أحمد البراهيم - الرياض
قال: انتبهوا إلى أصدقائكم وحلفائكم.. الزمن صعب ومشاريعكم مستقبلكم والعالم يترقب
رسائل هامة للسعوديين يوجهها خبير أمني: ستقفون وحدكم في مسرح دفاع بلا حدود
أكد الخبير الأمن والاستراتيجي اللواء الطيار متقاعد عبدالله بن غانم القحطاني لـ"سبق" أن نجاج مشاريع السعوديين يحتاج لزيادة تعداد القوة الإستراتيجية العظمى "كنز الدولة" وهو حجم السكان بتعداد كبير ومدروس وعاجل ؛ خاصة في مناطق الشمال والجنوب شبه الفارغة ودائمة الهجرة نحو الوسط والساحلين الغربي والشرقي ؛ وذلك لإتاحة كل الخيارات والتنوع الطبقي لملأ ساحات العمل الفني الخفيف والمتقدم، واختيار العقول المميزة للعمل بمراكز العلوم التخصصية، وفي مسؤوليات الدفاع والأمن وفي مجالات الحماية الإستخبارية داخلياً وخارجياً.
وأوضح: "العالم يراقب و بدهشة التحولات الاستراتيجية الكبيرة وغير المسبوقة التي تجري بالسعودية، جاءت لضرورات وطنية، ولمواجهة تحديات وتهديدات خارجية تستهدف المصالح السعودية والأمن الوطني السعودي وفي مقدمتها أمن المقدسات واستقرار البلاد وسلامة الحدود والثروات وحرية المواطن، وعلى ضوء ذلك نهضت الدولة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز القائد التاريخي والاستثنائي لمنع أي تأثير سلبي يهدد وحدة المملكة وحريتها ورخاءها وتلاحم شعبها وسلامة اراضيها واجواءها وبحارها في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية الخطيرة، وبموجب هذا التحرك السعودي القوي في عدة اتجاهات تغيرت بيئة العمل الاستراتيجي، السياسي والأمني والاقتصادي والعسكري بالمنطقة، مما اثَّر حتى على تفكير المجتمعات العربية نحو المخاطر التي تهدد أمنهم وسلامة دولهم واجيالهم، وهذا بالنتيجة اضاف اعباء جِسام على الدولة السعوديه التي تدرك ذلك مسبقاً وتدرك أن هذا هو دورها التاريخي".
وأضاف: "بكل وضوح السعوديون يدركون أنهم وحدهم فقط من يتحمل أعباء ومسؤوليات كل هذه التحولات الهائلة داخل بلادهم وخارجها، خاصةً وأن بعضها شائك لإرتباطه بالأمن العربي والإقليمي وبالسلم العالمي، وهذا سيتطلب المزيد من بذل الجهود ودفع التضحيات المتوالية، وهذا قدرهم كما كان قدر اسلافهم عبر التاريخ الطويل وصولاً الى إقامتهم لثلاث دول سعودية منذ ثلاثمائة عام، نعيش في اعظمها حالياً، المملكة العربية السعودية قلب العالم وقبلته".
وتابع: "سيحتاج السعوديون لوقت طويل نسبياً ولجهود استثنائية متواصلة ليصبح تأثير بلادهم على الساحة الدولية أهم وأكبر من الدور الإيطالي والدور الأسباني مجتمعين على مسرح اوروبا والساحة الدولية، وهذا ليس مجرد توقع أو قراءة عاطفية بل هي حقيقة تصنعها القيادة السعودية وشعبها الآن، وستكون ماثلة للعيان خلال ثلاثة عقود وربما أقل من ذلك، ولكن ومرة أخرى تذكروا ايها السعوديين انكم ستقفون لوحدكم في ميدان العمل الكبير والشاق الذي بدأتموه، وستقومون بكل الأدوار لوحدكم في مسرح دفاع واسع لاحدود له من أجل حرية بلادكم وتفوق دولتكم وأمن ثرواتكم ومقدساتكم ومن اجل تحمل مسؤولياتكم تجاه قيادة المنطقة، ولن يقوم بذلك غيركم اطلاقاً".
وبين: "تيقنوا أيها السعوديون أن أشقاءكم وجيرانكم لن يحملوا معكم هذا الهم الكبير ابداً ولن يساهموا معكم بأكثر من التأييد السياسي وبحسب مصالحهم وظروفهم ولهم أسبابهم التي عليكم تفهمها مسبقاً. والإستثناء للتضامن معكم في كل المواقف هو شعب وقيادة الإمارات العربية المتحدة، فهم على يقين بأنكم معهم دوماً ومع غيرهم من الاشقاء".
واستدرك: "عليكم أيها السعوديون معرفة أنكم تحتاجون لجهود استثنائية وكفاح متواصل، وصبر طويل وعزيمة تفوق سقف طموحاتكم وعدم التوقف ولو للحظة واحدة عن العمل الحقيقي، وعليكم الإقدام والصمود لخوض كافة المعارك الوطنية التنموية والعلمية والتقنية، ويلزمكم بالضرورة وبخلاف ماهو موجود وقائم إقامة مراكز بحوث علمية عالمية حديثة جداً وذات مخرجات عالية، وأخرى للترجمة، وأخرى لصغار المخترعين من ابناء الوطن، ثم أطلقوا العنان فيها -جميعها- لصغاركم والشباب عامة، فهم عباقرة في التقنيات والعلوم التطبيقية والاختراعات ولكنهم يحتاجون لخبرات اجنبية لتدريبهم وعدم احباطهم ولتغيير مفاهيم وثقافة العمل الموروثة لديهم. وعليكم إدراك أنه لن يساعدكم أي أحد ولن يقف بجانبكم أي أحد ولن يَصْدُق معكم أى أحد أكثر منكم مع أنفسكم".
وزاد: "ولكي تنجح مشاريعكم ايها السعوديين، فأنتم تحتاجون لزيادة تعداد قوتكم الإستراتيجية العظمى (كنز الدوله) وهو حجم السكان بتعداد كبير ومدروس وعاجل وخاصة في مناطق الشمال والجنوب شبه الفارغة ودائمة الهجرة نحو الوسط والساحلين الغربي والشرقي، لتتاح أمامكم في المملكة كل الخيارات والتنوع الطبقي لملأ ساحات العمل الفني الخفيف والمتقدم، واختيار العقول المميزة للعمل بمراكز العلوم التخصصية، وفي مسؤوليات الدفاع والأمن وفي مجالات الحماية الإستخبارية داخلياً وخارجياً، وفي ميادين الخدمات العامة للدولة وتشغيل كل بُناها التحتية الهائلة والمتعاظمة، وصيانة مرافقها العامة والخاصة التي ستتضاعف بشكل كبير، ولو فعلتم ذلك فسيصبح عامل السكان بحجمه الكبير عددياً هو سلاح الصمود السعودي الاستراتيجي والمستدام لمواجهة كل التحديات، وسيكون ذلك منطلق للنهضة السعودية الجديدة، واساس لتنفيذ جميع مهام وأدوار ومسؤوليات الدولة التي تتجاوز الحدود وعلى كافة الساحات الدولية، وهذه هي الحقيقة فلا تتجاهلونها".
وأردف: "توقعوا أن يكون لبلادكم مشاريع اقتصادية وسياسية أهم مما هو قائم حالياً وقد تصل الى اشكال تعاونية بصورٍ مختلفة وغير مسبوقة مع بعض الدول الشقيقة، ومع كل هذه المشاريع والمسؤوليات والتحديات فإن السعودية تحتاج بنهاية عام ٢٠٤٠م تقريباً الى حوالي (١٢) مليون إنسان سعودي في الميدان كخلاصة من اجمالي السكان العام وعلى جاهزية عالية من التدريب والتعليم لتنفيذ كافة مشاريع السعودية المختلفة محلياً وخارجياً اعتماداً على الله ثم على الموارد البشرية (النخبة) الفاعلة من عدد السكان الكلي وبحجم عددي يفوق الحاجة المحلية!سعياً لسد عجز استراتيجي آخر يشكل خطر كبير على الأمن الوطني السعودي والمتمثل في نقص مُريع وخطير ومستمر في عدد السكان بدول الجوار الشقيقة التي لا شك انها ترغب عوضاً عن ملايين العمالة والقيادات الإيرانية والأسيوية والإفريقية الموجودة على اراضيها بالمواطن السعودي العربي المجاور المتعلم الذي يحمل ذات القِيم والمبادىء لسد حاجاتها المحلية بملايين الرجال والنساء السعودييين!، علماً بأن ابناء الأعراق الاسيوية العاملين حالياً بتلك الدول المجاورة بعضهم سيصبح قريباً بالتقادم الزمني ضمن مواطني تلك الدول الأُصلأ! وهذا خلل وخطر استراتيجي مؤثر على الأمن الوطني العربي بالمنطقة ثقافياً وعرقياً وأمنيا!".
وأكمل "القحطاني" رسائله: "عليكم أيها السعوديون التنبه الى أن اصدقاءكم وحلفاءكم اليوم ستتغير مواقفهم غداً وسوف تشن بعض وسائل اعلامهم حملات ضدكم فلا تنشغلوا بها ، والدول العربية الشقيقة لن تستطيع إسنادكم بحجم مهامكم العظمى الحالية والقادمة وليس بمقدورها فعل ذلك فلا تعتبون عليهم. وعند أي طاريء لا سمح الله لا تتوقعون ومع التقدير لقائلها انها مجرد "مسافة السكة" فهذا محال ثم محال ومحال ولن يحدث ذلك أبداً ولم يحدث قط من قبل، فلا تنتظرون عند النوائب اي نجدة حقيقية من أحد ولا تتوقعون منهم أكثر من مواقف سياسية هشَّة مبنية على مصالحهم أولاً وأخيراً، والتمسوا لهم العذر مرة أخرى فلديهم مايكفي من صعوبات داخلية، ولا تنسون أن مجتمعاتهم مشتتة وذات ولاءات متناقضة وهي ليست بمستوى قوة وحدتكم وعزيمتكم الوطنية السعودية، فقد مزقتهم الأحزاب والتكتلات وما ادراكم ما تفعله من خراب وهوان وخذلان. والإستثناء للوقوف معكم مرة أخرى هي دولة الإمارات العربية المتحدة التي تشاطركم الرأي وتدرك مكائد الأعداء، فلا تصدقون ما يقال اعلامياً او في شبكات التواصل الاجتماعي لضرب هذه العلاقات القوية ذات التاريخ والمبادئ والمصالح المشتركة".
وواصل: "بإصراركم أيها السعوديين قررتم السير خلف قيادتكم نحو مشارف عهد جديد يتجاوز جميع الأنظمة السياسية والاقتصادية والأمنية بالمنطقة، ويتجاوز منظوماتها وهياكلها الإدارية، وهذا بكل وضوح سيخلق ضدكم شيء من عدم الرضى نظراً لإنطلاقتكم القوية والسريعة والمفاجئة، فلا تلتفتوا لما يقوله وسيقوله بعض إعلام الأقرباء أو الغرباء ولا تهتموا بتصريحات بعض مسؤوليهم فبلادكم تفهمهم جيداً، وهذا لايعني عدم التصدي لمغالطاتهم من المختصين المتمكنين في حينه".
وأكمل: "لا تتوقعوا وفاءً لكم قادماً من أي دولة بشكل عام وخاصةً تلك التي حدثت بها فوضى وأسموها ثورات وربيع، فمواقف بعض نُخَبهم الثقافية والفكرية والسياسية من دولتكم معروفة تاريخياً، وهي سلبية إجمالاً، وسيظلون كذلك، لكنهم اخوانكم وأنتم عمقهم الاستراتيجي الناهض، بل أنتم من يجب أن يقف خلفهم لضمان إستقرارهم والباكستان ضمنهم، وأنتم لم تتخلوا عبر تاريخكم عن أي عربي ومسلم يحتاج اليكم، ولا تنشغلوا ببعض العملاء الذين زرعهم ويمولهم الأعداء بكل دولة عربية واسلامية لمناكفة ومعاداة السعودية، وتجاهلوا كل مايقال لكم وعنكم فلديكم مشاريع عُظمى واعمال أهم وأولى بالوقت والجهد من مسايرتهم".
ووصف الحال قائلاً: "لا تتغافلوا أن العالم يراقبكم.. والإعلام السعودي الرسمي لن ينهض قريباً بدوره المطلوب، وقد نشهد حل لوزارة الإعلام بشكل كامل وبناء منظومة اعلامية مختلفة جداً، محترفة وقادرة على مسايرة مشاريع الدولة التنموية الشاملة داخلياً وخارجياً. اما الإعلام القائم حالياً فلن يستطيع سلخ جلده وتغيير مهنيته واساليبه الادارية وسايكلوجياته القديمة واستبدالها بمهنية عصرية حديثة مهما كانت مهارة الجراحين ومهما بلغت خبراتهم واخلاصهم الذي لا يُشك فيه، وحل الوزارة وتحويلها إلى مجموعات ومحطات إعلامية هو شيء تستحقه السعودية الجديدة، وتبقى التشريعات والقوانين والأنظمة الرقابية كجهة ضابطة ومرجعية مستقلة. وحقيقة ان ضعفنا الاعلامي الخارجي على الساحة العالمية مقلق جداً".
وتابع في الوصف: "لا تتوقعوا من الدول الكبرى ولا من غيرها مواقف مجانية ولا صداقات دائمة ولا نصرةً عند الشدائد كمبدأ أخلاقي، فكل هؤلاء لا تحكم سياساتهم المبادىء التي لدى قادتكم وبلادكم، وجميعهم يقولون في غيابكم مالا يقولونه في حضوركم، وعيونهم على مصالحهم قبل مصالحكم. إذاً أنتم وحدكم ومعكم الله، وستنهضون ببلادكم ومنطقتكم فلا تنتظرون أي دولة لتقف معكم مجاناً، فاختصروا الموضوع من الآن واعتمدوا على الله ثم على سواعدكم وبناء نهضتكم الوطنية وقُواها المختلفة وفي مقدمتها الإنسان نفسه كماً وكيفاً".
وقبل ختام رسائله قال: "الخلاصة يجب القول أنكم السعوديين قررتم إعادة بناء حاضركم ومستقبلكم وتأهيل أنفسكم ومؤسسات دولتكم من جديد وبزخم كبير وقوي وبمستوىات ومعايير نوعية ومتقدمة وغير مسبوقة، يقودها رجال حكماء يمتلكون الرأي والرؤى والقوة، ووالدهم هو المناضل والمجاهد الملك عبد العزيز الذي أسس بفكره وعبقريته وبسواعد شعبه بلادكم السعودية الكبيرة لتصبح بهذه العظمة والمساحة والقوة وبهذه المباديء الفريدة، فلا تتوقعون أن نجاحاتكم وطموحاتكم القائمة والقادمة ستنجح بغير عقولكم وسواعدكم وقطرات عرقكم ودمائكم وموت بعضكم ليحيا الوطن بأكمله ومكوناته وحريته وسيادته. وهكذا هي الأمم الحية عبر التاريخ. وأنتم شعب حي وبلادكم السعودية حرة ومستقلة وقائدة ويحكمها اهلها عبر التاريخ في حين كانت جميع الدول العربية والاسلامية وأغلب دول العالم الثالث تحت الاحتلال والسيطرة والهيمنة الأجنبية! وهذا قد لايعلمه الكثير، وهو كافٍ للتوضيح والاستدلال على عظمة السعودية وشعبها".
واختتم "القحطاني" قائلاً: "التاريخ ملهم للشعوب الناهضة، والسعوديون قادرون على الريادة العالمية بوجه حضاري حديث يمثل سماحة الإسلام وقِيم لعرب، وحضارة السعوديين العظمى هي القرآن العظيم الذي به، اقرأ، وقل اعملوا. وأمامكم فرصة تاريخية مواتية للنهوض الشامل وبشكل يجعل الفرس والروم يحترمون العرب ودينهم وثقافتهم".