بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ باللـه تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح الأمة ، فكشف اللـه به الغمة وجاهد فى اللـه حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فاللـهم أجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته ، وصل اللـهم وزد وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .
بمشية الله سأدرج كل يوم حديث صحيح ،أو دعاء واللـه اسأل أن يجعلني وإياكم جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
واسأل اللـه العظيم الكريم جل وعلا الذى جمعنى وإياكم فى هذا الملتقى المبارك ، أن يجمعنى وإياكم فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار كرامته إنه ولى ذلك والقادر عليه .
الحديث الأول
قال صلى الله عليه وسلم
(من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)
رواه البخاري
شرح ميسر
إن أعظم الشرور والبلاء إنما تقع من اللسان والفرج،
الذي ينبغي أن يسعى المؤمن فيه قولاً أو فعلاً، (من يضمن لي ما بين لحييه) وهو اللسان، (وما بين رجليه) وهو الفرج،
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من يضمن)، الضمان: هو الوفاء، وهنا ذكر الضمان وأراد لازمه، أي: أراد القيام بالحق المترتب عليه، ومعنى الحق المترتب عليه: أن الله جل وعلا ذكر حقوقاً طالب بها عباده. قوله: (من يضمن لي ما بين لحييه) اللحيان: هما العظمان اللذان في جانبي الوجه، والمقصود بالحديث ما بينهما وهو اللسان، وضمان اللسان يكون في أن يتكلم فيه بما أمر به أن يتكلم فيه، ويكف عما حرم عنه، أو ما لا يعنيه، (كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع)، (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).