( صلاح الأُمة في صلاح أَعمالها , وصلاح أَعمالها في صحة علومها , وصحة علومها أَن يكون رجالها أُمناء فيما يروون أَو يصفون , فمن تحدث في العلم بغير أَمانة فقد مس العلم بقرحة , ووضع في سبيل فلاح الأُمة حجر عثرة. لا تخلو الطوائف المنتمية إَلى العلوم من أَشخاص لا يطلبون العلم ليتحلوا بأَسنى فضيلة , أَو لينفعوا الناس بما عرفوا من حكمة , وأَمثال هؤلاء لا تجد الأَمانة في نفوسهم مستقراً , فلا يتحرجون أَن يرووا ما لم يسمعوا , أَو يصفوا ما لم يعملوا , وهذا ما كان يدعو جهابذة أَهل العلم إِلى نقد الرجال , وتمييز من يسرف في القول ممن يصوغه على قدر ما يعلم , حتى أَصبح العلماء على بصيرة من قيمة ما يقرؤونه فلا تخفى عليهم منزلته , من القطع بصدقه أَو كذبه , أَو رجحان أَحدهما على الآخر , أَو احتمالهما على السـواء )اهـ.
للشيخ/ محمد الخضر حسين ت1377هـ رحمه الله