بسم الله الرحمن الرحيم
إحدى المقالات الرائعه في مجال الكمبيوتر
لغة الإنترنت أو بروتوكول TCP/IP
إن الإنسان والكمبيوتر لهما ميزتان متشابهتان، وهي أن كل منهما يستعمل لغة معقدة للتفاهم. فإذا أراد شخصان يتحدثان لغتين مختلفتين، ولنقل العربية واليابانية مثلا أن يتفاهما، فإن عليهما أن يستخدما مترجما بينهما، أو أن يتحدث الاثنان بلغة ثالثة ولنقل الإنجليزية مثلا . إن أحهزة الكمبيوتر غير موحدة في طريقة صنعها أو تشغيلها، فهي تعمل بلغات وبنظم تشغيل مختلفة، منها نظام دوس ونظام يونكس ونظام ماكينتوش وغيره، ولكي نجعل هذه الأجهزة تتصل مع بعضها بواسطة شبكة واحدة ( الإنترنت) وتتفاهم فيما بينها من خلال تلك الشبكة، فإن الإنترنت يستخدم بروتوكولات معينة، ودعنا هنا نسميها لغة من أجل التقريب، وهي:
Transmission Control Protocol/ Internet Protocol ويطلق عليها اختصارا TCP/IP
لقد تم اختراعها سنة 1970، وكانت جزءا من أبحاث DARPA، التي قامت لتوصيل أنواع مختلفة من الشبكات وأجهزة الكمبيوتر.
كان تمويل هذه المؤسسة عاما من أجل تطوير هذه اللغة، ولذلك فإنها تتصف بعدم تبعيتها لأحد ، والنتيجة أنها أصبحت ملكا عاما، وبالتالي لا يمكن لأحد ادعاء الحق باستخدامها له فقط. وأكثر من هذا فان TCP/IP تتكون من عتاد Hardware وبرامج Software مستقلة، ولذلك فإن أي شخص يمكن له أن يكون متصلا بالإنترنت، ويشارك في المعلومات، مستخدما أي نوع من أجهزة الكمبيوتر.
TCP/IP في الواقع عبارة عن بروتوكولين مختلفين ولكنهما يعملان معا دوما في نظام الإنترنت، ولهذا السبب فإنهما أصبحا مقبولين لأن يوصفا بأنهما وكأنهما نظام واحد.
TCP يقوم هذا البروتوكول بتحديد كيف سيتم تكسير المعلومات إلى رزم وإرسالها عبر الإنترنت. يقوم TCP بتحديد طريقة تجزئة الرسائل أو المستندات لتجعلها بشكل ملفات أو رزم صغيرة Packets، بحيث تتحرك بسرعة خلال الشبكات في اتجاه مقصدها النهائي. يتكون كل باكيت من 1 إلى 1500 "بت" بما فيها عنوان الكمبيوتر المرسل والكمبيوتر المستقبل. وتسافر تلك الرزم مستقلة عن بعضها البعض من كمبيوتر إلى آخر، بأي اتجاه من أجل تفادي العوائق، وكذلك بأي سرعة متوفرة .
لتشبيه ذلك بمثال ملموس، نفترض أن أمامك "إحدى صور مهارات التركيب"، وأنها مكونة من 600 قطعة مثلا، ثم قمت قبل تجزئتها بترقيم كل قطعة ليسهل إعادة تركيبها، ثم أخذت كل قطعة على حده، ووضعتها في مغلف، وعلى كل مغلف وضعت عنوانك وعنوان المرسل إليه، ثم أرسلتها بالبريد إلى صديق لك يقيم في مكان نائي وبعيد عنك.
كما يحدث في البريد العادي، فإن الرسائل تأخذ وسائل توصيل متعددة، منها الطائرات أو القطارات أو السيارات وغيرها، ولذا فإن تلك المظاريف ستأخذ طرقا متعددة للوصول إلى ذلك الصديق. عندما تصل المظاريف إليه يقوم بإزالة المظروف ويبدأ بتجميع قطع الصورة حسب الأرقام، وإذا ما فقد أحدها في الطريق يعود ليسألك أن ترسل
بدلا منها. إن هذه العملية هي عملية مشابهة لطريقة ما يحدث في الإنترنت من حيث إرسال المعلومات خلاله. وهذا يعني أنه لا توجد ضمانة بأن جميع المعلومات ستصل في نفس الوقت، ولذا فإنه يعمل على أن يعاد ترتيب رزم المعلومات بالشكل السليم وذلك لإعادة تكوين المستند بنفس وضعه الأصلي، وهذا تماما هو ما يقوم به بروتوكول TCP .
IP: بعض أجهزة الكمبيوتر وهي التي تسمى رويتر Router أو الموجهات، تستعمل هذا البروتوكول لكي تقوم بتحريك رزم المعلومات في اتجاهاتها الصحيحة. إن كل رزمة لها عنوان IP خاص بالكمبيوتر الذي أرسل تلك الرزمة، وكذلك عنوان IP بالكمبيوتر المرسلة إليه تلك الرزمة. إن لكل كمبيوتر عنوان IP يتفرد به. وهو يتكون من أربعة أرقام يفصل بين كل رقم وآخر علامة الصفر. ونظرا لصعوبة تذكر هذه الأرقام، فقد تم اعتماد أسماء موازية لها، هذه الأسماء أسهل للحفظ، كما أنه يمكن أن يكون لها مدلولا معينا، سواء كان تجاريا أو تعليميا أو حكوميا أو غيره. وعندما تكتب اسما لكمبيوتر ما، وهو في الواقع عنوانه، فإنه في الواقع يترجم إلى اسمه الرقمي الأساسي.