ان الفوز بلقب الدوري والكأس في فرنسا خلال موسم واحد يعتبر انجازا هاما دون ادنى شك، لكن دوري "ليغ 1" لا يمنح اللاعب مهما كان مميزا هالة النجومية التي تعطيه اياها البطولات الكبرى وعلى رأسها الدوري الانكليزي الممتاز.
هذه حال لاعب الوسط الدولي البلجيكي ادين هازار الذي بدأ يفرض نفسه من بين كبار القارة الاوروبية بعد انتقاله من ليل الفرنسي الى تشلسي الانكليزي الموسم الماضي، خصوصا في ظل المستوى الرائع الذي يقدمه حاليا مع الفريق اللندني الذي توج معه في موسمه الاول في "ستامفورد بريدج" بلقب مسابقة الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" التي انتقل اليها ال"بلوز" بعد تنازلهم عن لقب دوري الابطال بخروجهم من الدور الاول.
لعب البلجيكي البالغ من العمر 23 عاما دورا اساسيا في تربع تشلسي على صدارة الدوري الممتاز حاليا، وهو تصدر العناوين بشكل خاص بعد الاداء الرائع الذي قدمه امام مانشستر سيتي (1-صفر) ثم اتبعه بثلاثيته الاولى في "بريميير ليغ" ضد نيوكاسل يونايتد.
"ما يلفت النظر تماما هو الفارق بين هازار الحالي وذلك الذي تعرفت عليه للمرة الاولى"، هذا ما قاله مدرب هازار في تشلسي البرتغالي جوزيه مورينيو عن لاعبه البلجيكي، لكنه اعتبر في الوقت ذاته ان لاعب ليل السابق هو افضل لاعب شاب في العالم ولم يصل حتى الان الى مستوى لاعبين مثل الارجنتيني ليونيل ميسي ([COLOR="rgb(154, 205, 50)"]برشلونة الاسباني[/COLOR]) والبرتغالي كريستيانو رونالدو ([COLOR="rgb(154, 205, 50)"]ريال مدريد الاسباني[/COLOR]).
وتابع "اقول دائما بان عليه مواصلة تقدمه. يجب ان تبقى قدماه على الارض. رونالدو وميسي هما رونالدو وميسي. ادين هازار هو ربما افضل لاعب شاب في العالم ويملك الامكانيات والقدرة للوصول الى هناك (الى مستوى رونالدو وميسي) لكن امنحنوه بعض الوقت".
لم يتمكن هازار من اظهار امكانياته خلال موسمه الاول في لندن بسبب الاصابات ومستواه المتأرجح رغم تسجيله 13 هدفا مع 20 تمريرة حاسمة، لكن يبدو انه تأقلم هذا الموسم مع الانكليز بقيادة المدرب العائد مورينيو والاحصائيات تتحدث عن نفسها، اذ تمكن حتى الان من تسجيل 14 هدفا مع 6 تمريرات حاسمة.
واذا كانت احصائياته الحالية بعيدة عن تلك التي حققها في موسمه الاخير مع ليل (20 هدفا مع 15 تمريرة حاسمة)، فان ذلك لا يعني بان مستواه الحالي ادنى من المستوى الذي قدمه مع فريقه السابق بل ان الدوري الانكليزي الممتاز يختلف تماما عن الدوري الفرنسي من ناحية المستوى والضغوط، ورغم ذلك اصبح البلجيكي من النجوم الكبار فيه بفضل مهاراته الفردية الرائعة ورؤيته وقراءته للملعب.
"انطباعي عنه مشابه لانطباعي عن (النجم الايطالي السابق جانفرانكو) زولا"، هذا ما قاله زميل هازار في وسط ملعب تشلسي فرانك لامبارد، مضيفا "انه يقوم باشياء لم اشاهدها في السابق. لقد قلت له: +هنا، انت ستقتل الجميع+".
اما اللاعب البلجيكي نفسه فقال في حديث لصحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية: "صحيح، انا اقدم اداء جيدا في الشهرين او الاشهر الثلاثة الاخيرة. انا اتطور كل عام. انا في طور الصعود".
وتطرق هازار الى مسألة مقارنته بافضل لاعبين في العالم، اي رونالدو وميسي، قائلا: "لا املك الالقاب التي بحوزتهما. وخلافا لذلك، انا لا احسدهما على اي شيء في عمرهما هذا. اذا كنت ارغب بان اصبح مثلهما، فهذا الامر يحتاج الى الالقاب".
ان الالقاب لا تكفي لكي يصل هازار الى مستوى رونالدو وميسي بل يحتاج ايضا الى المهنية العالية والانضباط التام الذي بدا انه يفتقده بعض الشيء في الحادثة التي حصلت معه الخريف الماضي عندما استبعده تشلسي عن مباراة في دوري ابطال اوروبا بسبب عودته متأخرا من عطلة في ليل.
"انه يافع، واليافعون يرتكبون الاخطاء"، هذا ما قاله حينها مورينيو عن "خطأ" هازار، مضيفا "يجب على الاباء (المدربون) ان يكونوا اذكياء في طريقة تربية ابنائهم".
ويبدو ان هازار يقدر "ابوة" مورينيو ومقاربته لهذه المسألة، وهو قال بهذا الصدد: "انه لا +يقتلنا+ عندما نرتكب الحماقات. هذا دليل ذكاء. يحاول استيعابنا كما يفعل الاب مع ابنه".
ويبقى على هازار الاستفادة من احتضان مورينيو له من اجل ان ينقل تألقه المحلي الى الساحة القارية التي ظهر فيها بشكل باهت حتى الان حيث لم يسجل سوى هدفين فقط، احدهما قد يشكل امثولة ودافعا له لانه جاء ضد بايرن ميونيخ الالماني بطل اوروبا الصيف الماضي في مسابقة كأس السوبر الاوروبية التي توج بها الاخير بركلات الترجيح.
وستكون المواجهة المزدوجة مع غلطة سراي التركي في الدور الثاني من دوري الابطال (تقام مباراة الذهاب غدا الاربعاء)، مناسبة لهازار من اجل التأكيد بان تألقه هذا الموسم سيمتد الى الساحة القارية ايضا من اجل خطف المزيد من الاضواء والتقدم خطوة اضافية نحو هالة النجومية التي يتمتع بها لاعبون مثل ميسي ورونالدو اللذين، وبحسب لاعب تشلسي السابق وخصمه المقبل في دوري الابطال العاجي ديدييه دروغبا، يجتمعان معا في شخصية هازار واسلوب لعبه