تفظل الاجابه
الكفة : وسم عبس (( الرشايدة ))
الوسم : يعتبر هوية القبيلة وكما يقول الدكتور عبد العظيم عبد السلام الفرجاني : صاحب كتاب قبائل العرب في مصر صـ162 ـ تحت عنوان الوسم :
السمة trait هي العلامة الظاهرة أو الصفة المميزة للشيء بين الأشياء التي من نوعه ، وقد ورد بالقرآن الكريم آيات تدل على أن السمة هي العلامة المميزة مثل (( تعرفهم بسيماهم )) و (( سيماهم في وجوههم من أثر السجود )) و (( سنسمه على الخرطوم )) وقد استخدم العرب كلمة ( الوسم ) لتمييز الأشياء والممتلكات والأستدلال عليها سواء الأستدلال الحسي المتمثل في الكي بالنار على أجسام الدواب وخاصة الأبل أو الأستنتاجي المتمثل في إقتغاء الأثر والوصول إلى الشيء عن طريق الأستدلال على الشيء من أثره .
وفي الحالة الأولى وصلت القبائل إلى علامات معينة حتى أصبح لكل قبيلة وسمة خاصة عبارة عن خط مائل أو جزء من دائرة أو خطان متقاطعان أو شكل شبه حرف النون وتوضع على ثلاث مناطق في الجمل أما على مؤخرة الرقبة أو أحد الكتفين أو أحد الفخذين ، قلت : ( كماهو الحال في وسم سلالآت بني عبس على الفخذ الأيمن للبعير ) ويتم الوسم عن طريق إحماء الميسم وهوسيخ أو قضيب حديدي أقرب لشكل المنجل ، ويحمى بالنار حتى يحمر لونه ويسير به الرجل على المنطقة المطلوبة بسرعة فيرسم الشكل المطلوب وهو يقوم بعمل اعاقة نمو الوبر في هذا المكان فتضل العلامة ظاهرة يتعرف بها العربي على ممتلكاته من الإبل خاصة إذا كانت لمراعي بعيدة وتغيب فترات طويلة في هذه المراعي وتختلط بغيرها من إبل القبائل الأخرى .
وقد ورد في زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم ألجوزية الجزء الثاني ص 18 من طبعة بيروت 1985 ( 45 ) أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسم أبل الصدقة بيده ، وكان يسمها في آذانها ، فقد أخرج البخاري 3/290 من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال " غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي طلحة ليحنكه فوافيته وفي يده الميسم يسم إبل الصدقة ... " ومعنى ذالك أن الوسم أكثر قبولا من الوشم وهي سنة طيبة .... )
تعريف وسم الكفة في اللغة :
قال ابن منظور : .......... كان الأصمعي يقول كل ما استدار فهو كفة بالكسر ,نحو كفة الميزان وكفة الصائد ,وهي حبالته .
وفي لسان العرب . ويقول ابن سيدة : والكفة بالكسر كل شيء مستدير كدارة الوشم إذا نستطيع القول أن تسمية الوسم مأخوذ من تسمية الشيء بصفته . و تعريف الكفة اصطلاحا : هي الشعار الذي يكف (أي يجمع ) قبائل عبس الغطفانية , مثل الرشايدة في جزيرة العرب والسودان , وعبس في صعيد مصر ,والعزايزة والقزايزة , وغيرها .
فلكل قبيلة من قبائل العرب وسم تعرف به . وتتميز قبيلة عبس الغطفانيه بوسم عام تشترك فيه عموم قبيلة عبس وهو الكفه ورسمه هكذا ( 5 ) , وهو لجميع فروع عبس داخل جزيرة العرب وخارجها وتوضع شواهد وعلامات أخرى وتختلف هذه العلامات أو الشواهد حسب كل فرع أو فخذ أو عشيرة من بني عبس للتفريق بينها . وتوضع الكفه على الفخذ الأيمن للبعير .
بينما توضع الشواهد في أماكن مختلفة والجدير بالإشارة أن فروع قبيلة بني رشيد العبسية ثلاثة وعشرون فرعا تقريبا في كل من الحجاز ونجد , وكل فرع يحتوي عدة عشائر متعددة فيبلغ عددها ما يزيد على مائة وواحد وتسعون عشيرة تختلف شواهدها اختلافا متباينا وكذلك هو الحال في كل من السودان وإريتريا والكويت ومصر وغيرها و حيثما تتوزع فروع بني عبس في الوطن العربي فنظرا لكثرة الشواهد لن يكون المجال واسعا لاستيعاب جميع شواهدها ولكنه يكفي اشتراكها جميعا في وسم عبس الذي يكفها (أي يجمعها)
ويِِؤكد الرواة الثقاة أن هذا الوسم هو وسم بني عبس من عهد قديم .ومما يؤكد حقيقة هذا الأمر هو وجود هذا الوسم لقبيلة عبس الغطفانية في صعيد مصر التي هاجرت بعد أحداث أواخر القرن السابع على قبيلة عبس في جزيرة العرب والتي تغير اسمها إلى بني رشيد ( الرشايدة ) نسبة إلي رشيد العبسي . وإن صفة ومدلول المعنى اللغوي لأسم (الكفه) ينطبق تمام الانطباق على وسم قبيلة عبس في صعيد مصر ,وقد أحتفظ بكل مقومات الأصل من اسم وشكل , وبذلك يتحقق لنا تماما أن وسم عبس هو الكفة ,, وصدقت العرب حينما قالت في المثل .
(( تتغير الرسوم ولا تتغير الو سوم )) ولا غرابة في ذلك فهذا مما تتوارثه الأجيال من تراث أسلافها وتورثه لأحفادها .
ومما يؤكد هذه الحقائق هو وجود هذا الوسم ضمن آثار حرة النار الذي يقدر عمره الزمني بما يزيد عن ألف وخمسمائة سنة .وحرة النار هي حرة عبس الغطفانية يقول النابغة ألذ بياني :
إما عصيت فأني غير منفلت = مني اللصاب فجنبا حرة النار
ومنزل البيت في سوداء مظلمة = تقيد الناس من شر وتكرار
تدافع الناس عنا حين نركبها = من المظالم تدعى أم صبار
.وإذا وجد هذا الوسم عند بعض القبائل في موضع آخر للبعير فهذا يرجع إلى حلف قد عقد بين القبائل في حقبه من الزمن مع عبس التي كان لها قوة ونفوذ كبيرين في جزيرة العرب .
تتميز قبيلة بني رشيد بهذا الوسم فتتحد جميع فروعها وبطونها وأفخاذها وعشائرها وبيوتها بهذا الوسم العام الذي يكف جميع فروع عبس على مدى التاريخ في كل من جزيرة العرب والسودان ومصر والمغرب وغيرها من البلدان العربية , ويشترك رعيانهم جميعا في كل من السودان والجزيرة العربية وغيرها في أرجوزة نشيد واحد ة تسمى (ٍ حداء الإبل ) يحدونها أي يتغنون بها رعاة الإبل عند ورود قطعا نهم على موارد المياه ,
يقول الدكتور / عبد العظيم عبد السلام الفرجاني في كتابه قبائل العرب في مصر ص ـ الحداء ـ
ص ـ 126 ـ (( الحداء نوع من الغناء يقال خلف الإبل خاصة في السفر أو أثناء العمل ، وهو بيت واحد من الشعر مقفى من الشطرين بنفس القافية ، وهو يختلف عن أغاني العلم في بناء البيت بالقافين عكس أغاني العلم ذات القافية الواحدة ، وأيضا يختلف في الأداء ، وطريقة الالقاء ، غير أن التشابه بينهما يظهر في ارتفاع الصوت وصغر الأغنية فهي في كلاهما بيت واحد من الشعر ، وهذا مثال لأداء الحداء من الأبل :
بركن حيران عبس = بين ظل وبين شمس
ومما قيل في الكفة وسم سلا يل عبس من أ لشعراء في جزيرة العرب
فيقول الشاعر المشهور (با ألتلفيه ) من قصيدة طويلة يذكر فيها إحدى غزوات بني رشيد على قومه قبل الحكم السعودي
جانا العقيد اللي من أبله نحرنا = اللي يحطون المزا هب بالاكوار
اللي ربيع قلوبهم شوف أثرنا = وسامة الكفه عسى ما لهم دار
والمقصود العقيد طويق العويمري وكان من أشهر عقداء عصره وهو ابن عم الشيخ والفارس راشد بن علي ، أما ( أبله )فهي القريه المعروفة في حرة بني رشيد وهي من قرى العوامره
ويقول الشاعر عيد بن مربح الجلادي .
ترمز لنا الكفه هويه وعنوان = الناس تعرف والعواني ترودي
ويقول الشاعر معيتق بن عبد الرحمن العويمري
حم الذرى اللي لك الكفه عليهن تبين= ومن دونهن يستباح السيف ضد الخصام
ويقول الشاعر ذعار الرشيدى
حنا وسمنا كفة العدل لا مال = بعض العرب عن درب حق يخبره
ويقول شاعر الوطن مساعد الرشيدي
المدى عبس والخطـوة رشيـد يـهوالمسافـات بالكـفـة وسمنـاهـا
ويقول الشاعر غنام بن غنيم الفريدسي
كفة رسمها عبس من شـان الأثبـاتيعرف بها العبسي ويعـرف مكانـه
كما يجدر بنا الإشارة إلى امتلاك سلا يل عبس نوعيات من اشهر أنواع الأصايل ففي جزيرة العرب تشتهر بني عبس بسلالات فصائل مشهورة مثل : شقران , وريمان ,وسدحان , وبدينان ,والبويضا , وغيرها ...............ومما قيل في بعض هذه الأصايل ,
يقول الفارس المشهور راشد بن علي العويمري من قصيدة طويلة في قصة بطولية حيث أنقذ أسيرا من الأسر كان عند إحدى القبائل وأردفه معه على جمله شقر آن الشهير الذي لم تستطع الخيل اللحاق به , وقال مقولته المشهورة .
أدخل على الله واز تبن شقرانواظهر عن اللي يطلبون الدين
وان كان حدونا على الميـداننحط مع راس الطلب راسيـن
ومما قيل في الجمل سد حان :
أصايل أبن اغنيم ما هن تقاليدما هن ثلا ثن والآاربعن غلآ له
مرددن ريمان بالأصـل ترديـدمرددن مثل عزيز أبـن خالـه
وأبن غنيم هو أحد مشاهير القبيلة التي تمتلك أروع سلالات ا لهجن.
كما انه من المعروف أن سلالات الهجن لدى قبيلة الرشايدة في السودان هي من أجود أنواع ألأصايل التي هاجرت بها من موطنها الأصلي بالحجاز ونجد عبر البحر الأحمر عام 1288هـ كما ذكر ذلك المورخ نعوم شقير في كتابه تاريخ السودان ص 60 حيث نشب الخلاف بين الأشراف وقبيلة الرشايدة دام الخلاف طويلا مما أدى إلي الحرب بين الطرفين وساندت بعض القبائل الشريف وبعد ذلك أرتحل قسم كبير من قبيلة الرشايده إلي السودان حيث مراتع الإبل ومنابع المياه على ضفاف وادي النيل ، وقد قال الدكتور وليم يانج من جامعة لوس انجلوس وقد عاش وسط قبائل الرشايدة بالسودان ثمان سنوات : فيقول (( إنهم النموذج الصافي للقبائل العربية بجميع عاداتها وتقاليدها )) ولا زالت تهتم بالإبل وتحافظ علي نقاوة عرقها وصفاء سلالتها , و من المعروف أنها تطلب كثيرا لدي المعنيين باقتناء أصايل الهجن في الخليج العربي . وتقول جريدة الجزيرة في عددها المؤرخ في 21/2/1420هـ من كان يريد ان يعرف حياة الجزيرة العربية قبل 600سنة فهي مازالت موجودة لدى الرشايدة بالسودان فهم مشهورون بالفروسية ويحرصون على سباق الإبل ( الهجن ) وفي جميع المسابقات التي تقام على مستوى الجزيرة العربية وهم الأوائل دائما ويرجع ذلك الى أن إبلهم من أصل ( نوق العصافير ) نوق عنترة بن شداد وهي سلالة هجن بني عبس ويحتفضون بها إلى الآن والأبل السودانية وضع لها سباق خاص بها ويكون راكب الأبل من الأطفال حسب شروط السباق هناك في السودان فعامة الرشيدي يتدرب على ركوب الهجن من سن ست سنوات ويسيس الجمل ويلازمه حتى الشيخوخة .
والكفة كما ذكرت هي سمة لكافة بني رشيد مع بعض الإضافات عليه كشواهد تميز سمة كل فرع عن الآخر , ولقبيلة بني رشيد ثلاثة بطون رئيسية وكبيرة في السودان والتي يعد كل فرع منها قبيلة بذاته يحتوي على العديد من البطون والفروع والعشائر وجميعها تسم ذات الوسم وتسميه ذات الاسم وتتباين فروعها في الشواهد حيث تضع كل عشيرة ما يميزها , ولا غرابة في ذلك فجميع فروع هذه القبائل الثلاث في السودان تنتمي إلي تلك الفروع الرئيسية في جزيرة العرب وتشترك كثيرا من الفروع أيضا في كثير من الشواهد مما يدل على عمق أواصر العلاقة بين هذه الفروع مع حفاضها جميعا على وسم عبس العام وهو الكفه