عندما يتغنى العشاق بمحبوباتهم ويبدعون في ذلك بين سجع ونظم وشعر انما هو نابع من هيام تغلغل في قلوبهم وشغف تمكن من مشاعرهم وأحاسيسهم وصبابة احتوتها صدورهم ، فكانت مصارع العشاق ذكرى في صفحات التاريخ يتناقلها الركبان ويتسامر عليها السهارى ويتغنى بها المغنيون وينشدها المنشدون ، فتلك قصة غرام قيس بن الملوح وليلى العامرية وغرام عنترة العبسي وعبلة وغيرهم.
ولا يزال الشعراء المعاصرون يتغنون بهن وبجمالهن ولكنهم يعتمدون الخيال واحلام اليقظة بالتعابير الجميلة والمصطلحات الرنانة وكأنها لم تولد هذه الموهبة الشعرية في صدورهم إلا لهذا السبب ، حتى ابتعدوا عن واقعهم وعاشوا في دهاليز احلامهم في كل واد يهيمون تاركين وراء ظهورهم ما يجب عليهم وما ينبغي لهم ، متوغلين في تلك العبثية الادبية والطيش الصبياني الا ما رحم الله.
وكل ذلكم الحب والغرام والعشق يطيش في الأفق البعيد ، فهو لا يساوي شيئاً مما يكنه (جريح الغربة) لمحبوبته وفاتنته اللتي أخذ حبها لبه وسلب غرامها سويداء قلبه وذابت روحه عشقا لها وهياما بها ، فكانت بالنسبة له فيئه وحاضنته وحاضنة قومه ومأوى أجياله القادمة.
فكانت هي عشقه هي غرامه هي هيامه هي محبوبته هي ملهمته هي وطنه هي مملكته هي دولته هي بلاد الحرمين الشريفين هي مأوى الأفئدة هي مأرز الإيمان هي مهبط الوحي هي قبلة المسلمين هي مهد الرسالة هي بلاد التوحيد والسنة هي أطهر الثرى
هي السعودية ولا غير السعودية
ياهل الوجيه الطيبة و السفيره
~~~ كلن يغـني مـن ضميـره بـ ليـلاه
والصبر زين وتالي الصبر خيرة
~~~ عـزي لمـن صبره على غير معناه
وبين الطويلة و الدروب القصيرة
~~~ طالت مشاويره على بطن ماطاه
وياهل السيوف المرهفات الشطيرة
~~~ يشهد لكم من حينها كل مضماه
يوم القصيره تنتخي في قصيره
~~~ في ليلةٍ ضيم وهمـوم و معـاناه
ويوم "الخيول" بكل حـزة مغيرة
~~~ وكلن على ساقة مراعيه و حماه
كنتم ولا زلتم .. مسيرة .. مسيرة
~~~ وماسطر "التاريخ" ملزوم نقراه
وانتم هل "الديرة" إذا فيه ديرة
~~~ وانتم "حماها" لا دنا منّه عـداه
جريح الغربة الشمري