضوها ولم يختاروا عليه غيرها ." في جنة عاليه":المنازل والقصور عالية المحل.
" قطوفها دانيه":أي ثمرها وجناها من أنواع الفواكه قريبه سهلة التناول على أهلها ينالها قياما وقعودا ومتكئين." كلوا واشربوا":ويقول لهم إكراما كلوا من كل طعام لذيذ وشراب شهي.
" هنيئاَ":أي كاملاَ من غير مكدر ولا منغص.
وذلك الجزاء حاصل لكم " بما أسلفتم بالأيام الخاليه":من الاعمال الصالحه من صلاه وصيام وصدقه وحج واحسان الى الخلق وذكر الله وإنابة إليه وترك الاعمال السيئه.
فالأعمال الحسنه جعلها الله سبباَ لدخول الجنه ومادة لنعيمها وأصلاَ لسعادتها..
اللهـــــــم إنا نسألك الجنه وما قرب إليهــــــــا من قول أو عمل ..
اللهــــــــم اجعلنا ممــــن يدخـــل الجنه بغيـــــــــــر حساب...
اللهــــــــم لا تجعلنا ممـــن يعمـــل بعمــــل أهل الجنـــة ويدخل بهـــا النـــار...
أميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــن...
تفسير الآيات من: كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
تأليف العلامة الشيخ :عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.