وبعد:
فاننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها
عن علم وبصيرة
وتمسكا بما هو مناسب
لفطرتنا وتربيتنا
من النصح والإرشاد وبث الخير والثبات على وجه واحد
والسير في خط مستقيم .
وما كنا لنجد هذا كله الا فيما تفرغنا له من خدمة
(( العلم )) و (( الدين ))
وفي خدمتهما أعظم خدمة وانفعها للانسانية عامة
ولو أردنا أن ندخل (( الميدان السياسي ))
لدخلناه (( جهرا ))
ولضربنا فيه المثل بما عرف عنا من ثباتنا وتضحيتنا
ولقدنا الامة كلها للمطالبة بحقوقها
ولكان اسهل شيء علينا ان نسير بها على ما نرسمه لها
وان نبلغ من نفوسنا الى:
اقصى غايات التاثير عليها
فان مما نعلمه ولا يخفى على غيرنا ان القائد الذي يقول للامة:
(( انك مظلومة في حقوقك وانني اريد ايصالك اليها ))
يجد منها ما لا يجده من يقول لها:
(( انك ضالة عن اصول دينك وانني اريد هدايتك ))
فذلك تلبيه كلها ، وهذا يقاومه معظمها او شطرها!
وهذا كله نعلمه
ولكننا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبينا ، واننا فيما اخترناه - بإذن الله - لماضون وعليه متوكلون.
"عبدالحميد بن باديس رحمه الله"