حفر الباطن – إبراهيم السليمان
لازالت الاعتداءات المتكررة تخيم على جو مستشفى الملك خالد العام فبعد حوادث عدة ومتفرقة خلال هذا العام من اعتداء ممرض على ممرضة وضرب مراجعين لحراس الأمن لاعتداء مراجعين على أطباء و ممرضين بالضرب والتلفظ
ففي صباح يوم السبت اعتدى مراجع على الطبيب المصري أحمد رشاد بالضرب ليتبادل الطرفان اللكمات بعد مشادة بينهما بعدها تدخلت الأم وقامت بضرب الطبيب الذي دفع المرأة و وجه لها ضربة على الوجه و تم تحويل الطبيب و المراجع و والدته إلى قسم الشرطة واستمر التحقيق معه حتى وقت متأخر قبل أن يخرجوا على أن يعاود التحقيق معهم في الغد
و لقي تصرف الطبيب بالاعتداء بالضرب على المراجعة استهجان الكثيرين مطالبين مطلق الخمعلي مدير الشؤون الصحية بوضع حد لهذا الانفلات – كما ذكر سالم الرويلي- ويضيف : بأي حال من الأحوال لا يمكن أن يقبل اعتداء طبيب على امرأة مهما كانت المبررات و نتمنى أن نسمع في القريب العاجل إجراءات تحفظ حق المواطنة و كرامتها
فالاعتداء بحد ذاته على امرأة لا يقبله لا دين ولا منطق ولا عادات ويزداد الأمر شناعة حين يكون من طبيب ضد امرأة تطلب العلاج والاستشفاء
من جانبه نفى الناطق الإعلامي العميد يوسف القحطاني وجود ضرب واعتداء مضيفاً أن ما ورد شرطة محافظة حفر الباطن هو ادعاء بالاعتداء من كلا الطرفين ومن خلال ما ظهر لنا بالتحقيقات أن أحد المراجعات أتت للمستشفى لعلاج طفل لها ونظراً لأن حالة مريضها – حسب رأيها – حرجة نتج عنه تلفظها على الطبيب وحصل بين محرمها والطبيب تدافع بالأيدي مع ملاسنة بينهما نافياً بشكل جازم وجود اعتداء بالضرب
أما مدير الشؤون الصحية مطلق الخمعلي فذكر أن ما حصل هو اعتداء من المراجع على المريض وتم التحفظ على القضية وجمع الأطراف الثلاثة للتحقيق مستهجناً تصرف فئة قليلة من المواطنين الذين يرون أن الطبيب أجير لديهم ويتعاملون معه بفظاظة طالباً من وسائل الإعلام الإسهام بتوعية المجتمع في تعامله مع الكوادر حيث أن التهجم على الأطباء والممرضين المتكرر ينم عن قلة وعي و إدراك وجهل بدور الطبيب في المجتمع المدني
يذكر أن مستشفى الملك خالد (المستشفى الحكومي الوحيد) يعاني من نقص في الكوادر الطبية حيث أن المستشفى يراجعه في اليوم الواحد قرابة الألف مريض يقابله قرابة (15 طبيب) مما يجعل الحالات التي يشرف عليها الطبيب كبيرة و تولد لدى المراجع والطبيب ضغطاً هائلاً مما يسبب كثرة المشادات والتي تتطور إلى اشتباك بالأيدي في حالات كثيرة
كذلك يرى الكثير من المراجعين أن الحضور الأمني في المستشفى ضعيف جداً مقارنة بأعداد المراجعين فمن غير المقبول أن يوجد أربعة أفراد للشرطة على مدار يوم كامل لمستشفى يستقبل حالات بهذا العدد الكبير
و في معرض تعليقه على قلة الكوادر الطبية أوضح الخمعلي : " أن المملكة ككل تعاني من قلة الكوادر الطبية واللجان الطبية المكلفة من الوزارة تسعى جادة لسد النقص والعجز في الكوادر و أن الشؤون الصحية بحفر الباطن ترحب بأي حضور للكادر الطبي فالمدينة كغيرها من مدن المملكة بحاجة للأطباء
غير أنه يرى أن " قلة الوعي وقلة الإدراك للمفهوم الصحي هو ما يجعل التزاحم على قسم الإسعاف بهذه الكمية لأنه متى ما وجد لدى المواطنين ثقافة (الوقاية خير من العلاج) فإن الحالات الإسعافية ستنخفض لعدد كبير , بالإضافة إلى أن الغالبية يتركون المراكز الصحية ويتوجهون للمستشفى وهذا يشكل عبئاً آخراً "