حدثت هذه الجريمة المروعة في المدينة النبوية وذلك قبل مائة عام وتحديداً في 1334هجري الموافق 1915ميلادي ، فقد ترجل عدد من الجنود الأتراك الذين يقدرون بألفين جندي تقريباً في المدينة النبوية طيبة الطيبة مدينة محمد بن عبدالله صلَّ الله عليه وسلم قادمين من استانة اسطنبول البدعة والضلالة ، وكانوا مدججين بأعتى السلاح ومتسربلين بأردى الأخلاق ومتقيدين بأقسى الأوامر من قبل قادتهم خلفاء النقشبندية وقادة المتصوفة الوثنية الحديثة!
ذلك اليوم من أشد أيام الشتاء القارس القاسي على أهل "المحبوبة" الطيبين الآمنين وذلك بعدما ضاق أهل بلاد الحرمين الشريفين ذرعاً من هؤلاء المختلين عقلياً والمنحرفين دينياً والحاقدين على كل موحد لا يعبد غير الله رباً ولا يرجوا غير الله إلهاً ولا يستغيث بغير المعبود حقاً ولا يدعوا غير الرب سبحانه ، كل موحد إن أصابته سراء أو ضراء رفع يديه إلى السماء واستغاث بمالك الملك وحده جل جلاله وتقدست أسماؤه.
قدم جنود الخرافة بطرابيشهم الحمراء وأسلحتهم المتطورة وتعليماتهم القذرة ووجوههم الكالحة وقلوبهم السوداء يجوبون شوارع وحواري وأزقة تلك المدينة الطاهرة ليفعلوا أفاعيل - تجهلها عقول من أحبوا تركيا العلمنة واشتاقوا لـ خوازيق العثمانيين الحاقدين على كل موحد وأقضوا مضاجعنا وأكثروا على أسماعنا نغمات التسويق والترويج لهذه البؤرة العفنة - !
قدموا وهم متقيدين بتعاليم حضارتهم التافهة وتعاليم زبانيتهم المجرمين وذلك بإيعاز من قائدهم العسكري الكلب النجس "فخري باشا" في قتل وتهجير أهلها قسراً وبشكل - ربما - لم يعهده أهل بورما "الروهنجيا" من قبل الوثنيين البوذيين الأقذار في الوقت الحالي!
يتمتعون ويستمتعون بجرائمهم ولا يراعون بذلك شيخ كبير أو إمرأة ضعيفة أو طفل قاصر ، ليفعلوا الأفاعيل بكل من تقع عليه أعينهم ، وليجعلوا هذه المنطقة الآمنة ثكنات عسكرية وبؤر تخدم أطماعهم الدنيئة ومقرات لطموحاتهم القذرة ، فطردوا أهل المدينة وقتلوا من قتلوا منهم وعاثوا في الأرض فساداً وعبثوا في البلاد وآذوا العباد.
لهذا لا ينبغي أن نتغافل عن قراءة التاريخ ولنأخذ منه العبر ونستلهم منه الدروس ونعرف أعداء الأمة ونميز أعداء الملة ونستوعب ما يدور حولنا بعيداً عن سقطات هذا الإعلام العربي الساقط ، وأن لا نكون كالبهائم التي ترى واقعها من خلال بطونها وفروجها وتعيش في هيامها حتى تنحر لتقدم كوجبة دسمة على طبق من ذهب على سفرة تلك البطون الجائعة والنفوس الجشعة!