أدخل يدي في جيبي.. أبحث عن ورقة نزيهة لأدس فيها قلبي..
لا أجد شيئاً.. فأشرع أكتب في راسي..
تبا ً لقد تحول رأسي لكشكول..
شيء ما داخلي يضحك الآن..
أتسكع ليلاً وأستمع لسورة الإنسان وأنا اشاهد البشر يسيرون على البسيطة..
قال ربي ( إن هؤلاء يحبون العاجلة )..
كنت أنظر في عيونهم.. أبحث عن آيات الله فيهم..
أعلم بأني معطوب بطريقة ما.. أعلم بأني نتيجة ماض ورغبة مستقبل..
أعلم بأن علي التخلص من زخرفة الزيف لأعبر من خلال ثقوب المشهد لأصل للمعاني المخبأة..
حين كنت أحاول قياس كمية الخيبة داخلي شاهدت متسول يحاول اشعال سيجارته مسنداً ظهره على شاهد قبر.. كنت أتساءل لو أستطاع صاحب القبر التحدث للمتسول..
أن تكون حياً يعني أن تكون ممتطياً نقطة "الآن".. أن تشق فراغ الموت راسماً خط الزمن..
المشهد كان مؤلماً حد الخد.. لذا كان عقلي يسخر محاولا ً إدعاء اللامبالاة.. البراءة..
متخيلاً رغبة الأثنان بتبادل أدوارهم..
هاأنا أقيس الارض بقدمي مرة ثانية.. أسير متخيلاً رغبة الأموات بسرقة دقيقة من عمري.. أنظر للأشياء وهي تقتحم عيني لترسم أشكالها في عقلي.. أخبرني بأني أستكع في نقطة " الآن".. وبأني حين أصدق الأشياء الزائلة سأكون مجرد متسول آخر آمن بالزوال وجحد الأبد..
..
أدخل يدي في جيبي..
أبحث عن لاشيء..
جيبي مليء باللاشيء..