بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سـلسـلة يـوم فـي بيـت الـرسول صـل الله عليـه وسـلم
المؤلف
عبد الملك القاسم
وقفات ومقتطفات من صفات النبي صل الله عليه وسلم وشمائله، ولم أستقصها، بل اقتصرت على ما أراه قد تفلت من حياة الناس، مكتفيًا عند كل خصلة ومنقبة بحديثين أو ثلاثة، فقد كانت حياته صل الله عليه وسلم حياة أمة وقيام دعوة ومنهاج حياة.. وهو عليه الصلاة والسلام أمة في الطاعة والعبادة، وكرم الخلق وحسن المعاملة، وشرف المقام، ويكفي ثناء الله عز وجل عليه:(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
الحلقة الأولى
****الــزيــارة****
سنعود قرونا خلت ونقلب صفحات مضت ..نقرأ فيها ونتأمل سطورها بزيارة لرسول الله صل الله عليه وسلم في بيته عبر الحروف والكلمات ..سندخل إلى بيته ونرى حاله وواقعه ونسمع حديثه ..نعيش في البيت النبوي يوما واحدا" فحسب ..نستلهم الدروس والعبر ونستنير بالقول والفعل ..
لقد تفتحت معارف الناس وكثرت قراءتهم وأخذوا يزورون الشرق والغرب عبر الكتب والرسائل وعبر الأفلام والوثائق ..ونحن أحق منهم بزيارة شرعيه لبيت الرسول صل الله عليه وسلم نطل على واقعه جادين في تطبيق مانراه ونعرفه ..ولضيق المقام نعرج على مواقف معينه في بيته ..علنا نربي أنفسنا ونطبق ذلك في بيوتنا..
أخــــــــــــي المـــســـــلــم ....أخـــــــــــتــــي المــــســــلـــمـــة ....
نحن لا نعود سنوات مضت وقرونا خلت لنستمتع بما غاب عن أعيننا ونرى حال من سبقنا فحسب..!! بل نحن نتعبد الله _عزوجل _ بقراءة سيرته صل الله عليه وسلم واتباع سنته والسير على نهجه وطريقه ..امتثالا" لأمر الله _عزوجل_ لنا بوجوب محبة رسوله الكريم ..ومن أهم علامات محبته صل الله عليه وسلم طاعته فيما أمر واجتناب مانهى عنه وزجر ..وتصديقه فيما أخبر.
يقول الله عزوجل عن وجوب طاعته وامتثال أمره وجعله قدوة وإماما : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )آل عمران :31.
وقال تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا") الأحزاب :21
وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو أربعين موضعا" في القرآن ولا سعادة للعباد ..ولا نجاة في المعاد إلا باتباع رسول ..
قال تعالى : (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا" خالدا" فيها وله عذاب مهين ) النساء :13_14.
وجعل الرسول صل الله عليه وسلم حُبه من أسباب الحصول على حلاوة الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام : <ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ...>متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام : <فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده> متفق عليه.
وسيرة الرسول سيرة زكيه عطرة منها نتعلم وعلى هديها نسير..
يتبع إن شاء الله.