قبيلة العوامره وتاريخهم المشرف عبر الازمان ومايحكى عن بطولاتهم
بسم الله الرحمن الرحيم
قبيلة العوامره من بني رشيد وتاريخهم المشرف وما يحكى عن بطولاتهم عبر الأزمان وهي قصص متتالية تحكي عن سواعد شيوخهم و فرسانهم الذين أرخصوا الروح الغالية في سبيل العزة والكرامة والذود عن حدود مضاربهم في ديار بني رشيد بالحرة وما حولها من الديار التي تعود إلى أسلافهم عبس التي ينتمون إليها وعن ما يملكونه من الثروات التي يتباهون مع غيرهم فيها مثل الإبل والخيل والأغنام وغيرها من الأنعام , وفي أوئل قيام الدولة السعودية على يد جلالة الملك / عبدالعزيز طيب الله ثراه حدث خلاف بين جلالة الملك / عبدالعزيز وابن عمه سمؤ الامير / سعود بن محمد الكبير مكث سمؤه بسببه أكثر من شهرين في ضيافة الشيخ / ثاري بن عدله العويمري الرشيدي مكرم معزز وكان للشيخ / ثاري دور كبير في أعادة العلاقة بين جلالة الملك وسمؤ الامير ,ولهذا السبب وثقنا هذا التاريخ عن ما ضيهم ليطلع عليه من لا يعرفه من بني رشيد وغيرهم من القبائل العربية ليكون لوحة شرف لهم وللقبيلة بشكل عام 0
القصة الأولى :
في سنة من السنين غزا الشيخ والفارس / مشل أو زبن العواجي العنزي وجماعته على قبيلة العوامره في أعلى الحرة وأخذ بعض من الإبل في غفلة من أهلها وبدون قتال يذكر ولهذا السبب توعده الشيخ والفارس / راشد بن علي العويمري الرشيدي ونذر عليه بقتله ونحر فاطر وضحى إذا الله سبحانه وتعالى طشه في يدي أو تقابلنا في أي معركة في المستقبل !0 نزل العوامره في المغدادية في ضواحي الحرة في قيادته, وبادر الشيخ والفارس / مشل العواجي وجماعته بالغزو عليهم فيها متناسيا النذر الذي توعده به شيخهم راشد بن علي, وحدث له مالا يكون بالحسبان, وشاء الله سبحانه وتعالى أن يقع منيع في يد من كان يتوعده بالقتل إلا أن الله أنجاه منه بسبب ثقة الشيخ القدير/ راشد بن علي بنفسه والعادات والتقاليد الحميدة التي توارثوها من أبائهم وأجدادهم جيل بعد جيل على مر الأزمان, ومن هنا بدأت القصة ووفاء الشيخ القدير / راشد بنذره بمن توعده بالقصاص 0 كان الشيخ القدير/ راشد بن علي يوزع الفرسان إلى مجموعتين وهو واحد منهم في كل صباح, وواجب كل مجموعة مسح المنطقة عند طلوع الشمس في جميع الجهات القريبة والبعيدة عنهم, والتأكد من خلوها من الاعداء والانقضاض عليهم إن وجدوا فيها أو بالقرب منها. وهذه الخطة لا يعرفها إلا هم وفي سرية تامة حتى لا يستفيد منها أعدائهم , وفي ذاك الصباح ذهب الشيخ / راشد ومجموعته لمسح المنطقة التي في اتجاه قبيلة عنزه وهم ألد أخصامهم في ذلك الوقت, وشاف مجموعة من فرسان قبيلة عنزه يتقدمهم شيخهم / مشل أو زبن العواجي وأخوه الشيخ/ حثار متوجهين لغزوهم, وترصدوا لهم ووضعوا لهم المتاريس وبالقرب منهم أطلقوا النار عليهم وقتلوا الشيخ / حثار العواجي وجواده وجواد الشيخ / مشل العواجي ووقع منيع بين يدين الشيخ / راشد, وهنا تذكر العواجي حلف الشيخ / راشد عليه وطلب منه الرحمة والعفو عند المقدرة وواعده برد الإبل التي سلبها في ما مضى من العوامره, وقد غنموا سلاحه وسلاح أخيه القتيل, وهرب الباقي من فرسان عنزه إلى ديارهم مخلفين ورائهم العواجية, واحد منهما قتيل والثاني منيع عند العوامره. في هذا الوقت وصل جميع فرسان العوامره من المجموعة الثانية لمساعدة ربعهم إلا أن المعركة انتهت قبل وصولهم, وشافوا الشيخ / مشل وعرفوه وكان الكثير من العوامره يحاول قتله وتنفيذ نذر شيخهم فيه, وتعالت الأصوات والعزاوي في ما بينهم إلا أن حكمة الشيخ القدير / راشد غلبت على الغي والهواء وعظمة العفو عند المقدرة جعلته يطلب منهم نحر الفاطر الوضحى, ووضع قليل من دمها في إناء وفصد عرق من عروق يد الشيخ / مشل أو زبن وخلط دمه مع دم الفاطر, وفي هذه الطرية أوفى بنذره وفك دخيله من القتل بعد أن تعهد برد الإبل التي أخذها في السابق وعدم الغزو عليهم في مابعد 0 عاد الشيخ / مشل أو زبن العواجي إلى أهله وذويه عزيز مكرم, وقد وفى بعهده وأعاد الإبل لهم في ما بعد. وانتهت القصة التي حفظها التاريخ للشيخ / راشد بن علي خاصة وقبيلة العوامره عامة على مر الأزمان, وما تخللتها من أحداث جعلت الشيخ / مشل أو زبن العواجي يتعهد على نفسه بعدم شن أي غارة على العوامره في ما بعد حتى توحدت الجزيرة العربية على يد جلالة الملك / عبدالعزيز طيب الله ثراه وغفرله ذنوبه ودام الله عز من تولى الأمور وشؤون الإسلام والمسلمين من بعده 0 في هذه المناسبة قال الشيخ / راشد بن علي العويمري هذه القصيدة : والله ماذبح من وقع في يدينا = منيع والله ذاكره بالكتابي حيثه سلوم جدودنا الأولينا = والله توعد قاتله بالعذابي أمر(ن) فرضه الله على المسلمينا = ونعفوا ليا منه طلبنا وتابي وش عاد لاونه عدو(ن) مبينا = تكريم من ربي عظيم الثوابي ولا ناخذ الأرياء من الجاهلينا = ولا يهمنا قوله ولاله حسابي والقصيدة أطول من ذلك بس ضاع الكثير منها 0 وقال الشيخ / هديبان بن علي العويمري هذه القصيدة فيها أيضا يقول : جانا العواجي معتدينا بلابته = يبون أخذ نياقنا الشجعاني جونا وصحنا واستهلت وأمطرت = بمسلبات الصمع والنوناني ينخا ويندبنا بأسماءنا عودنا = يقول وين عيالي الظفراني هوشو أبحد السيف وعيدان القنا = مندون وضح كفهن ريلاني حثار لاقانا وياقشر لقوته = وقع قتيل أبملتقى الفرساني وشمام طاحت مهرته بسلاحنا = اللي تحالي قايد الغزلاني وطاحت جواد الشيخ في ساحة الوغى = وعنده مسكنا نادر الشيهاني ونجاه راشد يوم ربي عثبره = هذي سلوم البدو والحضراني بني رشيد وحافظين أنياقنا = أولاد عبس وجدنا عدناني ياما فديناهن بكل مجوخ = لياطار عج الخيل بالميداني هذي فعايلنا وعقب جدودنا = ويالعنك ياهرج بلابرهاني هذا كل ما حصلنا عليه من معلومات حول هذه القصة الفريدة من نوعها, والتي تغلب فيها الدين والحكمة والعفو عند المقدرة على الهواء والغي البغيض الذي لا يفيد من يستسلم له إلا البعد عن الدين والدنيا 0
والقصة الثانية:
في سنة من السنين وبعد مقتل الشيخ / حثار العواجي على يد الشيخ / راشد بن علي العويمري وجماعته في المغدادية في ضواحي الحرة وما تخللتها من أحداث وهزيمة مضنية للغزاة من قبيلة عنزه وخاصة فخذ العواجية منهم, قال الشيخ والفارس / خلف العواجي من فخذ الجعافره من عنزه هذه القصيدة متعهد فيها الشيخ / راشد بن علي خاصة والعوامره عامة من قبيلة بني رشيد بالغزو عليهم وأخذ جميع ما يملكونه من الخلفات من الإبل ( وهذه القصيدة توحي لقارئها بأنها في وقت الربيع, الذي غالبا ما تلد الإبل فيه وتكون حركتها بطيئة بسبب صغر حيرانها حديثي الولادة ) وذلك لرفع المعنويات القتالية لدى ربعه وأخذ ثار الشيخ / حثار منهم يقول فيها : لا واهني من تبع الجمع خلفات = جيش مع الكفه عليهن ردوعي يا ربعتي يا ناطحين المهمات = نصبح على دار الرشيدي جموعي والقصيدة أطول من ذلك بس ضاع الكثير منها, وقد رد عليه الشيخ والفارس المغوار / ر اشد بن علي العويمري في هذه القصيدة التي غيرت رأي كل العواجية وخاصة الشيخ / خلف بالعدول عن الغزو عليهم بعد سماعها, والخوف من تكرار ما حدث لربعهم بالسابق قال فيها الشيخ / راشد هذه الأبيات : يالي توعدنا بحرب(ن) وغارات = شرهن على الي ياسمون الردوعي شره وتريد أن تتبع الجمع خلفات = وناوي تصبحنا بكثر الجموعي وكونك شجاع وحالم(ن) بالمثارات = متخاف لو كثرت عليك الجموعي أقلط ولك عندي هديه وشرهات = سيف(ن) مضاريبه تقص الضلوعي من كف شغموم(ن) بوقت المهمات = ما فيه ألك رحمه عديم(ن) قطوعي ننطحك من فوق المهار العريبات = كل(ن) على قبا صهاة طلوعي وإن ما انتهيت وتبت عن كل ما فات = يحرم عليه مدخلي للفروعي والحر يكفيه النظر والاشارات = ولانته غشيم(ن) في ملاقى ربوعي عوامره تسقيك بالسم جرعات = وتحط في كبد المعادي نقوعي 0
والقصة الثالثة :
حدثت هذه القصة في أم الحيايا في ضواحي الحرة وسميت في ما بعد مذبح الركاب وسببها( المدلوكة وهي مجموعة منالفرسان ) التي توعد فيها الشيخ والفارس القدير / ابن حريبيش العنزي الشيخ والفارس القدير / فالح بن علي العويمري بالغزو عليه فيها, ومن هنا بدأت القصة التي على أثرها فقد الشيخ / ابن حريبيش جزء من ناظره وواحدة من أذنيه وصوب فيها الشيخ / فالح بن علي العويمري في أحد فخذيه 0 في سنة من السنين ذهب الشيخ والفارس القدير/ فالح بن علي ومن معه إلى مدينة الحائط لبيع الدهن والبقل فيها والتزود فيما يحتاجونه من المؤن مثل: الزاد والعتاد من الرصاص وغير ذلك مما يحتاجونه من متطلبات الحياة. وفي السوق تصادف وجودهم فيه مع الشيخ / ابن حريبيش العنزي وكل واحدا منهما يعرف الآخر ودار الحديث التالي بينهما (وللمعلومة الهامة إنه في سوق اليبع والشراء يجتمع العدو مع عدوه فيه ولا يتحرش أحد في أحد وكأنهم أخوة فيه بدون أي قيود وهذه عادات وتقاليد الجميع يحترمها ويعمل بها ) قال الشيخ والفارس / ابن حريبيش العنزي : وين أنتم نازلين يا فالح ؟ قال الشيخ والفارس القدير فالح : في أم الحيايا يابن حريبيش, وش تريد من هذا السؤال ؟ قال ابن حريبيش : تبولكم مدلوكة , قال الشيخ / فالح : أقلط وفالك قدامك. تفرقا وكل ذهب إلى أهل وذويه في ديارهم ولم ينسى كل واحدا منهما الآخر وما دار من حديث بينهما , وفي أقل من شهر غزا عليهم الشيخ / ابن حريبيش العنزي في أم الحيايا, ودارة المعركة بينهم في المكان الذي سمي فيما بعد مذبح الركاب, حيث هجم على أبله وهي في مفلاها, وكانت في حراسة الشيخ / رويشد بن علي وقد قتل ثلاث من جيش ابن حريبيش, وكل ما طاحت ذلول واحد منهم رجع عليه الثاني ليردفه على ذلوله ويهربه من ميدان المعركة قتلها رويشد ثم عادوا الثانين ليردفوا من بقى بالميدان, وفي هذه الأثناء وصل الشيخ / فالح بن علي والشيخ / هديان المظيبري لهم وقد قتل الشيخ / فالح ذلول الشيخ / ابن حريبيش وصوبه وحاول قتله إلا أن واحد من العنوز صوب الشيخ / فالح وأنقذ الشيح/ ابن حريبيش من القتل والمنع, وكانت حصيلة المدلوكة التي واعدهم بها الشيخ / ابن حريبيش قتل أربعة من جيشهم وصواب الشيخ / ابن حريبيش من عنزه, وكذلك صواب الشيخ / فالح بن علي من العوامره , ونحروا العوامره الإبل ووزعوا لحومها على العوامره وغيرهم من بني رشيد, وقد طاب الشيخ / فالح من صوابه حيث لم تكون أصابته بالغة وكذلك الشيخ / ابن حريبيش تعافى من صوابه الذي أصيب به 0 وبعد مدة من الزمن وتوحيد المملكة على يد جلالة الملك الموحد / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل بن سعود طيب الله ثراه وغفر له ذنوبه واستتباب الأمن في ربوع الجزيزة العربية, تواجها الشيخين في مكانٍ ما, ودار الحديث التالي بينهما على النحو التالي : قال الشيخ / فالح "يالله حي ابن حريبيش, عينت المدلوكة؟" قال الشيخ / ابن حريبيش "الحمد لله الي أنجاني منها والله إنك ذبحتني يا فالح بس الله أنقذني منها" , قال الشيخ / فالح : "ماهو أنا يابن حريبيش؟" قال الشيخ ابن حريبيش: "يووه, والله العلي العظيم إنها من عينك وبندقك" , ضحك الشيخ فالح وقال : "غرتني الله ياخذها, والله أني أبيها تشيل زلفيتك (راسك ) بالطلق الأول بس احمد ربك الي أنقذك ابن عمك الي صوبني وألآ ذبحتك أنت وهو قبل يشيلك على ظهر الذلول" , قال الشيخ / فالح بن علي "الله يحيك يابن حريبيش على ماجوبك بكرة غداء!" قال الشيخ / ابن حريبيش : "تم على وحده النهار التالي عندي غداك يابن علي" قال الشيخ / فالح : "تم". وهكذا دار الحديث الأخوي الجاد الذي يعبر عن مواقفهما الشجاعة وطيب معدنهما وسعادتهما في دولة التوحيد الذي جمعت يبنهما وصارا إخواناً متحابان في هذة الدولة الفتية التي علمتهما الكثير من قيم الدين الحنيف الذي نحن فيه إخوانا, وحرمة دم المسلم على المسلم. الله يديم عزهم ويجعلهم ذخرا للإسلام والمسلمين ويغفر لمن مات منهم 0 هذا كل ما حصلنا عليه من معلومات حول هذه القصة الفريدة من نوعها 0
القصة الرابعة :
تتحدث هذه القصة عن مكارم الأخلاق والشيم والعادات والتقاليد الحميدة عند العرب والمسلمين الذين توارثوها جيل بعد جيل وعند بني رشيد عامة والعوامرة خاصة والشيخ / راشد بن على العويمري واحد منهم, حيث شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون سبب في إعادة إبل الشيخ / عتيق الله بن ربيعه الخمشي العنزي له, بعد أن وأخذت من مراحها في ليلة ظلماء بردها قارص. ومن هنا بدأت القصة التي خسر فيها من أخذ النياق في تلك الليلة من مراحها( وهو الشيخ / علوش المقوعي الرشيدي وصاحبه واحد من العوامره) عند صاحبها العنزي في بادي الأمر, وشاء الله أن تعود له في سبب الشيخ القدير / راشد بن علي العويمري 0 من المعروف بأن الشيخ والفارس / علوش المقوعي له العديد من الصولات والجولات الجديرة بالذكر, ومنها هذه القصة التي وقع عليها المثل المشهور( يافرحة ماتمت ) 0 في سنة من السنين حنشل الشيخ / علوش المقوعي وواحد من العوامره غير معروف اسمه إلى ديار عنزه على ظهر ذلولهما (مردوفه ) وتوجها نحو تلك الديار, وبالقرب منهم أخفيا ذلولهما في أحد الأودية, وسارا على الأقدام حتى اقتربا من مضارب قبيلة عنزه وشاهدا الإبل والأغنام تتجه نحو مرحانها عند البيوت قبل غروب الشمس, وشاهدا راعي بيت من هذه البيوت عنده أكثر من عشرة من النياق الوضح معشي فيها بالقرب من أهله, ومراح أبله وبيته كنه مشطر عنهم شوي ( أي بعيد بعض الشيء عنهم ) وهو رجل واحد ما معه سلاح وحطّا العين عليه وهم في ليلة عقربية من ليالي الشتاء القارصة والهواء شمالية تجمد الدم بالعروق من شدة بردها , وبعد منتصف الليل طفت النيران التي يتسامرون عليها البدو وانقطعت الأصوات, وكل عين شربت بللها بعد قضاء يوم من التعب وشدة البرد عليهم انقضاء على الإبل وأطلقا عقها التي عقلت بها وسريا بها إلى ديار بني رشيد بدون أن يشاهدا أو يسمعا أي صوت منهم 0 وصلا عند ذلولهما واستاقا الإبل على الذلول وسريا, الليل يسريانه والنهار يمشيانه بدون توقف حتى وصلا إلى ديار بني رشيد في اليوم الرابع وبالتحديد بالقرب من الحويط في مكان آمن كانا منهكان من التعب و شدة البرد والسهر وقلة الزاد, ثم قالا لبعضهما نأخذ قسطا من الراحة في هذا المكان ومن بعدها نتقاسم الإبل, وكلٌ يذهب إلى أهله وذويه. إلا أن الله سبحانه وتعالى جعل لا نصيب لهما فيها إلا التعب والسهر الذي قضياه في هذه المدة, والسبب أن الشيخ / علوش المقوعي رأسه معوره من شدة البرد وهو راعي كيف ودلال وشرّاب للقهوة العربية وغليون الدخان وله أسبوع ما عمّره من قلة الدخان, ولذلك فكر أن يذهب إلى الحويط ويشتري بعض من المقاضي التي يحتاجونها وخاصة بن القهوة العربية والدخان حتى يكيّف رأسه بعد هذه الغنيمة التي لم يحلم بها على مر السنين هو وصاحبه, قال المقوعي له :"خلك عند الإبل في هذا الشعيب يضحن النياق بالقرب من العوامره وأنا أبا أروح للسوق وأجيك بعد شوي" , في هذه الاثناء المقوعي ذهب إلى السوق وخوية العويمري جلس عند النياق, وكان مرهق من التعب وشدة البرد, ثم نام نوما عميقا, وحدث مالم يكن بالحسبان وبدأت قصة عودة الإبل لصاحبها مرة ثانية من بين يدين المقوعي والعويمري بسبب ما قدم عليه ابن ربيعة العنزي والموقف الشجاع للشيخ / راشد بن علي العويمري وهي كاتالي :عندما استيقض الشيخ / عتيق الله بن ربيعة الخمشي العنزي من نومه في الصباح الباكر ولم يجد من أبله إلا عقلها في المراح, صاح وراح ينخى ويستنجد في كبار ربعه إلا أن الجميع قالوا له الإبل وخذت في أول الليل وهالحين قد وصلت إلى حدود قبيلة بني رشيد ويمكن معها الكثير من الغزاة, والجو ممطر وغيم وفيه قبيعي شديد ما نشوفهم, يمكن نكون صيدة لهم في أي مكان, لكن الله يخلف عليك, ونحن على أتم الاستعداد في تعويضك عنها في أكثر منها يالبناخي العزيز0 ماسره كلامهم وذهب على رجليه حافي ما معه إلا يديه, وقد تشققت قدماه من الحصى والصعانين ولم يوقفه ذلك عن قص أثر إبله, وفي الليل يسري والنهار يجري, وفي ثاني الأيام شاهدها من بعيد ومعها رجلين مسلحان على ذلولهما وتابعها من بعيد, وحاول انتهاز الفرصة إذا ناما في الطرق بالليل, إلا نهما لم يتوقفا في طريقها حتى وصلا إلى الحويط. وعندما شاهد المقوعي ذهب إلى السوق والعويمري نام نوما عميقا, حانت الفرصة الذهبية له وكان رجل في كل ما تعنيه الكلمة, انقض على إبله وساقها إلى بيت شيخ عرب كانوا بالقرب منها وكان هو الشيخ القدير / راشد بن علي العويمري وقال : "تراي داخل على الله ثم عليك أنا وأنياقي هذه وهذا وسمي عليها تكفى يا عقيد قومك لا تقطعني من انياقي الله لا يقطعك من حلالك ومالك وجاهك, أنا عتيق الله بن ربيعه الخمشي من قبيلة عنزه!" قال الشيخ / راشد بن علي "من يثبت كلامك, وش جابها في هذه اليار؟" قال: "حنشل علي اثنان الظاهر إنهم من قبيلتكم وأخذوها من مراحها قبل أربعة أيام واستنجدت في ربعي لتباع أثرها إلا أنهم لم يفعلوا ذلك, ولحقتها في يديني مثل ما تشوف بدون عقل مني حتى شفتها من بعيد, وفي هذاك الشعيب: راعي المطية ذهب إلى الحويط والثاني نام واستغليت هذه الفرصة وجلبتها لك عساك تفكها لي منهما" , قال الشيخ / راشد "خلني أشوف, إذا كلامك هذا صحيح أبشر فيها وإذا هو غير ذلك فيه كلام ثاني أخاف أنك ذابحهم!" قال العنزي : "لاوالله روحوا وتلقون الرجال نايم والثاني مدري لو أنه قد وصل له" ذهبوا مجموعة من فرسان العوامره إلى المكان الذي حدده لهم, ووجدوا الرجال في سباتٍ عميق وأيقضوه من نومه واعتزا عليهم في غثيان نومه وقالوا له : أبك أنت فلان ؟ قال : نعم وأنا أخو فلانه , قالوا له وين الإبل يا أخو فلانه ؟ قال: الإبل أبلي أنا وعلوش المقوعي, أخذناها من مضارب عنزه قبل أربعة أيام, وعلوش راح للحويط يشري قهوة ودخان ويبا يجي عن قريب, قالوا : الإبل أخذها راعيها, وهو وأبله عند الشيخ / راشد بن علي , قال : لا والله أفلسنا منها يا نومة لا عادة وفي هذه الأثناء وصل المقوعي من الحويط وشاف مالا يسره واستغرب الأمر وقصوا عليه القصة وقال : قولته المشهورة ( وجع راسي هو سبب أفلاسي منها ), وذهبوا إلى بيت الشيخ/ راشد واستمع إلى أقوالهما وأقوال راعيها, وتطابقت أقوالهم في ما صار وقال الشيخ / راشد : "الإبل جابها راعيها لي, وقد خرجت من سيطرتكم عليها ووصلها لي داخلا علي فيها وأدخلتها وخاب طلابها, وهي وراعيها في ذمتي وحمايتي حتى تصل أمراحها الذي خذيتموها منه" 0 وعاد العنزي في إبله تحت حراسة العوامرة حتى قطعوها ديار بني رشيد وانتهت قصة إبل ابن ربيعة العنزي, وعادة له من بين يدين المقوعي والعويمري بسبب الشيخ / راشد بن على العويمري 0 وقال عتيق الله بن ربيعه الخمشي العنزي هذه القصيدة بعد أن وصل بها إلى أهله وذويه بعد ثمانية أيام قطها ذهابا وأيابنا يقول فيها : البارحه هبت هبوب الشمالي = برده يذرّف دمعة العين تذريف هبّت وأنا بحضين زاه الدلالي = ومكيف(ن) عند أريش العين تكييف جانا المقوعي فوق حيل(ن) جزالي = وأخذ بكار(ن) مكرمات(ن) مشاعيف قالوا سروا بالليل يا هملالي = واليوم مالك في وطنهن معاريف فريت مدري ويش صار وجرالي = أطى على صم الحصى والشخاريف لحقتهن دون الحويط عدالي = مستسلم(ن) مالي بروحي تصاريف لحقتهن وأنا وحيد(ن) لحالي = من دون عمره نرخص العمر يا مريف زبنتهن بيت(ن) ملم الرجالي = ابن علي راع الدلال المهاديف زبنتهن راشد كريم السبالي = شيخ(ن) ثنى مندونهن بأحدب السيف قال أرجعوا هذا دخيل الدلالي = وأنا بعيطا عن سموم الشفاشيف عقل علي المكرمات الغوالي = وأنا احمد الله يوم جني علي الكيف عقب ثمان أيام هن والليالي = غزن لنا بيض الخدود الغطاريف هذا كل ما حصلنا عليه من معلومات حول هذه القصة الفريدة من نوعها, والتي غلبت فيها مكارم الأخلاق والعادات والتقاليد الحميدة في مجريات أحداثها الطريفة التي لم تخطر على بال من حدثت له و كيف انتهت في هذه الطريقة 0
القصة الخامسة :
معركة الدبة المشهورة التي دارت رحاها بين ابن عدله من العوامره والجعافره من عنزه وما تخللتها من أحداث سطروا فيها بني عدله أروع واشرس المعارك التي حفظها لهم التاريخ 0
في سنة من السنين ربع الشيخ والفارس القدير / لويحق بن عدله العويمري وجماعته في ضواحي الدبة ( شمال شرق حرة أثنان ) بالقرب من حدود مضارب قبيلة عنزه وخاصة قبيلة الجعافره منهم ومن هنا بداءت القصة التي جعلت العواجي يغزو عليهم ويقتل فيها ابن قايم العنزي ويخسرون كامل جيشهم وقصيدة بنت الشيخ / مصيبيح العنزي ردا على قول الشيخ / العواجي لوالدها : هذا هرج سماجة 0 نزلوا العوامره في قيادة ابن عدله في تلك الديار وكانوا على هبئة الاستعداد للحرب مع أي قبيلة تحاول الاقتراب من حدودهم او الهجوم عليهم , وفي يوما من الايام ذهبوا سبور ( أي مجموعة إستطلاع من الرجال لمسح المنطقة من قبيلة عنزه ) وشاهدوا أبل العوامره في المفلا في ضواحي الحرة والرجال عندها قليلين وهموا بالغزو عليهم وعادوا مسرعين لقومهم وبلغوا شيخهم / العواجي في ما شاهدوه وكانوا متواجدين في بيت الشيخ / مصيبيح العنزي وقال شيخهم : سانذهب للغزو عليهم وردعليه الشيخ / مصيبيح بقوله : لايغركم كلامهم ترى الابل مرعية وهلها فيها او حولها , قال الشيخ العواجي : هذا هرج سماجة ماعليكم من كلامه غزينا عليهم وكانت تسمع كلامه بنت الشيخ / مصيبيح 0 ذهبوا مسرعين وهم ثلاثون فارس على خمسة عشر ذلول ( مردوفه) في قيادة شيخهم العواجي وغاروا على أبل العوامره في ضواحي الدبة وكانت في حراسة الفارس / مرزوق بن ضيف الله العويمري وعيد العويمري وكان فيه رقيبة من العوامره في مكان بعيد بعض الشيء عنهم ولم يشاهدوه العنوز وكان واجبه إنذار قومه في أي غزو عليهم , وقد شاهد العويمري الغزو متجه نحو الابل وعلى الفور بلغ الشيخ / لويحق بن عدله العويمري وخوه الشيخ / زايد بن عدله والشيخ / مدهاس بن عوده ومن معهم من العوامره وتوجهوا مسرعين للدفاع عن أبلهم وقتل من يحاول الا قتراب منها 0 إلا ان العنوز قد سبقوهم عليها وقد دارة المعركة بينهم وبين الشيخ / مرزوق بن ضيف الله العويمري وعيد العويمري وصوبوا العنوز الشيخ / ضيف الله وذهبوا في الابل في أتجاه ديارهم , شاهدهم ابن عدله ومن معه من العوامره وترصدوا لهم في ريع الدبة المعروف بالسم المظيق وعند وصولهم له قتلوا العوامره منهم الشيخ / ابن قايم العنزي وتسع من الجيش وصوبوا الكثير منهم وهج الباقي منهم مع ضلع الدبه وغنموا العوامره الباقي من جيشهم وردوا كامل ابلهم 0 وعادوا العنوز مخلفين ورائهم الشيخ / قايم العنزي وجميع جيشهم والكثير منهم ينقل صوابه وتذكروا نصيحة الشيخ / مصيبيح لهم بعدم الغزو على العوامره من بني رشيد وقد أنشدة بنت الشيخ / مصيبيح هذه القصيدة التي ضاع الكثير منها ردا على ماقاله الشيخ / الواجي بحق والدها ( هذا هرج سماجة ) قالت :
العلم علمك الضحى به مصيبيح ==== علما وكاد ولابهرجه سماجي والحمر اللي ناوين بالمصابيح ==== من دونهن ملح الهبير الزناجي من دونهن ربع على الفطر الفيح ======= عاقوا ذلولك يالعقيد العواجي وشوف ابن قايم يزعج الصوت ويصيح == في قاعة الدبه غشاه العجاجي مافيكم اللي ردله يامفاليح ======= الكل منكم راح عقله مراجي والقصيدة أطول من ذلك 0 هذا كل ماحصلنا عليه من معلومات حول هذه القصة التي شهدت للعوامره بشجاعتهم فيها قصيدة قيلة من أخصامهم صورت أحداث تلك المعركة 0
والقصة السادسة :
هذه القصة تحكي عن مكارم الاخلاق وحقوق الجار التي يجب الدفاع عنها في كل ما يملك الانسان من قوة ضد من يحاول سلبها منه او التطاول عليه والتي فرضها عليهم الدين الحنيف وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكان للعوامره نصيبا منها حيث دافعوا في كل مايملكونه عن حقوق جارهم في قيادة الشيخ / عسكر بن ثاري بن عدله ومن معه من قبيلة العوامره في ذلك الوقت 0 في سنة من السنين ربع الشيخ / ابن عدله ومن معه من العوامره بالقرب من قطن وضواحي العلم مع بعض من قبيلة حرب جمعهم مع بعض المرباع في تلك الديار ( وهذه عادات وتقاليد يتجمعون فيها القوم مع القوم في المرباع لمدة معينة يتفقون عليها في مابينهم ولا ياخذ احد منهم أي شيء من ا لاخر خلال هذه المدة ) 0 في يوم من الايام هجموا غزو على قبيلة حرب وأخذوا أبل واحدا منهم أسمه الشيخ / مضحي الحربي وستنجد بالشيخ / عسكر بن ثاري بن عدله وربعه من العوامره وهم كلا من : حميد بن عوران العويمري وحنس بن عواد بن عوران العويمري ونويجي بن مسلم بن عوران العويمري وطلب منهم المساعدة في أسترجاع أبله التي وخذت من بين يديه ولم يجد من يناصره في أسترجاعها منهم 0 وقد قاموا بالواجب الذي يمليه عليهم الدين الحنيف ولحقوا الغزاة على ظهور الخيل ودارة بينهم معركة عزلوا من خلالها الابل عنهم في قوة السلاح وعادوا بها بعد ان أظفرهم الله سبحانه وتعالى عليهم ووقع الكثير من الغزاة بين قتيل وجريح 0 وقد شكرهم جارهم مضحي الحربي على ما قاموا به من واجب استرد من خلاله أبله التي كاد يفقدها في لمحة بصر وقد أنشد فيهم هذه القصيدة التي يعبر فيها عن شعوره الجياشة وفيها يطلب من أخته مضحيه البعد كل البعد عن ربعه الادنين من قبيلة حرب يقول فيها :
يامضحيه هجي عن الربع الادنين === بيعي غلاهم يارصيف الثنيه شومي العسكر شوق من تدعج العين == وحميد زبن الفاطر الشوشليه وابو عزيز يوم جونا الصليبين ==== من بندقه ياما وقع من منيه ونويجي الطيب ربيع المخلين ===== اللي نهار الكون يلحق خويه هذا كل ماحصلنا عليه من معلومات حول هذه القصة التي خلدها لهم التاريخ وكانت لوحة شرف لهم عبر الازمان يتباها بها أحفادهم جيل بعد جيل مع غيرهم ( هذا مايحكى عن ماضي أجدادنا ) 0
والقصة السابعة :
الشيخ والفارس المشهور / طويق بن يحيى الشنيني العويمري الرشيدي له باعا طويل في الغزوات على الكثير من القبائل القريبة من محيط قبيلة بني رشيد إلا ان الكثير منها ضاع وحفظ له التاريخ هذه المعركة التي حدثت بينه وبين مجموعة من قبيلة جهينه وقال شاعرهم فيها قصيدة ضاع الكثير منها يصف فيها هول المعركة ومكان حدوثها 0 في سنة من السنين شد الرحال الشيخ والفارس / طويق بن يحيى الشنيني العويمري ومن معه من العوامره من ديار بني رشيد بالقرب من عد الماء ( أبله ) إلى ديار قبيلة جهينه للغزو عليهم في عمق يدارهم إلا انه في طريقه لهم شاهد غزو منهم في مضيق بين الجبال متجهين إلى ديار بني رشيد ومن هنا بداءت المعركة التي خسروا فيها قبيلة جهينه الكثير من جيشهم وعادوا من حيث أتوا ولم يكملوا مشوارهم 0 في منتصف الطريق بين ديار قبيلة جهينه وديار قبيلة بني رشيد وبالتحديد بين الجبال الشاهقة شاهد الشيخ الفارس / طويق الشنيني ومن معه غزو من قبيلة جهينه في طريقهم إلى ديار بني رشيد بين الجبال الشاهقة فترصدوا لهم في مضيق الجبل حتى أقتربوا منهم وأطلقوا عليهم النار في غفلة منهم وفي مكانا لم يتوقعون بانه يوجد فيه أحد فتشتتوا وعزلوهم عن جيشهم وفروا مع الجبال مخلفين وراهم زادهم وما يحملونه عليه من الجيش وكان غنيمة للشيخ / طويق ومن معه من العوامره 0 وقد قال شاعر قبيلة جهينه هذه القصيدة التي صور فيها ماحدث لهم حيث قال :
جانا العقيد اللي من ابله نحرنا ==== اللي يحطون المزاهب بالاكوار اللي ربيع قلوبهم شوف أثرنا ==== وسامة الكفه عسى مالهم دار جانا بمفراق الجبال وقهرنا ===== ودارت رحى بقعا علينا بماصار
هذا كل ماحصلنا عليه من معلومات حول هذه المعركة التي حدثت بين الشيخ / طويق الشنيني العويمري ومن معه من قبيلة بني رشيد وبعض من قبيلة جهينه 0