الكفاءة في النسب
د. عايض القرني
من المعلوم في الشريعة الإسلامية أن الناس جميعاً سواسية كأسنان المشط؛ لأنهم من أب واحد وأم واحدة، وإنما يفضل الفاضل منهم بتقوى الله وحده، كما قال تعالى: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، وفي الحديث: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى» رواه أحمد. الناس لآدم وآدم من تراب، ولهذا من المقرر في الشرع تكافؤ الناس وتساويهم في أنسابهم، ولهذا عمل الصدر الأول من هذه الأمة بقاعدة تكافؤ الناس في أنسابهم، وفي الحديث: «يا بني بياضة أنْكِحُوا أبا هندٍ وأنْكِحُوا إليه» رواه أبو داود وصحّحه ابن حجر.
وأبو هند كان حجّاماً وبنوا بياضة أسرةٍ من أسر الأنصار وهم أزديّون من أشرف العرب، وقد تزوج بلال بن رباح أخت عبد الرحمن بن عوف، وتزوج أسامة بن زيد فاطمة بنت قيس القرشية، ولكن لما بَعُد الناس عن الشرع وتعلَّقوا بأنسابهم القبلية وانتماءاتهم الأسرية رفض الكثير منهم هذا المبدأ، ووصل الحال إلى الإنكار والاستنكاف حتى إن من يقدم على التزوج من غير طبقته قد يخاطر بنفسه خاصة في المناطق القبلية والعشائر والبوادي، فإذا وصل الحال إلى الإنسان بأن يصبح في خطر من تزوجه من غير طبقته بحيث يتعرض للتهديد أو الضرر أو الإساءة إلى أسرته بالاستهزاء والسخرية والسب والأذى فإن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، وقد عرفنا قضايا لما اكتشف فيها البعض نسب الآخر وقد سبق أن صاهره هدّده بالقتل حتى أفتاه بعض العلماء بفراق زوجته، حيث أوشك أن ينشب بين الأسرتين قتال، والشرع لا يأمر بالمخاطرة إلى درجة أن تذهب النفس أو يسفك الدم، أيعيش الإنسان مرعوباً مهدداً لا يأمن على أسرته ونفسه من أجل تطبيق بعض أفراد الشريعة، ورأيي أن تعم في الناس ثقافة المساواة والتكافؤ، ويبيّن لهم رأي الإسلام عن طريق العلماء والدعاة ووسائل الإعلام والتعليم، ويُحارب التمييز العنصري في المدارس والجامعات والخطب والندوات والمؤلفات، وينقل الناس تدريجياً إلى وعي راشد حتى يصبح لديهم العلم الكافي بهذه المسألة، حينها يصبح الأمر طبيعياً أن يتزوج الإنسان من غير طبقته في المجتمع المسلم، وقد حصل هذا في بعض الدول الإسلامية. أما في المناطق التي ما زالت تفتخر بالأنساب والأحساب فرأيي أن لا يغامر الإنسان رجلا أو امرأة بمشروع زواجه لما يترتب على ذلك من أضرار، وقد عشنا قضايا حصل فيها الفراق بعد أن اكتشف أحد الطرفين عدم تكافؤ النسب، وأيَّدت القبيلة هذا الفراق وهو دليل على رسوخ التمييز العنصري، وغياب الوعي الإسلامي وعدم الامتثال للشريعة في هذا الباب، ولهذا نصَّ بعض الأئمة الكبار على اشتراط الكفاءة بالنسب، وهو قول ضعيف لكن بعضهم نظر إلى ما قد يترتب على هذا الأمر من مفاسد، وهذه المسائل الاجتماعية تُحل حلا جماعيا من قِبَل الدولة والمجتمع بحيث يقتنع الجميع في الآخر بمساواة الإنسان للإنسان في نسبه بغض النظر عن لونه وطبقته وحرفته، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوِّجوه»، ولم يُذكر في الحديث النسب فعسى أن يتجه العلماء ورجال الإعلام والتعليم إلى بث الوعي بين الناس وتأصيل مبدأ المساواة الإنسانية، فإن الناس جميعاً خُلقوا أحرارا، كما قال عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، حتى إن الميثاق الدولي ينص على هذا، ففي إحدى مواد هيئة الأمم المتحدة ما نصه (الإنسان وُلد حرّاً ليس لأحد عليه رِقْ)، ولكن من حِكْمة الشريعة الإسلامية أنها تراعي المصالح وتدفع المفاسد، فإذا كبرت المفسدة وعَظُمَتْ وقلَّت المصلحة وصَغُرَتْ دُفعت المفسدة الكبرى بترك المصلحة الصغرى، وحفظ الإنسان في نفسه وعرضه مقدم على تحصيل مصلحة تقرير زواجه من غير طبقته؛ ليقيم بذلك قاعدة التكافؤ في النسب، إذاً الجهل وقلّة الوعي هو السبب وراء ما حصل من خلاف ومن إنكار في مسألة زواج الإنسان من طبقة غير طبقته، وحلُّ ذلك حملة علمية ودعوية وثقافية تنبذ الكراهية والتمييز العنصري والتعلق بالأخلاق الجاهلية والعصبية القبيلية، ونحن لا نقول للإنسان أن يتحدى الصعاب ويخاطر بنفسه؛ ليحقق التكافؤ بالنسب بزواجه من غير طبقته، وما معنى قولنا له اصبر على القيام بمشروع الزواج إلى آخر قطرة من دمك؟ نحن أيها الناس سواسية من أب وأم، كلنا ذو دم أحمر وليس فينا من له دم أزرق، فأبيضنا وأحمرنا وأسودنا يعودون إلى مادة الطين الأولى التي خُلق منها آدم أبو البشر ولا تفاضل بيننا إلا بتحقيق تقوى الله بالعلم النافع والعمل الصالح ولي قصيدة:
* ولا تحسب الأنساب تنجيك من لظى - ولو كنتَ من قيسٍ وعبد مدانِ * أبو لهب في النار وهو ابن هاشــم - وسلمانُ في الفردوس من خرسانِ
انتهى المقال واليكم بعض الردود
1-الكفاءة لمن يطلقها ولا يعرف معناها يقصد بها التساوي في القدر والقيمة , يقال تكافأت كفتا الميزان إذا تساوتا وتعادلتا , ومن يزعم ان جنساً ما لا يكافئ جنساً إنما يعني عن قصد أو غير قصد انه هذا الجنس أعلى قدراً من الآخر , وهذا مخالف للعقل والفطرة وقبل ذلك للدين , فالناس طالما انهم لاب وام سواسية وان اختلفوا في الملامح والاشكال كما يختلف الاخوة من اب وام , ولكن ما الحيلة فيمن غلب الوهم على بصيرته وعقله وظن لاسباب لا يعلمها سواه انه افضل من بقية البشر , وان الله سبحانه _ وهذا مقصد من قال بما يسمى بكفاءة النسب في النكاح - أعطاه حقاً منعه عن آخرين , فهو في نظر نفسه ليس اعلى قدرا عند الناس فحسب بل اعلى قدرا عند الله تعالى , وبالتالي فهو مستثنى من تشريعات إلهية للناس كافة بمساواة بعضهم بعضاً وان الدين والخلق هما معيار الكفاءة والقدر , كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله , والعجيب ان هذا الوهم الخيالي ليس قصراًعلى العوام الجهلة فقط بل يتعداه إلى سواهم من المثقفين وطلبة العلم , فهو قد يكون الداء الفكري الوحيد الذي اشترك فيه الجاهل والمتعلم.
2-لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، المسلمين كأسنان المشط ، ومع ذلك ونحن في القرن الواحد والعشرين ولا يزال بيننا أناس يفكرون بمسألة الكفاءة في النسب وكأن الله اصطفاهم على غيرهم من البشر وأنهم أعلى مكانة من غيرهم ، ومع الأسف الشديد هناك أناس يؤيدون تلك الفئة ويؤازروهم ، الأدهى والأمر أن قضاة ومن أهل العلم يحكموا بذلك ، حسبنا الله ونعم الوكيل.
3-في ظل العنوسة القاتلة، في ظل الإنفتاح المتزايد يوما بعد يوم، من السهل كسر طوق العنصرية في تكافئ النسب. ما لم تجد من يضرم نارها من بعض الإعلاميين أو من آخرين بقصد أو بغير قصد. فالناس كما يتعودون عليه، المهم لابد من صد اي شخص يتوجه للمحاكم بقصد التكافئ في النسب، طالما لم يرتكبوا محرما او كبيرة من الكبائر، وكان عقد النكاح سليما في جميع اركانه. فعند القضاء الناس سواسية كالمشط هكذا ينبغي ان يكون والا يكون قد ساهم بقصد او بغير قصد في اشعال نار الفتنة بين الناس. ونحن عكس من يقول ان عدم التكافئ فيه فتنة بين الناس، بل نقول ان تشجيع الناس على تزويج بناتهم وعدم النظر لمسألة انت ابن فلان طالما هو كفء في خلقه ودينه وعمله، هو امر محمود وسوف يعتاد الناس على ذلك مع مرور الوقت، وسوف يحذون حذو بعضهم. ونرجو من علمائنا الأفاضل حفظهم الله أن لا يعطوا فرصة للمغرضين.
4-اود ان اوضح امرا لم يتطرق اليه فضيلة الشيخ و هو ان الفقهاء الذين اشترطوا الكفاءة اعتبروها في الرجال دون النساء.
اي ان الرجل يفترض ان يكون كفؤا للمرأة اذا ارادت الزواج به . اما الزوج فلا ضير عليه في ذلك و لا يعير بالمستوى الاجتماعي لزوجته. و في تاريخنا الاسلامي نجد بعض الخلفاء و الامراء تزوجوا من اماء .
و اعتبر الحنفية و الشافعية و الحنابلة مبدأ الكفاءة فيما يتعلق بالنسب و الحرفة, و الحرية في بعض الاقوال . اما الامامية و المالكية فاشترطوا الكفاءة في الدين فقط.
5-الشيخ عايض القرني، موضوع المقال في غاية الاهمية لمجتمعنا الاسلامي وركزت فيه على عوامل مهمة في ترابط المجتمع ونصحت فيه جزاك الله كل خير لكن احب ان اعلق على هذا الموضوع بالنقاط التالية:
1.التفرقة الاجتماعية تزيد في مجتمعنا يوما بعد يوم بسبب التخلف عن تعاليم الاسلام. وتطبيقها.
2. زيادة التفرقة وتجاهل اثارها ينذر بخطر عظيم على المجتمع يستفيد منه اعداء الاسلام والاعداء المتربصين بدولتنا الذين يتهمونها بعدم الديموقراطية في كثير من المحافل الدولية .
3. اكثر من يؤمن بهذه التفرقة والتميز في اقوالهم وافعالهم المهاجرون داخليا من المحافظات الصغيرة الى المدن الكبيرة مثل الرياض او جدة او الدمام . ويعود ذلك الى رغبتهم المحافظة على جماعتهم او قبيلتهم مثال ذلك وجود احياء في تلك المدن لا يقطنها الا فئة محددة ينتمون الى بعضهم البعض .
شكرا لك ياشيخ والسلام عليكم.
6-بدايتك في الموضوع ممتازة ولكنك بعد البداية الموفقة تطالبنا بالرضوخ الى كفاءة النسب بحجة ((درء المفاسد)) الا تعتقد يا شيخي الفاضل ان الرضوخ لهذا القانون هو من اكبر مفسدة؟ لماذا نرضخ لحكم البشر خوفا من القتل او النزاعات ولا نرضخ لحكم رب البشر؟ مع العلم ان رب البشر يستطيع ان يعاقبنا بعقاب اشد من الموت واشد من النزاعات اذا خالفنا اوامره بأن لافرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى. وميزنا بين الناس على اساس عرقي او قبلي... والله ياشيخ عائض كلامك غريب...نخاف من البشر ونعصي رب البشر!!!
7-لا أعتقد أن للنسب علاقة في تكافؤ من عدمه، والحالات التي سمعنا بها وقرأنا عنها تبين بأن المشكلة الأساس هي التفاوت الفكري في تقدير الأمور، فكثيرا ما يتم الطلاق بين زوجين من نفس النسب ،فالعملية أولا وأخيرا هي خلاف بين جهل ووعي، وبالتالي هي تفاوت فكري بكل مستوياته.والحقيقة أن الأديان ساهمت إلى حد ما في مساعدة الأنسان لتجاوز مثل هذه الخلافات، حيث لم يمانع الأسلام زواج المسلمة من غير المسلم إن هو قبل الأسلام دينا، والقصد هو تقريب الأفكار من بعضها لتنسجم وتستمر الحياة. وكذا الغرب المسيحي ،فلا تتزوج الغربية مسلما ما لم يتفهم لعقليتها أو تتفهم هي لعقليته. هكذا يبدوا لنا أن النسب وإدعاءه ما هو إلا ضرب من ضروب الجهل والغرور.
8-كنا نتمنى ان تخف العنصرية القبلية وان كان بقاءها سيستمر الى قيام الساعة كما اخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام حتى شاهدت قناة الساحة وبرنامج شاعر المليون.
9-بارك الله في الشيخ عائض، ومشكلة العنوسة التي تعاني منها فتيات المملكة لا يمكن حلها الا بغض الطرف عن موضوع تكافؤ النسب والسماح للمولودين في المملكة أي الشباب الذين ولدوا أو حتى الذين ارتشفوا الثقافة السعودية وصاروا من أبنائها بالزواج من العانسات اللائي لا يمانعن في ذلك على ما أعتقد، ومهما كان فهؤلاء الشباب جلهم إن لم يكن كلهم أوفياء للبلد الذي تربوا فيه واندمجوا في مجتمعه وانقطعت صلاتهم الثقافية بأوطانهم الأصلية، ولا صلة لهم بتلك الأوطان سوى جواز السفر، ونصف السعوديين حاليا من ذوي الأصول غير العربية كما هو معلوم وتجنس أباؤهم أو أجدادهم على أيام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أو على أيام أبنائه الملوك سعود أو فيصل أو خالد رحمهم الله ، فلا ضير أن يتم احتواء هؤلاء الشباب في المجتمع ودمجهم بتزويجهم من بنات الديرة ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع وخداما صالحين وأوفياء للدين والمليك والوطن .. وفق الله أولياء الأمور لما فيه صالح الوطن والمواطن والمقيم والمولدين أيضا..
10-اعتقد أن المشكلة هي في القضاء الذي يحكم بالتفريق بين الزوجين لعدم الكفاءة بالنسب وهو بهذا الحكم يرضخ لعادات الجاهلية المنتشرة بين القبائل وليس للشرع الذي أوضحه الشيخ عائض القرني في هذا المقال. إن الخوف من المفاسد بالتهديد والقتل لا مبرر له في ظل سلطة الدولة والقانون. ولو كان هذا مبرراً كافياً لفقدت سلطة الدولة ونظام المجتمع..
11- ترى المفكرة الاسلامية السعودية د. سهيلة زين العابدين حماد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الموضوع ليس فقط مجرد رأي فقهي بل أكبر من هذا، فهو عرف أصبح مطبوعا بطابع الشريعة، فحيثيات الحكم تناقض نفسها بنفسها. فقد ذكر في البداية أدلة من السنة الفعلية وأحاديث نبوية صحيحة بأن الدين هو أساس الكفاءة، ثم بعد ذلك يأتي ويستعرض أراء فقهية للامام أحمد توافق العرف الذي يريدون فرضه مع أنه يتناقض تماما مع جوهر الاسلام.
وأضافت: إذا كان مقياس الأفضلية هو التقوى، والدين هو أساس الكفاءة في الزواج، فكيف نعتمد الكفاءة في النسب، بينما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كلكم لآدم وآدم من تراب و لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى. وهذا يتفق مع الآية القرآنية يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم. وهناك حديث صريح في الزواج من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تكن فتنة وفساد كبير. كل هذه نصوص صريحة ولا يجوز الاجتهاد مع النص.
واستطردت: في السيرة النبوية، أول ما وضع الرسول أقدامه وأسس الدولة الاسلامية والمجتمع الاسلامي الأول، ألغى التمايز القبلي نهائيا بالاخاء بين المهاجرين والأنصار وحذر من القبلية قائلا دعوها فإنها نتنة.
وتساءلت: ألم يفكر أصحاب الدعوى، في هذه الزوجة التي قاموا بتطليقها لعدم كفاءة النسب وأطفالها، وكيفية تربيتهم، فإذا بقوا مع أمهم سينظر إليهم أخوالهم نظرة دونية، ويعاملون معاملة سيئة، وسيحرمون من الأم إذا انتقلوا لوالدهم.
وتعرب د. سهيلة حماد عن مخاوفها من فتح الباب لدعاوى عدم كفاءة النسب لمجرد الخلاف بين الأب وزوج ابنته، متناولة النقطة التي يعتمد عليها بعض الفقهاء بأن من حق الأولياء أن يعترضوا وتساءلت: أي اولياء، وقد أصبح زوجها هو وليها، فسقطت ولاية الآخرين عليها، وليس لهم أي حق فيما يخصها.. إذن حكمها في يد زوجها، فلا ولاية لأحد بعده.
وقالت: إذا كان عقد الزواج لا يتم إلا بموافقة المرأة، فأيضا فسخ العقد لا يتم إلا بذلك الشرط، وهي صاحبة الشأن فلماذا لا يؤخذ رأيها، ويسألها القاضي: هل توافقين على فسخ العقد أم لا؟.
وأضافت: هذا الحكم القضائي يتعارض مع نظام الحكم في السعودية ومع الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها ومن ثم أصبحت ملتزمة بما فيها. الرسول زوج بنت عمته التي أصبحت زوجته فيما بعد بمولاه زيد بن حارثة. كما أن عبدالرحمن بن عوف من قبيلة بن عوف وهي معروفة وموجودة حتى الآن قبيلة العوفي وكان رجلا مليونيرا، قام بتزويج أخته لسيدنا بلال الحبشي. وهذا يعني أن التميز يكون بالتقوى، فمن ذا الذي يأتيه بلال مؤذن الرسول ويرفضه؟..
وأشارت إلى أن كثيرا من القضايا ترفعها الزوجة وتثبت للقاضي أن زوجها فاسق مدمن مما يوجب فسخ العقد، لكنه يطلب منها أن تواصل حياتها معه، وأحيانا يطلب من الزوجة أن تخالعه، فعليها أن تستدين وتكافئه لتحصل على الطلاق. هذا هو الذي يصير عندنا في المحاكم، وبالتالي فمن المفروض اعادة النظر في كل هذه الأمور، ونشدد على تقنين الأحوال الشخصية وأن تتضمن بأنه لا يحق للقاضي التفريق لعدم كفاءة النسب.
وانتهت بالقول: إذا أرادوا اعتماد كفاءة النسب فيجب أن يكون ذلك قبل العقد، وليس بعده حتى لا يتعرض أطفالهما للضياع إذا جاء حكم التفريق عقب الزواج.
12-لماذا هذه التناقضات والمساومة في الدين وإيجاد المبررات لأفعال الجاهلية التي هي بعيدة كل البعد عن قيم الدين الإسلامي وجوهره .؟ لقد بدأ شيخنا الجليل مقاله بتعاليم الدين و أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذكرنا بوقائع حصلت في صدر الإسلام تحث على التزاوج بين أفراد المجتمع الإسلامي دون النظر الى الإنتماء القبلي أو العرقي إنما البحث في التمسك في العقيدة السمحاء و الدين الإسلامي الحنيف . ثم حاول شيخنا الجليل إيجاد مبررات للتفريق بين الزوجين لعدم الكفاءة في النسب من باب جلب المصالح ودرء المفاسد والخوف من تهديد أفراد القبيلة للزوج وكأننا نعيش في غابة وفي دولة لايوجد بها قانون يحكم المجتمع ويردع كل جاهل ومتهور حتى أصبحت هذه المقولة كالشماعة التي نعلق عليها كل الأمور التي نرغب في عدم طرحها للمجتمع كقيادة المرأة للسيارة وعمل المرأة في الميادين العامة.
13-بارك الله في جهدكم ولكنني ارى اننا في عصر اللاخوف اذا آمنا بأن الامن قائم لكل الناس، وبالتالي لاينبغي الاخذ بباب درء المفاسد في هذا الباب لتفارب كل شيء وامكانية الوصول للشخص وللقبيلة من قبل الحاكم.
وارى لو ان العلماء والكبراء قاموا تحت رعاية ولي الامر باعداد وثيقة اسمها رحماء بينهم واحد بنودها(الناس سواسية) ليس فقط في هذا الباب وانما في كل ما يهم المجتمع، ويتم توقيع هذا الميثاق من شيوخ القبائل واهل الرأي لعلها تعمل على تسريع نشر الوعي ونشر المحبة التي فقدها الناس بصرف النظر عن اسبابها.
ارجو من شيخنا الفاضل بحث امكانية ذلك مع اخوانه العلماء الذين نحن بحاجة الى وحدتهم وتراحمهم.
واسأل الله ان يثقل ميزانك وان يجعل في محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم قلمك وعملك ولسانك.
14-الزواج مودة ورحمة وليس (كفاءة النسب) الشاب ابن العائلة الكبيرة والمعروفة يحق له الزواج من أي فتاة مهما كان مستوى وسطها العائلي .. والسؤال إذا كان ابن العائلة جاهل وغبي وبنت العائلة الفقيرة متعلمة ومثقفة .. كيف تأخذ (المودة) طريقها بينهما، والمودة تدخل من باب الحديث والحوار والتفاهم.. وصراحة ان ابناء العائلات الغنية (ذات الحسب والنسب) رجالا ونساء هم أقل الناس تحصيلاً للعلم والثقافة والمعرفة بسبب الاطمئنان إلى المستقبل الذي يورثه المال والجاه والحسب والنسب، وهذا الأمر للأسف متجذر في جميع مجتمعاتنا العربية والشرقية مسلمة أو من غير دين الإسلام .. وذلك من أجل الذرية وتواصل الحسب والنسل والنسب ..
وقبل الاسلام عرف العرب منذ القدم، مبدأ (الذرية) وعملوا من خلاله على تحسين ذرية المواشي والخيول والحيوانات الأخرى وحتى شجر النخيل .. ولكن الإنسان من خلال تكوينه الحيوي هو خلق إلهي من ثلاث ثوابت: من نعمة النور الإلهي الذي منحه الله تعالى للإنسان (.. ونفخ فيه من روحه..)/ ومن الماء: (وجعلنا من الماء كل شيء حي -الانبياء 30) / من التراب وبما يحتويه من مواد أولية لتكوين الكائنات الحية: يقول الله تعالى في سورة السجدة 7و8و9 : الله (..الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون) وفي سورة فاطر 11 (والله خلقكم من تراب ثم نطفة ثم جعلكم ازواجا وما تحمل من انثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب ان ذلك على الله يسير ) ..
وما دام الحسب والكفاءة في النسب لم يوردها القرآن الكريم ، ولا نجد سوى المساواة بين بني آدم باستثناء الانبياء ، فهل الذين يدعون الكفاءة في الحسب والنسب هم من الانبياء - واستغفر الله تعالى - ؟!!..
هذا من ناحية ومن جهة أخرى أود طرح موضوع بنات وابناء المسلمين في بلاد الغربة والاغتراب ، وفي مجتمعات نبذت او سقطت عنها قشرة الحسب والنسب وتساوى المجتمع الذي نعيش فيه وهو مجتمع غير مسلم وغير ديني، علماني ، حقق التساوي بين الناس ومنحهم حقهم وحقوقهم كأسنان المشط .. ولكن اسنان ومشط بلورها العلم والثقافة والمعرفة وما حققه الفرد ووصل إليه .. وعلى هذا تعاني الفتاة المسلمة والفتى المسلم في هذا المجتمع الغربي من ندرة وجود كفء له على دينه ، ويتواجد من غير دينه ..
15-أحسنت يا شيخ عايض في طرقك لهذا الموضوع ولا شك أن هناك تطرف في هذا الشأن وخاصة فيما بين القبائل وأنا وأنت منهم ولن نستطيع كسر تلك الأمور الجاهلية في زمن يسير دون أن تكون هناك قنوات توعوية بأن أكرمنا عند الله أتقانا .
ولكن لا أعتقد أن التفريق بين زوجين إستمرت عشرتهم وقتاً من الزمن أنجبا خلاله أطفالاً كونا مع الأب والأم أسرة ليس في تكوينها ما يشوبها شرعاً أقول لا أعتقد أن ذلك حكماً عادلا بأي شكل من الأشكال فلو كانت الأسرة لم تنجب ولو كان التفريق قبل دخول الزوج بزوجته ولو ...ولو... لقبل ذلك على مضض أما وقد تكونت الأسرة فإن الحكم درأ مفسدة وهي ليست كذلك بمفسدة أطم وأعظم ثم يصدق الحكم ويتم التفريق ... أي درء هذا الذي يفرق أسرة كاملة دون مراعاة لما حدث من شتات لأفراد تلك الأسرة وإن صدور مثل ذلك الحكم يناقض ما دعوت إليه من أن هذه المسائل الاجتماعية تُحل حلا جماعيا من قِبَل الدولة والمجتمع بحيث يقتنع الجميع في الآخر بمساواة الإنسان للإنسان في نسبه بغض النظر عن لونه وطبقته وحرفته..
نسأل الله العلي القدير أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا وإياكم إتباعه إنه على كل شيء قدير وصلى الله على نبيه الكريم..
16-اذا كان التفريق فيه جلب للمصالح ودرء للمفاسد فيما يخص الزوج .
فماذا نقول عن جلب المصالح ودرء المفاسد على مستوى المجتمع ؟
هل من مصلحة المجتمع في وحدته وامنه صدور احكام تفريق وظهور قضايا الكفاءة في النسب ؟
ما كان يجب ان يسمح ولي الامر بهذا الامر ان يحدث ابداً في وقت نحن احوج فيه الى ان نكون صفاً واحداً وليس صفين.
17-إذا كان المدافعون عن هذا الحكم وهذا الرأي يقولون إن هذه عاداتنا وهي مقدمة عندنا على الدين فهذا شأنهم , وإن كانوا يسوغونه شرعا ويقولون أن الدين أخذ في الاعتبار الأنساب في مسألة النكاح فأين الدليل على ذلك , وسلمنا بأن النسب معتبر دينياً في الزواج - وهذا غير صحيح - فأين الدليل على أن العربي أكثر كفاءة في نظر الدين من غيره - ويقصد بالعربي هناعند أصحاب هذا الرأي من ينتمي إلى إحدى قبائل الجزيرة العربية وكل من عدا هؤلاء عند أصحاب هذا الرأي غير عرب وغير أكفاء - ولو كانت نظرة المخلوق إلى نفسه هي الحكم لكان أبليس خير من آدم ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) , إلا إذا كان الدليل هو قوله تعالى - كما استدل أحد المشائخ - ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) . أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه .
18-لله درك ياشيخنا المبجل .
لن اطيل وخير الكلام ماقل ودل ومشكلة الأنساب والتكافؤ قائمة إلى قيام الساعة والرسول إمامنا قال (( لا فرق بين عربي ولا اعجمي إلا بالتقوى )) وأقسم برب العزة والجلالة ما يؤكد أن في الموضوع جهل واضح من من ينظرون لهذه القضية بناضور التكافؤ وكأنهم يضربون بكلام الرسول عرض الحائط ولكن ماهو تعليقهم إذا كان هذا الذي يزعمون أنه ليس متكافئ معاهم بالنسبة ذو سلطة ومال وجاه اكاد اجزم بأنه مثل ما جهلووو الحق وتجاهلووه واعتصمووو بحبل التكافؤ فسوف يسكتون عن صاحب المال والجاه حتى لو كان عبداً وهذا هو قمة الجهل الذي نتمنى ان تنزاح عنا غيومه وننعم كمسلمين بوحدة وصفاء ونعلم أننا متكافئين ، فلماذا هذا التعصب وكأني ارى ابا جهل وربعه ولكن في حلة جديدة.
19-ثبت عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال (( فضلتم علينا معشر العرب في إثنتين ، أننا لا نؤمكم في صلاة ولا ننكح نسائكم )).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال (( لأمنعن ذوات الأحساب ، إلا من الأكفاء )).
أما عن إستدلالك ياشيخنا عائض بزواج أسامة بن زيد من فاطمة بنت قيس ، فإن أسامة رضي الله عنه وإن كان مولى فهو معروف النسب ، و نسبه ينتهي إلى إحدى قبائل قحطان في اليمن كما جاء في قصة أبيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما عن من يقول أن الناس كأسنان المشط ، فهذا قول صحيح ولكن هناك أمور لا تكون إلا في منازلها ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال : أنزلو الناس منازلهم .
فلو كان الناس كأسنان المشط في كل شيء من أمور الحياة ، لما قال صلى الله عليه وسلم عن من يتولى الخلافة الإسلامية من بعده أنه لقريش فقط ، ولقال أن الناس أيضا مشتركون في هذا الحق ، ولكن كان قوله صلى الله عليه وسلم ( إن هذا الأمر في قريش مابقي إثنين ) فهذا دليل أن الناس مختلفون بحسب درجاتهم . وجزاك الله خيرا ياشيخنا الفاضل .
20-بارك الله في شخنا الفاضل د. عائض القرني على مقالاته الرائعة ، وأريد أن أضع تعقيبا يسيرا على موضوع الكفاءة في النسب فأقول:الكفاءة في التقوى والدين هي الأصل لقول الله تعالى: (...إِن أَكرمكم عند الله أَتقاكم...)[الحجرات: من الآية13] وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إِذا أَتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إِلا تفعلوا تكن فتنة فِي الأرضِ وفساد عَرِيض أخرجه الترمذي (1084) وابن ماجه(1967).
21-الناس واجب عليها الحفاظ على نسبها ودرء أي فتنة تحصل لأسرهم وعشائرهم وقبائلهم والقاعدة الشرعية تقول ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) إذا أي مصلحة ستكون من وراء هذا الزواج ؟ وإذا كانت (فرضا) فواجب درءها على حساب عدم حصول المفسدة .
ثانيا الناس لهم عاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الذي يجب المحافظة عليه ويجب إحترام هذه الخصائص وعدم الطعن بها وتسييسها للتشكيك في إتباع أمور الدين الحنيف فالنبي صلى الله عليه وسلم زوجاته أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن قرشيات وأزواج بناته قرشيون والصحابة الكرام كذلك أما موضوع زيد بن حارثة رضي الله عنه فيوجد رأي قوي أنه ينتمي لقبيلة وحصل له الرق بسبب أسر وهذا سبب زواجه من قرشية .
وأنا في الحقيقة أستغرب ماورد من الشيخ عايض القرني في تضعيفه لأقوال علماء السيف في وجوب كفاءة النسب فالإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة له عدة أقوال في وجوب الكفاءة في النسب وفي النهي عن الزواج الغير متكافأ في النسب .
22-لاتزال هناك بعض العادات والتقاليد القبلية القديمة والتي نسبت إلى الاسلام و هو غني و برئ منها، وهذه الأمور شوهت صورة الإسلام لكثير من الشعوب الغير مسلمة ، وحتى لأقلية من المسلمين الغير المطلعين . أشكر الدكتور على هذا المقال الذي عكس صورة ايجابية عن اسلامٍ متفتح .
23-شكرا لك يا سماحة الشيخ على الموضوع الذي طرحته. ولكن اقرار المحاكم لطلاق النسب يقر بالطريقة التي كانت في قضية منصوروفاطمة وغيرها تأكيد على وجود تفاوت بين أفراد المجتمع المدني الواحد، فيا حبذا لو صعد لنا أحد علمائنا الأفاضل المؤيدون لهذه الأحكام وبينوا لنا ترتيب أفراد المجتمع وأهليتهم من حيث الكفاءة فعلى سبيل المثال لورفع شخص غير عربي قضية ضد اخر سواء كان غير عربي أم عربي فكيف سيكون قياس القاضي وللتوضيح يا معالي الشيخ فجميع أفراد المجتمع معتدون بأنفسهم ولا أظن أن القاضي قد درأ مفسدة بحكمه بل على العكس فقد فتح بابا جديدا للأحقاد والعداوات بين أفراد المجتمع الواحد وهذه من نتائج عرفنة الدين وفقا لتقاليد واهواء البعض.
24-الدولة هي التي يجب ان تقوم بهذه الخطوة لا الشعب.
العائلة ممكن تطبق شرائع الله ولكن الدولة هي التي يجب عليها ان تطبق قوانين المساواة، فلا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى وليس بالقبيلة او بالجنسية.
الدولة تمنع الزواج من غير السعوديين المسلمين الا بشروط صارمة حتى لو كانوا اقارب وذلك لإختلاف الجنسية رغم توحد النسب ولدي امثلة كثيرة.
المسلم مسلم سواء كان سعوديا او كويتيا او اردنيا او عراقيا او مصريا أو أو أو...
25-قال ابن عباس رضي الله عنه لبعض أصحابه ( توشك ان تقع عليكم حجارة من السماء , أقول لكم قال الله ورسوله وتقولون قال فلان وفلان ) والملاحظ ان أدلة المسوغين لهذا الرأي النشاز كلها قال فلان وقال فلان , ولا أدري عند هؤلاء ماذا عن قول الله ورسوله , يا هؤلاء زوجوا من شئتم وارفضوا من شئتم , وافسخوا أنكة عقدت على وفق شرع الله لهوى نفوسكم فالمحاسب هو الله سبحانه , ولكن إياكم ثم إياكم تلبيس عاداتكم الجاهلية لباس ديننا الحنيف فهذا ما لا يمكننا الاقرار لكم به .
26-يلاحظ ان هذا المفهوم متجذر في منطقة معينة من المملكة العربية السعودية وأخذها معه بعض من خرج من هذه المنطقة شرقاً وغرباً بينما خفت كثيراً في مناطق اخرى من المملكة رغم انتمائهم إلى نفس الارومة , وعرفنا أناساً من هذه المنطقة لهم أقارب توطنوا خارج المملكة زوجوا وتزوجوا من غيرهم دون أدنى حساسية مما يشير إلى انها عادة اجتماعية مرتبطة بالموطن أكثر منها خصوصية نسبية كما يتوهم من يتبنى هذا الرأي .
27-أنا ضد ما جاء في حديث الشيخ عائض القرني عن تفسيرة للكفاءة، والصحيح أنها شرط من شروط الزواج ولايصح إلا الزواج إلا بالكفاءة سواء في النسب أو في الغنا والفقر ... إلخ .
وإن كان بعض الأخوة المتعاطفين أو المحسوبين من غير الكفاءة آخذتهم العاطفة ، فالقضاء لدينا يعتمد على الشرع الأسلامي ولم يؤخذ من العادات أوالتقاليد والأعراف.
أرجو أن لا يحذف ردي وان يكون هناك مساواة في الردود، فليس من المعقول أن يكون الجميع في ردودهم مؤيدين للشيخ، إلا اذا كانت الجريدة تحذف الردود المخالفة له إرضاء.
28- ذكر فضيلة الشيخ عائض القرني في مقاله أن من حِكْمة الشريعة الإسلامية أنها تراعي المصالح وتدفع المفاسد، فإذا كبرت المفسدة وعَظُمَتْ وقلَّت المصلحة وصَغُرَتْ دُفعت المفسدة الكبرى بترك المصلحة الصغرى. والرسول عليه الصلاة والسلام يقول إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. وبالتالي أعتقد أن حجم المفسدة المتوقع حدده المصطفى عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الشريف والله أعلم.
ولكم انتم الشكر على سعة الصدر فماذا تقولون
اخوكم ابو عبد المجيد