--------------------------------------------------------------------------------
في الفترة الماضية سمع الناس تصريحا مطمئنا عن سوق المال السعودي وأنه لن يتأثر بالأزمة المالية العالمية.. وما إن بدأ السوق نشاطه بعد الاجازة حتى انهار في اليوم الأول أكثر من النسبة المسموح بها وفي اليوم الثاني استرد بعض أنفاسه وصار أمره مثل الذي سقط من الدور السابع بدلا من الدور العاشر وكلاهما سقوط خطر!!
واذا كانت الأزمة المالية حديث الناس في كل مكان على الأرض، فهنا الحديث عنها يختلف! لكن المشكلة ليست في حدوث الأزمة، ولا في كيفية تخطيها، أو في مواجهتها! لأن المشكلة المحلية الحقيقية لا تكمن فيها إنما الأزمة المتأزمة تكمن في انعدام الثقة بين الجمهور والجهات المعنية بسوق المال! فلا تصريحاتهم المطمئنة تطمئن الناس، ولا اجراءاتهم المتبعة يثق فيها الناس، ولا الممارسات داخل السوق يسعد بها الناس! بل العكس!! كلما صرحوا للناس لا تخافوا.. خاف الناس! وكلما قالوا الودائع والسيولة مضمونة وآمنة تراجع الناس هلعا ووضعوا أياديهم على قلوبهم للخسائر!! وكلما أعلنوا أن آثار الأزمة العالمية لن تصل إلينا اندفع الناس خائفين على ودائعهم وأرصدتهم.. واستثماراتهم الصغيرة راغبين سحبها ووضعها تحت البلاطة في البيت أحسن وآمن!! أي أن عامة الناس يسيرون في عكس اتجاه تصريحات القائمين على سوق المال وكأنما الاثنان ضدان!! لا يجتمعان ولا يتفقان، لماذا غفل القائمون على سوق المال عن بذل الجهود في محاولات جادة لكسب ثقة العامة؟ ولماذا حبل الثقة بين الطرفين صار آيلا للسقوط بعد أن تهتكت أوصاله وتفتت خيوطه؟!
الحقيقة الأكيدة في هذا التوقيت الحساس أن القلق والتوجس والتخوف يتسلل الى البيت السعودي الصغير القائم على موارد مالية محدودة ومعدودة.. فكيف يطمئن سكان هذا البيت فسوق المال لن يصمد إلا اذا أعاد بناء صرح الثقة المنهار عند الجماهير العريضة التي تخاف على قوتها وسط المضاربات والمنافسات! ولن يكون للقائمين عليه دور مؤثر ما لم يلتفتوا الى صغار المودعين وصغار المستثمرين! فلماذا لا يتواضع القائمون على سوق المال بخطاب صريح وواضح يفسر للناس ما يجري.
((منقوووووووول))