سالم الصقيه
مدينة الرس
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 20,886
رد: يا دار عبلة بالجواء تكلمي ... وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
ديار بني عبس منذ الجاهلية والى اليوم .." موسوعة القبائل العربية "
--------------------------------------------------------------------------------
" بسم الله الرحمن الرحيم "
لم تبرح بنو عبس ديارهم في جزيرة العرب من الجاهلية حتى الوقت الحاضر
نشرة مجلة رؤى من النادي الأدبي في حائل بالمملكة العربية السعودية بحثاً للدكتور عبد الرحمن الفريح أكد في هذا البحث القيم ارتباط بني عبس من العهد الجاهلي بمواقع غطفان المنيعة ، وكما نرى سلائل عبس من قبيلة بني رشيد يسيطرون حتى الوقت الحاضر على معظم الديار التي ما زالت تحفظ بأسمائها القديمة .
يقول الدكتور الفريح تحت عنوان ( فدك وأمكنة أخرى) .
في أشعار النابغة واعتذارياته وصف للديار الغطفانية في فدك وما حولها من الرار والسهول ، قال النابغة :
فإن منزلي وبلاد قومي
جنوب قنا هنالك فالهضاب
وقنا في عمق بلاد غطفان وهي لنبي فزارة وذبيان خاصة ، ولا تزال تحنل اسمها القديم جوار مدينة السليمي بحائل ، وقنا في الأصل جبل لها الآن ذات نخل تحمل اسم الجبل نفسه .
أما أولى اعتذريات النابغة من النعمات فيه :
إني أبيت اللعن أنك لمتني
وتلك التي أهتم منها وأنصب
وفي هذه الاعتذارية ذكر لعدد من البلدان الغطفانية القيسية المضربة في فدك وما جاورها مثل .
القديمة أو مع قليل من التحريف ، ويثقب اسمه الآن أثقب جبل في شمال ليس بالبعيد عنها .. قال النابغة متباهياً بحصانة بلاده الغطفانية :
إما عصيت إني غير منفلت
مني اللصاب فجنباً حرة
إذ أصنع البيت في سوداء مظلمة
تقيد العير يسرى بها
ندافع الناس عنها حين نركبها
من المظالم تدعى أم صبار
وأم صبار هي الحرة : الأرض البركانية السوداء ، وهي اللابة باللسان العربي الفصيح ، وقد انتقل هذا اللفظ ( lava ) إلى الإنجليزية عن طريق الاسبانية .. قال النابغة يخاطب عامر بن الطفيل الكلابي أحد فرسان العرب المشاهير ، وزعيم بني عامر من هوران القيسية المضرية العدنانية :
لو عاينتك كمائنا بطوالة
بالحزوربة أو بلابة ضرغد
لثويت في قد هنالك موثقا
في القوم أو لثويت غير موسد
وحرة النار هي أعظم الحرار في جزيرة العرب موزعة على أسماء عدة أهمها : حرة فدك في جنوبها وجنوبها الشرقي ، وحرة ضرغد في شمالها ، وهذه الأخيرة تنقطع شمالاً بضغن عدنه حيث جنفاء المعروفة الآن باسم الشملي والمعدودة قديماً من أ÷م البقاع الفزارية الذبيانية الغطفانية ، إذ فزارة في شمال الحرة ومرة في وسطها .. والحرة من أمنع الأمكنة لعجز الغزاة عن التوغل فيها .
ومن اعتذاريات النعمان قوله :
عفاذ وحسي من فرتني فالفوارع
فجنبا أريك فالقلاع الدوافع
النابغة إذ النابغة مري ذبياني .. والعلم لا يزال يحمل اسمه القديم في جنوب منطقة حائل بقرب الحليفة إلى الجنوب الشرقي منها .. أما حس فهو أحساء في وادي الرمة قالوا : إن ماءها كان لا ينقطع في القيظ إذا رويت في الشتاء وورد ذكرها في حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان من غطفان وتُعرف الآن باسم العجاجة إلى الشمال الشرقي من حائل .
قال حمد الجاسر عنها في معجم شمال المملكة .. أما ضغن عدنة فهو حد السهل من الحرة في شمالها وشرقها ، وبه أمواه وموارد غطفان التي كانت تحل رقعة واسعة مما يعرف الآن باسم منطقة حايل في شمال المملكة .. وتتوزع الفروع الغطفانية في رمل عالج في غربه وغرب جبل أجا ، وفي الحرة وعلى ضفاف وادي الرمة الشهير وفيما بينه جنوباص وبين جبل رمان شمالاً حتى أصبح هذا الجبل في حرب الردة – علىما يذكر الطبري – من بلادها ويختص بنو جحاش من بني ذبيان قوم الشماخ بن مرزد الشاعر الذبياني بوادي الثلبوت ومدافعه ، وهو وادي الشعبة من أعم روافد وادي الرمة ، وفي أعلاه تقع البنانة ، وي جنوبه جنوب جبل رمان جش أعيار من مياه الأمرار في ضغن عدنة ، قال النابغة :
أرى البنانة أقوت بعد ساكنها
وذو سدير وأقوت منهم
وقال في الاعتذاريات :
ليهنئ بني ذبيان إن بلادهم
خلت لهم من كل مولى وتابع
وقال الحطيئة وهو عبسي غطفاني :
منعنا مدفع الثلبوت حتى
تحركنا به
تدافع عن قرىغطفان لما
حشينا أن تذل وأن تباحا
وإذا كان قد اشتهر من اعتذاريات النابغة قوله :
يا دار ميه بالعليا فالسند
أقوت وطال عليها سالف
فأن شيخ العربية ابا عمرو بن العلا المارني يقدم النابغة لجودة قصيدته الرائية المتقدم ذكرها ، وقد أطمأن النابغة إلى حصانة بلاد قومه في الحرة ، وقيل : إن الغنامة أمنوه وأضفوا عليه نوعاً من الحماية من غضب ملوك الحيرة غير أنه لم يسلم من حادثة مزعجة .. ذلك أن وادي أقر في حرة فدك كان حمى لأحد ملوك غسان فتربعته بنو ذبيان الغطفانية غصباً ففزع النابعة وقال :
وخوفتني بنو ذبيان خشيته
وهل علي بأن أخشاك من عار؟
لقد نهيت بنو ذبيان عن أقر
وعن تربعهم في كل أصفار
وقلت : يا قوم إن الليث منقبض
على براثنه لعدوه الضاري
ووادي أقر يسيل من الحرة – حرة فدك – شرقاً فيفضي إلى الحليفتين : الحليفة العليا ، والحليفة السفلى ، وأورد ابن سعيد في نشوة اسم أقر باسم قراقر إما خطأ أو نصحيفاص ، لكن محقق النشوة الدكتور نصرت عبد الرحمن صحح الاسم .
لقد أطلت في الحديث عما له صلة بفدك وليس من صلب الموضوع العرب في الساحوق ، وطواله ، والرقم ، وأيام ملحمة داحس والغبراء فيما بين الشربة وضغن عدنه .. يدفعني إلى ذلك ما أراه من شدة اتصال هذه الأماكن ووقائعها بما تقوم بصدد الحديث عنه من أخبار فدك .. ولما لمسته من خلو الدراسات التاريخية والأدبية عن حايل من البحث في مثل هذا الذي يجب أن يأتي في الطليعة من أخبار التاريخ والأدب الذي توفره معرفة الأيام وأصحابها .. كما أنني قد عشت في هذه الأمكنة أياماً ممتعة مع الصديق الكبير العالم الموسوعي الشيخ محمد بن عمر بن عثمان .
عن بلاد الجبلين – الذي سيري النور قريباً – فإنني أجد نفسي مشدوداً إلى الحدود عن هذه البقاع وما يتصل بالغطفانية من الحوادث القديمة .
قال الدكتور يوسف خليف – رحمه الله – في تحليله لمراحل تطور الشعب العربي الجاهلي : إن حرب داحس والغبراء هي احدى مراحل هذا التطور قبل حرب ذي قار التي دارت رحاها بين بني بكر بن وايل والإمبراطورية السادسة الفارسية ، وبعد حرب البسوس التي حدثت بين ابني وايل : بكر وتغلب من ربيعة ابن نزار العدنانية ، والمنسوبة إلى البسوس بنت منفذ . وقد ألمح الدكتور الشطي إلى هذا التحليل التاريخي عن مراحل المسيرة الشعبية نقلاص عن الدكتور خليفة وقدم دراسة جيدة عن زهير بن أبي سلمى وشعره ، غير أنه لم يحفل بتحد الأماكن الوارد ذكرها في ذلك الشعر القديم ولا بمحاولة التعرف عليها ، ولا يزال الحاجر الذي كان يعيش فيه زهير مع أخواله بني عبد الله بن غطفان حتى أصبح هو هو وذووه في عدادهم وحتى أصبحت الحاجر وهي الباعث الآن موثلاً خاصاً وبينه من بعده .
كما أن الشنطي لم يحفل بموضوع التعريفات العربية القديمة ، وفي ظني أن معرفة الأماكن والتفريع العربي القديم لازم لفهم الشعر وضروري لمعرفة مراميه ولعلي لا استطيع الوقوف طويلاً لأضرب الأمثلة في البلدانيات والتفريعات التي تم معرفتها وتبسيطها في بحث الشنطي لخدمة دراسته ولقدمت للقارئ بصورة أكثر وضوحاً .. والشنطي يعيش الآن على الأرض التي كانت تقطنها غطفان حايل وعاش فيها زهير مع ممدوحه هرم بن سنان صاحب مغارم وديان داحس والغبراء .. لكني لا استطيع تجاوز قول الدكتور : إن معداص هي قبيلة وأبجديات التفريع للنسب العربي يفهم أن المعدية هي جماع العدنانية باسم بشعبيها الكبيرين : ربيعة ومضر ، قال الأعشى الحنفي البكري ثم الوايلي في ذي قار :
لو أن كل معداً كان شاركنا
في يوم ذي قار ما أخطأهم الشرف
وقال الخليفة عمر : تمددوا واخشوشنوا .
وإذا كان الفهم الجيد للأجواء المحيطة بكل قصيدة جاهلية من مكان حادثة،وأشخاص وتفريعات ضرورة للبحث التاريخي ، ومن هنا فقد جاءت دراسة الدكتور أبو سديرة التاريخة عن حايل متأرجحة شديدة الاضطراب لعظيم افتقارها إلى معرفة الأماكن ، وفهم التفريعات ، وهذا الخلل المعلوماتي أصاب الأساس الذي قامت عليه تلك الدراسة ، فعبس عند الدكتور في موازاة غطفان وهي منها! وغني من بني عامر ! وقطن الجبل الواقع جنوب شرق سميراء بقرب فيد ! وسعيد بن زيد وليس سعد بن أبي وقاص ينزل بجيش القادسية في الثعلبية ! والطرماح الطائي صاحب النقائض مع الفرزدق في عصر بني أمية يجعله الدكتور شاهداً على حرب اليمامة !
والعجيب أن الدكتور أبا سديرة أعرض عن ذكر سرايا الإسلام الأولى إلى حايل بالرغم من أنه يبحث عن حايل في فترة حددها بأنها فترة صدر الإسلام ، وجل هذه السرايا إلى فدك والأماكن القريبة منها ، ولا يعذر الدكتور في هذا الأغفال إذا كان يبحث في صدر للإسلام غير الصدر الزمني المعروف أو في حايل غير المنطقة التي ينزع فيها إلى تدريس أنساب أهل الفلا ! .
كانت غطفان جمجمة من جماجم العرب ، وفروعها الرئيسية : عبس قال ابن سعد في النشوة : إن غطفان خصت من القيسية بالبلاد النجدية التي تواي وادي القرى وجهاتها ، وذبيان من غطفان لها فرعان كبيران هما : مرة وفزارة ، ولهذين الفرعين أرض فدك ويديع ، والفزارية هي خلاصة القيسية كما يقول ابن حزم الأندلسي ، وبيت فزارة بنو بدر ين عدي ، عظماء ذبيان ، ورأس غطفان ، وسادة مشاهير في المضربة العدنانية ، قال حاتم الطائي :
إن كنت كارهة لعيشتنا
فهاتي وحلي في بني بدر
وقد قتل بدر على يد الأسديين في الجبلين ، ورأس حصن بن حذيفة بن الأحليف أسداً وطئياً وغطفان في وقعة النار في غرب ضربة بالعالية ، كان يقال لأبيه حذيفة : رب مسعد ، وهو قتيل الهباءة من أيام داحس في البشرية ، أما حصر فقلته بنو عامر من هوران بالحاجر ، قال الحطيئة العبسي :
وقبر بأجبال وقبر بحاجر
وقبر القليب أسعر القلب ساعر
وقال النابغة في رثاء حصن :
يقولون حسن ثم تأبي نفوسهم
وكيف بحصن والجبال جنوب
وقال زهير في مدحه :
تراه إذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
والنابغة وزهير من أعلام غطفان في الجاهلية ومن شعراء المعلقات ، زهير تلميذا أوس بن حجر ، وفي شعرهما اتضحت ملامح مدرسة الصنعة ، أو الشعر الأوسية التي نماها كعب بن زهير والحطيئة ، وكتب عنها طه حسين ، وضيف ويوسف خليفه ، والجادر ، والشنطي ، وارتفع بها المعيني إلى زن عنترة الفحل وهو متقدم على أوس .
وإلى حد بني ذبيان من غطفان يُنسب المثل الشهير : إياك أعني وأسمعي يا جارة، ذلك أن نهشل بن مالك الفزاري الذبياني حل أحياء طيئ فأنزلته امرأة بيت حارثة بن لام فقال :
يا أخت خير البدو والحضارة
كيف ترين في فتى
أصبح يهوى حُرة معطاره
إياك أعني وأسمعي يا جارة
أما الذي هاج حرب داحس الغبراء فهو رهان ابن قيس بن زهير سيد بني عبس من غطفان من جهة وبين حذيفة بن بدر وأخيه حمل بن بدر الفزاريين من جهة أخرى ، وقد تخاطر على سباق الخيل ، وكان المضمار أربعين ليلة ، والغابة هائلة غلوة .. وبدأ السباق من عند ذات الأصاد .. وهي ذو حسي على ما يذكر البكري عن اليزيدي ، وداحس من خيل بني رباح بن يربوع بن حنظلة من نسل ذو العقال صار لقيس فمضى يفاخر به الناس على أن الحرب كانت ستنشب لا محالة ، وما السباق إلا شرارة اشعلت الفتيل إذ أن الخلاف على الزعامة والمرعى كان محتدماً .
وسقط أول قتيل في حرب داحس في الحاجر وهو مالك بن قيس العبسي .. ورد في أخبراها اسم واردات الجبل الواقع غرب سميراء ، وقطن الجبل الواقع إلى الجنوب الشرقي منها ، وعنده اصطلح الفريقان على ما يذكر ابن عبد ربه بعد أيام طول ذكر أن أشهرها : ذو حسي ، وقطن ، والمريقب ، واليعمرية ، والفرزدق ، وهذا الأخير في البحرين في أرض بني سعد من تميم ، وفيه ظهر بلاء عنترة بن شداد .
على أنه مع شدة أيام هذه الحرب وتنقلها في أرض جزيرة العرب فإن الأمر لا يبلغ مبلغ التهويل الذي ذهب إليه الدكتور البياتي حين جعل هذه الحرب أصلاً تدور في فلكه جميع وقائع جاهلية العرب .. وقد ذكرت في محاضرة لي عن (الأيام في البحرين ) إن جميع البياتي لرويات أبي عبيدة المشحونة بمثالب العرب وسوءاتهم يفتقر إلى أدنى مقومات التحقيق العلمي ، إذ خلا عمله من ذكر الأعلام والأماكن والتعريف بالمواقع وتحديدها تحديداً بلدانياً ، ولم يعن بإصلاح التصحيف المخل وهو كثير ... كما أن نزعه إلى أن يكون للعرب ملاحم شبيهة بملاحم الأمم الأخرى ليس في محله ، فليس داحس ملحمة تنضوي تحتها أغاني وقائع العرب التي حدثت معظمها في شرق الجزيرة ذكرت منها في المحاضرة يزيد على الأربعين يوماً .
أما الحاجة في أن تكون دوافع الأيام عقدية دينية فهو إغراق فلسفي لا دليل ، ولعل وقوعه تحت تأثير بحوث له عن عروة بن الورد العبسي والربيع بن زياد العبسي جعله ينشط في تضخيم أمر داحس .
ومن تتبع أخبار الحارث بن ظالم المري الذبياني بعد أن اندس في جبل أثر مقتله لخالد بن جعفر العامري وغضب المناذرة عليه ثم اختبائه في جبل إلى أن أجاره معبد بن زراره التميمي وما ترتب على ذلك من أيام جاهلية رحرحان شرق الحناكية في الطريق إلى الربذة ، وشعب جبلة في عالية نجد نجب في العالية أيضاً يتضح أن أياماً غطفانية قد حدثت لا تمت إلى حرب داحس بصلة فضلاً عن أيام العرب الأخرى .
وما يؤثر عن الحارث بن ظالم من أخبار ذات فائدة تاريخية وأدبية جدال غير أن ما قيل من أمرأ القيس الكندي اليماني سار من أجأ إلى تيماء أن أمنه الربيع بن ضبع الفزاري الذبياني .. وأن السموأل صاحب تيماء أجاره إلى أن غادر من عنده إلى الشام فإمبراطور بيزنطة ، وقتل الحارث بن ظالم السموأل مدعاة للشك ، فهذه القصة تبدو منتحلة مصنوعة .
لقد وقف ابن الكلبي مع شهرته في الطعن بالصحابة كما يقول ابن ومع أنه راوية للمثالب عيابة كما يقول الجاحظ وقف عند أمر لم يستطع عليه فبدأ في جمهرته بالمعدية لمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم من عدنان ، وأشار إلى الدكتور زكار وزركلي في مقدمتهما لكتاب البلاذري ، إذ جل ما ورد فيه نقله ابن الكلبي ، وسار على تقديم معد النسابون وليس النسابة كما يقول أو إذ النسابة لفظ يطلق على المفرد وليس على الجمع ، وتحلل ابن حزم من كثير من سواءات ابن الكلبي فيما نقل عنه لكن المغيري أخر معداً واجتهد في نسبه كل مجد للمعارية ولفق أنساباً كثيرة معتمداً على مجرد تشابه الأسماء المعاصرة بأسماء قديمة .
ومن أخبار فدك في العصر الجاهلي أن لحرب الفجار بين قريش وهوارن أو بين كنانة وقيس بمعنى أصح صلة بأرضها ، ذلك أن النعمان بن المنذر طلب من بحيرة لطيمة له من الحيرة تباع بسوق عكاظ فقال البراض الكناني : أنا أجيزها أو أجبرها على كنانة ، فقال عروة الرحال الكلابي وهو من هوران من القيسية وقد استكثر أن يجيز اللطيمة خليع كناني : أنا أجيرها على أهل الشيح والقيصوم ، ويعني على العرب جميعاص فدفعها النعمان إلى عروة الرحال فسار بها ، ولما كان بأرض فدك أدركه البراض وقتله فشبت حرب الفجار بين أحياء المضرية : كنانة وقيس ، وحضر الرسول صلى الله عليه وسلم وعمره أربع عشرة سنة احدى وقائعها .
وورد أن اثنين من القسية تبعا البراض حتى لقياه بخيبر فاستدرجهما إلى دار خربة وقتلهما بحيلة ، وعلى عادة اختلاق أنساب البلدان فإن خيبر منسوبة إلى خبر بن قانية إلى عبيل ، وعبيل هو أخو عاد ، كما أن فدك منسوبة على رأي ابن الكلبي فدك بن حام كشأن سميراء ، وورد في الانتماء إلى الأمم القديمة !! .
وخيبر موصوفة بالحمى لا تفارق أهلها ، ومثلها فدك ، قال العجاج السعدي :
كأنه إذا عاد فينا أو زحك
حمى قطيف الخط أو فدك
وتزعم اليهود أن التعشير ينجي من حمى خيبر ، والتعشير هو أن ينهق الرجل عشر مرات ، ومن الطرائف ما يروى عن عروة بن الورد العبسي الفطفاني هو أنه أبى التعشير وعشر من معه فمات المعشرون وسلم هو وقال :
وقالوا : أجث وانهق لا تضرك خيبر
وذلك من دين اليهود ولوع
لعمري لئت عشرت من خشية الردى
نهاق الحمير ، إنني لجزوع
فلا والت تلك النفوس ولا أنت
على روضة الأجداد وهي جميع
وكان يقال : إن من زعم أن حاتماً أسخى الناس فقد ظلم عروة بن الورد وروضة الأجداد الواردة في هذا الشعر بقرب يثقب شمال شرق فدك .. أما ما هو غير معروف مما له صلة بفدك فهو الحدثان ، والحدثان الواردة في خبر سلمى وأجا وفدك حرة قيل إن خالد بن سنان العبسي الغطفاني أطفأ ناراً شبت بها ، وقتلت العرب حتى كادوا يدينون بالمجوسية ، وقال البيهقي فيما نقل عنه ابن سعيد في النشوة : أن خالداً كان على قرب المبعث النبوي وكانت العنقاء قد عاشت في بلاد عبس حتى صارت تخطف صبيانهم فدعا الله يرفعها من الأرض فلم تعد توجد في التصوير .
ولما كان لغطفان نفوذها على فدك وخيبر تقوم على حمايتها وحماية مرتادي سوق نطاة خيبر الموسمي الذي يقام في شهر ربيع الأول من كل عام فإن علاقتها بحوادث هاتين الواحتين علاقة قوية ، وفي السنة الخامسة من الهجرة اتجهت سراة بقيادة عبد الله بن رواحة لقتل يسير بن رزام اليهودي الذي كان يؤلب غطفان لغزو المدينة ، وفي السنة السادسة قصدت سرية بقيادة علي بن أبي طالب فدك وأصاب بني سعد من غطفان بالهمج الوادي الذي يفضي إلى الرقم في العلم علم الصارد من بني مرة بن سعد بن ذبيان جنوب شرق الحليفة بحايل .
على أن القول بأن لغطفان موقفاً غير مشرف أثناء فتح خيبر وأن ذلك أدى إلى تفككها وضعفها مبالغة كبيرة ، فغطفان ظلت عزيزة مرهوبة الجانب في الإسلام وفي الذؤابة من قبائل العرب ، وبرز فيها مشاهير من الصحابة والقادة والأمراء والولاة ، وظل بيت آل بدر بيتاً من بيوت الأرستقراطية العربية وقد أصهر الخلفاء والأمراء إلى البيوت الغطفانية فتزوج الخليفة عثمان بن عفان أم مليكة بنت عيينه بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ، وتزوج الحسن بن علي بن أبي طالب بنت منظور بن سيار من سراة فزارة الذبيانية وهي أم ولده الحسن والحسين ، وأصهر عبد الله بن الزبير إلى منظور هذا ، وكان أسماء بن خارجة بارزاً في عهد بني أمية ، تزوج بشر بني مروان ابنته هند وهي أم ولده عبدالله ، وهو جواد كريم ، وتزوج عبد الملك بن مروان ولادة بنت خليد العبسي وهي أم ولديه الخليفتين الوليد وسليمان من أشهر خلفاء بني أمية .
وكان عقيل بن علقة المري الذبياني أعرابياً جافياً ذا زهو وخيلاء شديد الاعتداد بنفسه وبقوته لا يأنف أن يرد من لا يراه كفؤاً لمصاهرته حتى ولو كان من الأمراء ، وكان عثمان بن حيان المري والياً على المدينة لني أمية ، وابنه رباح والياً عليها لبني العباس .
وإذا كان كثير من الغطفانيين قد هجروا أراضيهم إلى الأمصار المفتوحة فالذي دعا إلى هذا ليس الضعة ولا الضعف بل دعت إليه الحياة الإسلامية الجديدة من المشاركة في الفتح خارج الجزيرة والرغبة في استيطان الأمصار المفتوحة ، فكانت غطفان تحت لواء في حرب القادسية ومذكورة في خطط الكوفة حينما تم تخطيطها ، وهي في خطة أهل العالية في البصرة وكذا في خرسان .. وتولى إمارة العراق أحد الفزاريين وهو عمر بن هبيرة الفزاري وقبله بزمن كان سمرة بن جندب الفزاري وهو صحابي أميراص على البصرة من قبل معاوية .. وتولى إمارة خراسان ذبياني آخر وهو الجنيد المري . وفي كتابي (القبائل العربية في خراسان وبلاد ما وراء النهر) الذي كان يزكيه الصديق الدكتور يحيي بن محمود بن جنيد حينما رآه مخطوطاص ويحثني على طباعته إلى أن تبناه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وكتب مقدمته وستصدره دار ابن حزم قريباً في هذا الكتاب معلومات وافية عن الجنيد أمير خراسان وبيته من آل هرم بن سنان المشهورين بالجود في الجاهلية والإسلام ، قال الشاعر هلك الجود والجنيد معاً فعلى الجود والجنيد السلام .
وانتشر في مصر من غطفان أناس كثر ، وإلى فزارة ينتسب المؤرخ النسابه القلقشندي (صاحب صبح الأعشى في صناعة الإنشا) ومنهم نصر الفزاري الإسكندري اللغوي صاحب التأليف في البلدانيات ، الذي اعتمد عليه ياقوت الحموي كثيراً في مؤلفه (معجم البلدان) .. وقارن الشيخ حمد الجاسر كتاباته بما كتب الحازمي في كتابه (الأماكن) إذ إن الحازمي أيضاً قد اعتمد عليه .
وليس ابلغ في الدلالة على بقاء غطفان قوة متماسكة في الإسلام من وقائعها الحربية كواقعة ذات قين ، فقد أصابت كلب الفضاعية فزارة في (العاء) في الطرف الجنوبي من محجر الذي يقال له الآن جبل المسمى في غرب منطقة حائل فأصلح بينهما الخليفة عبد الملك ، غير أن فزارة الذبيانية ثارت لنفسها في بنات قين عقر دار كلب في بادية السماوة مما أغضب الخليفة عبد الملك فطلب زعماء فزارة وقتلهم صبراً .
وقبل ذلك وفي عام 39هـ اقتتل جيشان من غطفان في تيماء أحدهما عراقي عليه المسيب بن نجبة الفزاري الذبياني من قبل علي والثاني شامي عليه عبدالله بن مسعدة الفزاري الذبياني من قبل معاوية ، وكانت الغلبة للمسيب وهو معه . وكان المسيب من خاصة علي وله أحاديث عنه يرويها عمار الدهني وكان ممن وجهوا الدعوة إلى الحسين للقدوم إلى العراق ثم خرج مع ثورة الثوار وزعيمها سليما بن حرد الخزاعي .. وفي تلك الثورة قُتل .. ولما سيرت الدولة الأموية في عهد يزيد بن معاوية جيشاً إلى الحجاز بعد مقتل الحسين كان قائد الجيش غطفاني من بني ذبيان هو مسلم بن عقبة المري وكان من الدافعين عن المدينة غطفاني آخر وهو : معقل بن سنان الأشجعي وفي تلك الوقعة قتل .
وكانت غطفان قوة يحسب لها حساب لما توجه إليها جيش عباسي في عام 231هـ ليحارب فزارة ثم بني عبس ، هذا مع أن ما قيل من اشتراك غطفان مع اليهود في حرب خيبر لم يتم ، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم واعد غطفان لحرب في حنفاء التي هي الشملي الآن فإن حرباً بينه – عليه السلام – وبينهم حدث ، وقد اشتركت قريش مع اليهود في موقعة الخندق والأحزاب وحصل من الريش وغيرها من قبائل العرب حروباً فلام يقل أحد أن واحدة من هذه القبائل أثرت بسبب موقفها قبل إسلامها .. وحروبها ضد المسلمين ، وبرز في غطفان في الإسلام مشاهير من الشعراء مثل أرطأة بن سهية القائل :
بآل ذبيان ذودوا عن دمائكم
ولا تكونوا القوم أم
ومنهم ابن ميادة وهو شديد الاعتداد بنفسه وبقومه وبهم كان يفاخر العرب ومن شعره قوله :
نحن بنو ذبيان في رأس ربوة
إلينا تناهى عز تلك القبائل
هم أنف قيس من يقل مثلها لهم
من الناس يخلط قول حق بباطل
ويسرف ابن ميادة في الفخر بغطفان ، كما يسرف الدكتور الخطراوي في تتبع آثار ابن ميادة الشعرية ، يقول ابن ميادة وهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية :
ولو أن قيسا ، قيس عيلان أقسمت
على الشمس لم تطلع عليها حجابها
ومن جيد شعره قوله متباهياً بالمضربة عامة :
فجرنا ينابيع الكلام وبحره
وأصبح فيه ذو الرواية يسبح
وما الشعر إلا شعر قيس وخندق
وقول سواهم كلفة وتملح
والنجم ابن ميادة مع الحكم الخضري المحاربي في الهجاء ، قال الحكم :
أصبحت في أقر تعلو أطاوله
تغرمني وقد أصبحت في الرقم
وأقر واد فدك والحليفة بحائل كما تقدم ، والرقم في مدخل جبل العلم من شماله وأخباره كثيرة ففي الجاهلية حدثت به وقعة بين غطفان وبني عامر انهزم فيها فارس العرب عامر بن الطفيل ، وتلا هذه الوقعة وقعة في طوالة انهزمت فيها بنو عامر أيضاً ، وطواله في جنوب غرب العلم ، وفي داخل العلم النماره التي يذكرها النابغة في شعره ، وفي أيام الزبير أرسل المختار الثقفي صاحب الكيسانة لخشبية المذهب المعروف جيشاً من العراق زاعماص نصرة ابن الزبير لكن ابن الزبير أرسل جيشاً تصدى لجيش المختار في الرقم فهزمه وقتل قائده ابن ورس الهمذاني للمختار أسجاع في ابن ورس هذا :
ومن أخبار الرقم ما أورده المدائني فيما نقل عن البلاذري أن عيينة بن خصوم حذيفة الفزاري أشار على الخليفة عمر أن ينحي عنه العجم وقال : إني لا خلف عليك هذه الحمراء ، فلما طعن عمر قال : ما فعل عيينة بن حصن قالوا : مات : لله رأي بين الحاجر والرقم ، وفي رواية لله قبر بين الحاجر والرقم لقد ضد أيا وحزما .
وعيينة من المؤلفة قلوبهم لم تقتله بنو عبس في الهباءة لأنهم استصغروه كأن عيينة فتاكاً وثاباً أسر زيد الخيل ، وحضر بزاخة مرتداً مع طلحة ، وروي أنه قال للرسول صلى الله عليه وسم اطرد هؤلاء الأنتان أو العبيد فنزل قوله تعالى : ( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي .. ) (الكهف : 28) .
وفي خبر سرية علي بن أبي طالب إلى فدك حينما أبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم غطفان إمداد يهود خيبر ورد ذكر الهمج وبديع ، وقد مر مر التعريف بالهمج وبديع في الحويط الآن ، وهي من مياه بني مرة بن ذبيان ذكرها نصر الإسكندري .
قال الحازمي ، ونقل الشيخ حمد عن كتاب المناسك أنها قرية لولد الرضا أخلاط من الناس وأنها كثيرة الرمان والنخل وبها عيون كثيرة .. وهذا لا يمنع ماكانت لبني مرة من ذبيان ، وأورد الهمذاني في كتاب (صفة جزيرة العرب) بيتاً من الشعر هذا نصه :
رويت خيبر لها فيديع
ديمة كأن نوءها الجوز
من قصيدة واضحة التلفيق بينة الصنع ، فقد نظر الهمذاني في معلقة الحارث من حلزة البشكري الوايلي وأورد قصيدتين على وزنها وقافيتها الأولى لحجاز فيما يزعم يعدد فيها البلدان الحجازية ، والثانية لنجي يذكر فيها بلدان نجد .
وفي عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك كانت بديع مال للمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة وهو من المشهورين بالجود .. وكان ابن الخليفة يسومه ماله هذا لغبطته به فلا يبيعه أياه إلى أن غزا معه أرض الروم وأصاب الناس مجاعة ، فقال المغيرة : كنت تسومني مالي بيديع فاشتر مني نصفه فاشتراه بعشرين ألف درهم وأطعم الناس ، فلما رجع ابن الخليفة قال له أبوه : فبح الله رأيك ، أنت ابن أمير المؤمنين وأمير الجيش تصيب الناس مجاعة فلا تطعمهم ويبيعك رجل سوق ماله ويطعمهم .
وإذا كانت أخبار يديع وفدك تتصل اتصالاً وثيقاً بحوادث غطفان في صدر الإسلام فإن حوادث غطفان يمكن إجمالها بغزوة الكدر على غطفان وسليم في السنة الثانية ثم غزوة ذي أمر في السنة الثالثة ، وفي هذه الغزوة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم يريد غطفان ورجع إلى المدينة ولم يلق كيداً ، وذو أمر هي التي عناها سنان المري الذبياني بقوله :
ويضر غد وعلى السديرة حاضر
وبذي أمر حريمهم لم يقسم
وسنان هو والد هرم ممدوح زهير ، وسمي هرم بن قطبة حكم غطفان الذي تنافر عنده عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة العامر بأن اللذان صدر عن في هذا الأيام كتاب للدكتور الزايدي .
وفي السنة الثالثة أيضاً سار زيد بن حارثة مولى الرسول صلى الله عليه وسلم بسرية – أدركت عيراً لقريش في الفردة ماء لني أسد حلفاء غطفان يقع عند التقاء الثلبوت بوادي اللزمة ، وورد في كتاب الحازمي حديث عن ترمذ وكتيفة وأنهما إفطاع من الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد بني أسد وكتيفة وكتيفان ووتدة بين سميراء شمالاً والحاجر جنوباً .. وفي أكثر من مصدر نص صريح على أن الفردة تقع بين الربذة والغمر مما يؤيد أنها بالقرب من سميراء حيث التلبوت والرمة ، مع أن الشيخ حمد يرى أنها المفردة بقرب محجر غرب منطقة حايل .
وفي السنة الرابعة حدثت غزوة ذات الرقاع وقد غزا الرسول صلى الله عليه وسلم نجد وغطفان ومحارب ولم يكن بينهم حرب ، وفي السنة السادسة غزوة ذي قرن وسرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر بأرض سميراء ، وسرية علي بن أبي طالب إلى فدك ثم سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر من مشاهير غطفان ، وقد قتلت وأخذت بنت لها من أحس العرب وجها فادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أسارى كانوا عند قريش .
وقبل هذا حدثت وقعة الخندق وكانت غطفان مع قريش وعليها عيينة بن حصن والحارث بن عوف المري ، وكان مسعود الأشجعي الغطفاي مع الرسول صلى الله عليه وسلم يخذل قريشاً وغطفان واليهود ، وفي السنة السابعة سار سعد بن بشير الأنصاري بسرية إلى بني مرة بن ذبيان بفدك أرتث فيها ونزل على بعض اليهود في فدك حتى استنقل ، تلتها سرية لغالب بن عبد الله ليثي من كنانة ولا أدري لما نسبه الشيخ حمد إلى كلب . . وفي السنة الثامنة – بعد صلح فدك – سار أبو قتادة الأنصاري بسرية تلتها سرية أخرى عليها بشير بن سعد الأنصاري إلى غطفان وعليها عيينة فأصابتهم في يمن وجبار من أرض الجناب وهي الجهراء الأن غرب بلاد الجبلين .
أما الصلح على فدك فكان في السنة السابعة في منصرف الرسول صلى الله عليه وسلم فلتح خيبر فقد بعث إلى أهلها محيصة بن مسعود يدعوهم لإسلام فأتوه وصالحه على نصف الأرض بتربيتها صالحة عليها يوشع بن نون اليهودي فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك منهم وكانت خالصة له لأن المسلمين لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب .
وتعلق بآل العباس وعلي – رضي الله عنهما – بميراثهما فيما تركه النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته من فدك وبني النضير وخيبر فقال أبو بكر لفاطمة وعلي والعباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) وفي صحيح البخاري ورد أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي فيما أفاء به على رسوله ، تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وفدك وما بقي من خيبر فقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (لا نورث ما تركناه صدقة .. إنما يأكل آل محمد منه ) يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإني والله لا أغير شيئاً من صدقات النبي التي كانت عليها في عهده ولأعملن فيها بما عمل فيها .
وقال ابن تيمية : إن الله صان الأنبياء أن يؤرثوا دنيا لئلا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوتهم بأنهم طلبوا الدنيا وورثوها لورثتهم ، ثم إن ورثة النبي أزواجه ومنهم عائشة بنت أبي بكر وقد حرمت نصيبها بهذا الحديث .
وأشار ابن تيمية إلى أن أبا بكر وعمر أعطيا من مال الله أضعاف هذا الميراث للذين كانوا سيرثونه ، وتولى علي وصارت فدك وغيرها تحت حكمه ولم يعط لأولاد فاطمة ولا زوجات النبي ولا ولد العباس شيئاً من ميراثه .
وكثر الحديث عن فدك وامتلأت الكتب بذكر الخلاف بين علي وفاطمة من جهة وأبي بكر من جهة أخرى ، وأورد ياقوت في مادة فدك أقوالاً كثيرة عما جرى لفدك في صدر الإسلام وعصر بني أمية وعصر بني العباس غير أنه قال : وفي فدك اختلاف كثير في أمره بعد النبي صلى الله عليه وسلم . ومن رواة خبرها من رواه بحسب الأهواء وشدة المراء ، ثم اختار يقوت ما ذكره البلاذري في فتوح البلدان حيث أورد حادثة الصلح على فدك وأنها أصبحت خالصة للرسول صلى الله عليه وسلم يصرف ما يأتيه منها في أبناء السبيل ، وأن عمر – رضي الله عنه – قوم نصف التربة وأجلى اليهود عنها في عهده بقسمة عدل ، وأن مالها ظل يخرج في ابن السبيل أيام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وان عمر بن عبد العزيز فعل ذلك وسار على نهجه في ذلك من أتى بعده ، وأن المأمون الخليفة العباسي أمر في عام 210هـ بدفعها إلى ولد فاطمة رضي الله عنها ، وأن المتوكل ردها إلى ما كانت عليه أيام أبي بكر رضي الله عنه .. وأنا ظلت في عهد بني أمية ترد إلى أولاد فاطمة وتقبض منهم ، وإن خلافاً جرى بين علي والعباس عند عمر لما رأى أن يردها إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الكتب عن فدك كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وكان الشهرستاني صاحب الملل والنحل يرى أن الخلاف حول فدك من الخلافات التي لها صلة بالدين الإسلامي ، لأنها تتصل بإرث النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعروف نزعة الشهرستاني الملية ، وعلق أحد الكتاب على دراسة طالب جامعي مبيناً مدى إعجابه بما كتبه عن فدك في التاريخ من حيث سعة خياله ، ورصانة أسلوبه وبراعته في النقد والتحليل متمنياص لو انصرف هذا الطالب إلى موضوعات تعود بالخير على الأمة التي مزقتها الأحقاد ، وسحقتها الفتن ، وتلاعبت بها الأهواء وقال : إن فدك قد أصبحت في ذمة التاريخ وعادت قاعاص صفصفاً ، ومع ذلك تقدم من يتصدى لنبشها منها ما يزكم الأنوف ، ويملأ العيون بالقذي بعد مئات السنين .
والعلاقة بين صاحب هذا المقال وبين من وصفه بالطالب الجامعي يحكم خلاف حاد في الرأي لا يحسن الخوض فيه ، غير أن القول بأن فدك قد عادت قاع صفصفاً ليس صحيحاً ففدك مدينة عامرة بحايل ، وما يحمد للشيخ حمد أنه من عين موقع فدك وبديع وأنهما الحايط والحويط وقدم عنهما بحوثاً قيمة في كتاب في شمال غرب الجزيرة ، والمعجم الجغرافي لشمال المملكة ، وكتاب الأماد للحازمي الذي حققه ونشره حديثاً مقارناً بين ما ورد فيه وما كتبه نصر الفزاري الإسكندري ، إضافة إلى مقال نشره في احدي الصحف عن فدك وتعليق له ممتع على مقال للأستاذ محمد حسين زيدان عن غطفان وأيامها وبلادها ومنها تلك نشرة في جريدة سيارة ثم نشره في مجلته العرب ، معتمداً في كل ما كتب على عدد كبير من مصادر التاريخ والأدب واللغة والبلدانيات والبحوث والدراسات الحديثة كبحث الدكتور عبد الرحمن الأنصاري الذي نشر في مجلة الدارة .
وعن جهل الناس ابم فدك ، نقل الشيخ حمد ما أورده الفيروزأبادي في المغانم المطابه : إنه سأل أشراف المدينة من الفقهاء والأمراء وسأل السوقة عن فدك ومكانها فقالوا : إنهم لا يعرفونها مع أن هذه القرية لم تبرح أيدي الاشكال والخلفاء يتداولونها ناس عن ناس إلى أواخر الدولة العباسية ، وأشار إلى أسمها لغوياً كما ورد ابن دريد صاحب الاشتقاق وأنه من فدكت القطن تفدك أي تفشته ، وتعليل الاسم عن البلدانين ، جهلهم بمعاني المواقع قبل عهد التدوين ، فلما بدأ التدوين لم يجد المعللون أمامهم شيئاً يقولونه فلجأ كثير منهم إلى إيراد أقوال هي أقرب إلى الخرافة بقصد قولهم فدك بن حام ، وذكر الشيخ ما عرفت به تلك من الزراعة والصناعة في القديم ، وأن تمر فدك مشهور بالجودة ، وفيه قيل :
عجوة الشق نطوف بالودك
ليست من الوادي ولكن من فدك
وفي تاريخ المدينة لابن شبة في الحديث عن صدقات علي أن له بناحية فدك وادي نخل ووشل من ماء يجري وعلى بستانه ورونوق فذلك في صدقته ، وله بناحيتها أيضاً واد يقال به الأشجن وبنو فزارة تدعى فيه ملكاً ومقاماً وهو اليوم – أي في عهد ابن شبه – في أيدي ولاة الصدقة .
وكان مما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم ألف يوم موته بقطيفة فدكية ، والذي أورده الشيخ حمد عن هذا الموضوع هو ما ذكره ابن هشام في السيرة من أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حماراً فوقه قطيفة من صنع فدك .
قلت : يبين لنا أن ماورد في هذا البحث عن موقع بني عبس من غطفان مثل حرة النار وحرة ليلى وحرة خيبر وحرة الكورة وحرة عبس ولابة ضرغد وجبل الرأس الأبيض وجبل البصر وفدك (الحايط) وضغن عدنه وأثقب والعلم وروضة الأجداد (الروض) والرقم (الرقب) وبديع (الحويط) ووادي الرمة ووادي الروخة وغيرها – مما ورد في هذا البحث وبحوث أخرى هي من ديار بني عبس وما زالت تسيطر عليها بالوقت الحاضر أهم فروع بني رشيد العبسي في الحجاز ونجد بالمملكة العربية السعودية .
(ديار بنو رشيد "عبس"
ما غادروها سلاليل عبس نسل الكرام
سلم على الدار واللي بأرضها ساكنين
واحمل لها من صميم الراس كل احترام
دار عليها تعود لو نحتنا السنين
شمال ديرة رسول الله عليه السلام
من حد طيبة على الأبيض إلى الشعبتين
ومن الثمد يوم تشمل لين تصل الخطام
ومن وادي الجول لجبال الرقب من يمين
ماكف واد الرمة لرياض قاع النعام
جبال إبانات واللي دونهن واقفين
يوم المكايد ودخان الفشق والسهام
زين هاك الشعاب إليا نزلها القطين
ويا زين في دوحها الناعم هديل الحمام
مدهل حسم الشعاف مهجرات الحنين
شيب الغوارب طويلات القرار والسنام
حم الذار اللي لك الكفه عليهن تبين
ومن دونهن يستباح السيف ضد الخصام
إن طاش منها الجهام من الوطا للبطين
يبعد هموم الفؤاد اللي طواه الهيلم
بأرض بها الطيب وهل الطيب والطيبين
ما غادروها سلايل عبس نسل الكرام
بني رشيد أهل الطولات علمٍ يقين
سم المعادي اليا وصلت لسل الجسام
قوم اليا قامت الهيجا بقوا صامدين
إن أدبر اللاش والهابي قليل الرحيم
الولشن للملا خاضبات اليدين
واشتد هول القتال ولك زيرزم
ولو صرح العلا غصين على الحاقدين
اليا تعلو ظهور مطيرات العسام
كم وقفوا من غزاة وانكفوا مفلسين
وكم صبحوا دار قوم وأقبلوا بالجهاد
وكم طوحوا شيخ قوم ويتموا من جنين
بمصقلات السيوف اللي تقض العظام
وعلى سجايا العروبة والشرف ثابتين
ومن الندم من يعاندهم يعض البهام
ونفوس الأحرار ما ترضى على كل شين
وعداتهم ما توردهم عدود الليام
يرقون للطيبة لو هي وراء الفرقدين
ويرهون فيها ليا مس الحقب والحزام
خويهم شيمته تبدأ على الأقربين
يبقى خوي النشاما بشيمته ما يضام
دخيلهم من عدوه بالمكان الأمين
وعدوهم يفقد الفرحة ولذ المنام
ريف الضيوف إن لفو من فرجتن مرهقين
إن ساقهم سير صحصاح الوعر والعدام
يلقون زين القرا ومفطحات السمين
مع كيف هدف الدلال وفايق الاحترام
وعلى محجة محمد خام المرسلين
محجة الهادي اللي ما غشاها الظلام
ماخالفوها على منهاجها مقتدين
يرجون يوم الوجاء ويطعمون الطعام
قول على فعل مبني بقافٍ ثمين
من حاضر العام هذا وما مضى من ألف عام
ولي الفخر يوم أمجد ربعي الغانمين
اهل النفوس العزيزة طيبين المقام
ولاهو قصور بحق أهل الوفا السامعين
كم صيرمين ببحر الطيب للطيب عام
وصلوا عدد ما وصل مكة من المسلمين
على النبي عد ما يمطر صدوق الغمام
ما قاله ناصر بن عياضة بن عجوين الرشيدي
قال الأستاذ ناصر : تقع معظم بلاد بني رشيد غرب نجد وفي الحجاز مخترقين وادي الرمة وحرة فدك وهي حرة بني رشيد حديثاً وحرة النار إلى مناهل أباء المسميات منهل سبا ، ومنهل اسهكان واللاتي يقعن بالجهة الجنوبية الغربية من خيبر ببعد 70 كلم متراً تقريباً ، ومن الجهة الجنوبية إلى المدينة المنورة ، ومن الشرق جبال العبيد ، وجبال أبانات بالقصيم ، وهن عائدات لفخذ المضابرة من قبيلة رشيد ، وقرية عين بن قنور ، وقرية مشرفة ، وقرية الودي وما حولها من القرى العائدة لقبيلة بني رشيد ، وهن لفخذ العونة والعجارمة من قبيلة بني رشيد .
وأضاف قائلاً عن بعض الجبال والأودية التي تسكنها قبيلة بني رشيد بنجد إن ديار بني رشيد واسعة الكناف لا مجال لحصر ما بها من أودية وجبال ، ولكن من الواجب الإشارة إلى بعض الجبال والمواقع التي دونها التاريخ وتغيرت بفعل أسمائها حديثاً تغييراً طفيفاً ، مثل حرة فدك التاريخية ، وحرة النار المعروفة الان في حرة بني رشيد ، وروضة الأجداد المعروفة حديثاً بقرية روض ابن هادي ، وقرية ابنوان ، والخفج ، والصخنة ، وضريغط ، والفقي ، المعروفات قديماً في ضغن عدنه جبل أثقب المعروف قديماً في جبل ِأثقب المعروف قديماً في جيبل يثقب ، وجبل محجرة الذي ورد ذكره في أشعار عنترة العبسي ، ومازال يحمل هذا الاسم حتى يومنا هذا، وموقعه في الشمال من روض الأجداد وروض ابن هادي ، وقرية ووادي الرقب المعروف قديماً في الرقم ، ووادي الرمة من أكبر الأودية بالجزيرة العربية المعروف قديماً (بوادي ذرمة) من أكبر الجبال في بلاد قبيلة بني رشيد جبال العلم وهي جبال ذات فروع تخللها الأودية ، ومناهل المياء ، وقد أقيمت بها قرى وهجر ، وجيال أبانات في شهر الجبال بنجد وجبل الأبيض ، وهما جبلان أبيضا اللون في حرة فدك من ناحية الغربية وشرق حرة النار .
يقع جبل كنان في سفح حرة فدك جنوباً من العين ، وجبل البصر ويقع شمال غرب جبل كنات ، وجبل الفرس ويقع بين قرية الحميمة وقرية أفيعية ، وجبل الإكليل المعروف قديماً في جبل اللكيك وهو يقرب من الرأس الأبيض ، وشعيب الحرمل المعروف قديماً بذات الحرامل وهو في أعالي شعيب المجصة الشمالية والذي ورد ذكرهما بشعر عنترة بن شداد العبسي عند مطلع قصيدته التي دونت بديوان عنترة تحت عنوان (خير من معمم مخولي ) :
طال الشواء على رسوم المنزلي
بين اللكيك وبين ذات الحراملي
ويقعان في سفوح حرة فدك من الجهة الجنوبية الغربية شعيب وادي الرمث ، وعشيب ضال المعروف قديماً في ثال ، حيث ورد ذكرهما في ديوان عنترة أيضاً بقوله :
وبني صياح قد تركنا منهم
جزرا بذات الرمث فوق أثال
وكلاهما يقعان غرب أبي الصبان .
وقرية (الثمد) المعروفة قديماً في ثمهد وتقع ما بين خيبر والمدينة المنورة والذي ذكرها عنترة بقصيدته التي دونت في ديوانه بعنوان (قالوا اللقاء غداً) عند قوله :
بين العقيق وبين برقة ثمهد
ظلل لعبلة مستهل المعهدي
يوجد في هذه المواقع من بلاد بني رشيد وخاصة في حرة النار وحرة فدك وحرة ليلى وأطراف الحجاز سدود قديمة وآبار يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام مثل بئر العبسية التي حفرها رجال من قبيلة بني عبس وأطلق عليها اسم العبسية وهو اسم تعرف به حتى الآن ، بئر المطيوي ، بئر الروية في سبأ ، بئر مشرفة ، بئر الطبقاء ، بئر المروة ، بئر الهدنة ، بئر برك ، بئر النويبع ، بئر البرادي ، بئر المجصة ، بئر الكهفة ، هذه كلها آبار قديمة ذات تصميم جاهلي يتكون من الحجر المؤلف على شكل طوب مليس بالجص ، وبعض منها منحوت في صخور صلبة ولكنها منبسطة الشكل في سفوح الجبال وكثير منها يوجد بها مياه غزيرة وعذبة ، وأقيم عليها زراعات وقرى ذات واحات خضراء ، أما عن السدود فهي مبنية كذلك من الحجر الجص وأضخمها سد البنت وبعده سد الحصيد وسد سدير الحرة وهي غير حرة الكورة ، ويتزامن بناؤها مع بعض ، ويقال أن بناءها يعود إلى عهد العمالقة وكذلك بعض الآبار المنحوتة في الصخور .
إن هذه الديار التي تم ذكرها هي ديار قبيلة بني رشيد ، ومن المؤمن به قبيلة بني رشيد هي قبيلة عبس من غطفان .
حيث مساكن بني عبس في حرة الناروليلي وحرة فدك ووادي الرمة إلى يثرب (المدينة المنورة) وجبال أبانات ، ولقد تغير اسم قبيلة بني عبس إلى قبيلة بني رشيد كأمثالها من قبائل العرب في الجزيرة العربية وخارجها .
ما قاله ناصر بن عياضة في فروع بني رشيد خارج المملكة العربية السعودية . قال : من المعروف بأن قبيلة بني رشيد ليست بلادها الوحيدة التي تعيش فيها نجد وغرب نجد والحجاز بالجزيرة العربية بل لها فروع بالخارج مثل :
مصر – السودان – أريتريا ( بالحبشة) – الكويت .
1- فروع بني رشيد بالسودان ونصر والحبشة التالية :
أ- الزنيمات وبطونهم ، ذوي عايد ، الحليمات ، النفيشات ، ذوي بريغث الحويجات الجليدات .
ب- البراعصة وبطونهم : ذوي حيان ، الجلادان (الجلادان بنجد حائل ) الكعيكات ، ذوو مهدي ، السحامين (السحامين من المهامزة بنجد حالياً ) المزار ذوور عمري ، العميرات ( العمامير من المهامزة بنجد) ذوو هويدي ، الفعل (الفعول من المهامزة بنجد) .
ت- البراطيخ وبطونهم . العويمرات (العوامرة بنجد) الدلقان الذهاب اليميني المنافير ، الخيارات (الخيار بنجد) الكريفات .
ث- ولقد هاجرت هذه القبيلة من بني رشيد من مواطنهم القديمة بنجد والحجار عبر ، البحر الأحمر عام 1288هـ ، وعددهم ألف نسمة بسبب قتال وقع بينهم وبين عدد من قبائل الجزيرة المجاورة لها ، وقد سبق الإشارة إليه ، وقد اضطروا بعدها عبور البحر الأحمر إلى السودان فيما معهم من مواش (إبل وغنم) ومناع حيث استطاعوا عبور البحر بمسافة ثلاثة أيام وليالي متواصلة كما ذكر شاعر منهم في يوم ذلك بالقصيدة التالية :
يا فطري من بعد مرتع تهامه
وأرض الحجاز ونابيات الرسومي
اليوم في بحر عسى به سلامة
إن جاء ريح راح موجه بعومي
ثلاثة أيام حسابا تمامه
متوجهين بك مغيب النجومي
وهناك نزلت هذه العشائر النازحة من مواطنها بالجزيرة العربية ، ونزلت في الصحراء الشرقية المعروفة أيضاً بصحراء البجة وكسلا بالسودان ، ومنهم من نزح إلى صعيد مصر ومنهم من نزح إلى أريتريا ببلاد الحبشة وهم الآن لا يزالون في صحراء البجة بالسودان ، وفي صعيد مصر وبلاد الحبشة قسم قليل منهم بالوقت الحاضر .
وليست هجرة بعض فروع بني رشيد إلى السودان هي الهجرة الوحيدة بل هاجر أفراد منهم من الحجاز ونجد إلى بلاد الشام ومنهم من هاجر إلى دولة الكويت .
قلت : وللرشايدة في الكويت مكاناً مرموقاً ومنهم أعضاء في مجلس الأمة الكويتي أذكر منهم : عباس مناور ، ومبارك الدويلة ، وعلي أبو حديدة ، ومبارك الخرينج .
ونذكر من زعماء بني رشيد في الكويت أيضاً براك النون وخالد بن نزال بن رعية وابن نمران وآخرون .
كما توجد فروع من هذه العشائر الكويتية تسكن في قرى ابن قنور ومشرفة بوادي ما بين القصيم والدوادمي بالمملكة العربية السعودية ، وأيضاً توجد في الكويت فروع من بني رشيد بالحجاز أهمها : العجارمة والمهيمزات ، فأما الأخيرة فإنها قسم بالكويت والباقي في السعودية وهم الأكثر .
الأستاذ / محمد سليمان الطيب موسوعة القبائل العربية