مخاوف من جلب ريكارد المشاكل باستبعاد لاعب في قمة مستواه الفني حالة من الجدل شغلت الشارع الرياضي السعودي بعد إعلان المدير الفني للمنتخب الأول لكرة القدم، الهولندي فرانك ريكارد قائمة من 27 لاعباً للمعسكر المقرر في أبوظبي اعتباراً من 22 أغسطس الجاري استعداداً للدور الثالث من تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم بالبرازيل 2014.
وجاء قرار استبعاد قائد المنتخب وفريق الاتحاد، محمد نور بمثابة مفاجأة غير متوقعة للجماهير خصوصاً بعدما تألق في مباراتي الدور الثاني أمام هونج كونج، ما جعل محبي اللاعب وجماهير الاتحاد على وجه الخصوص يعبرون عن غضبهم على صفحات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تنظيم حملات غاضبة في المنتديات الرياضية احتجاجاً على القرار.
وربطت بعض الانتقادات استبعاد نور بعودة مهاجم الهلال المنضم حديثاً إلى العين الإماراتي، ياسر القحطاني، خصوصا أن القحطاني يغيب عن تشكيلة المنتخب منذ كأس آسيا مطلع العام الحالي، إذ ألمح عدد من مشجعي الاتحاد إلى أنه "لا مكان لنور بوجود القحطاني الذي يريد أن يستعيد شارة القيادة التي حملها نور في مباراتي هونج كونج".
وكانت الصدمة الكبيرة لمحبي نور بعد أن أكدت تقارير أنه يفكر في الاعتزال دولياً بسبب عدم اختياره ضمن قائمة المنتخب في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2014.
وذكرت تلك التقارير أن نور سيعلن اعتزاله هذا الموسم بعد أن حقق مع فريقه الكثير من الإنجازات محلياً وخارجياً، وأيضاً بعد قرار عدم اختياره لتشكيلة المنتخب، وسيجتمع مع عدد من أعضاء الشرف بناديه للتباحث حول الموضوع.
من جانبها، تعتبر جماهير الهلال أن نور لاعب كبير في السن (32 عاماً) وأنه لا يصلح ليكون أحد عناصر المنتخب السعودي في كأس العالم 2014، إذ سيكون تخطى الـ35، فيما لا يزال المستقبل أمام القحطاني الذي سيبلغ الـ29 الشهر المقبل، وسيكون بمقدوره أن يعطي حتى مونديال البرازيل.
أصحاب الرأي البعيد عن الانتماء للاتحاد أو الهلال يؤكدون أن قرار ريكارد "سيجلب مشاكل كان المنتخب بمنأى عنها في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج تكاتف الجماهير لا انقسامها، وأن استبعاد نور وهو في قمة مستواه الفني وانضباطه السلوكي، سيثير عاصفة من الجدل".
ويشتهر ريكارد بدفعه بالعناصر الشابة إذ كان يعول على تشافي والبرتغالي ديكو والأرجنتيني ليونيل ميسي والكاميروني صامويل ايتو إبان إشرافه على برشلونة الإسباني على رغم قلة خبرتهم، ثم صاروا نجوماً لامعين في القارة الأوروبية.
ونجح ريكارد بفضل حماسه ومغامراته الهجومية في الفوز بالدوري الإسباني مرتين، كما قاد الفريق الكاتالوني إلى لقب دوري أبطال أوروبا.
ويبدو أن المدرب الهولندي مصمم على النهج ذاته، إذ أكد بعد تولي الإشراف على الأخضر أنه "يسعى إلى التعرف على المواهب الشابة ويهدف إلى بناء قاعدة للكرة السعودية".
يذكر أن التشكيلة شهدت عودة سعود كريري وأحمد الفريدي بعد تعافيهما من الإصابة، فيما خلت من مشعل السعيد وعبد الملك الخيبري وخالد الزيلعي وسلطان النمري.
وأكد ريكارد على نظريته بضم الوجوه الشابة والاعتماد على المواهب الجديدة من خلال استعانته بنجوم المنتخب الأولمبي مثل إبراهيم غالب وسعود حمود ويحيى الشهري والحارس حسن شيعان.
المشكلة التي ستواجه ريكارد في المرحلة المقبلة تتمثل بضعف الشق الهجومي للمنتخب بعد تراجع مستويات نجوم خط المقدمة، ياسر القحطاني ومالك معاذ وسعد الحارثي ونايف هزازي، ومعاناة الأندية مع المهاجمين انعكست بشكل كبير على المنتخب. ويبدو أن ناصر الشمراني هداف الدوري ومهاجم الشباب هو الوحيد الذي يغرد خارج سرب (ضعف المهاجمين) في الآونة الأخيرة.
وما ينطبق على خط الهجوم يمكن أن ينسحب على حراسة المرمى التي تعاني من ضعف كبير، وقد كشفت نهائيات كأس آسيا في الدوحة هذه المعضلة.
ويبقى خط الدفاع متجدداً بوجود أسامة هوساوي، وأسامة المولد، كما أعاد ريكارد المدافع حمد المنتشري إلى التشكيلة بعد أن بدأ يستعيد مستواه المعروف تدريجياً.
أما خط الوسط فهو من أفضل الخطوط لوفرة النجوم حتى مع غياب محمد نور، كما إنه طعم بلاعبين برزا في الموسم الماضي، هما نواف العابد وإبراهيم غالب