النصر * الأهلي
كتب - عيسى الحكمي
لم يترك الأرجنتيني فيكتور فيغارو لاعب وسط فريق النصر مواطنه جوستافو الفارو مدرب الأهلي يودع الملاعب السعودية بابتسامة النصر الأخير بعد استقالته من منصبه عندما خطف الأول على ملعب الأمير عبد الله الفيصل التعادل المثير لفريقه النصر (3-3) في أولى قمم المرحلة التاسعة من البطولة ليزيد الفريقان نقطة واحدة فقط إلى رصيدهم الذي أصبح 11 نقطة للأهلي و7 للنصر.
شهدت المباراة على مستوى الأداء الفني والنتيجة تحولات مثيرة بدأت بتقدم الأهلي (3-0) في الشوط الأول وانتهت بعودة نصراوية مستحقة للمباراة في الشوط الثاني بعد تصحيح الأخطاء الفنية (الكوارثية) التي ارتكبها داسيلفا وهي نفس الأخطاء التي وقع فيها مدرب الأهلي الفارو في الشوط الثاني ففقد فريقه نقاط المباراة.
سجل للأهلي حسن الراهب (3) وتوليدو (27) وصاحب العبد الله (44) ،وتوج النصر انتفاضته في الفترة الثانية بثلاثية بدأها فيغارو (47) وأنهاها في الدقيقة 78 وقبل ذلك سجل البديل الناجح ريان بلال (76).
قاد المباراة الحكم المجري زسولت سزابو الذي أبرز البطاقة الصفراء في حق الجيزاوي وصاحب العبد الله من الأهلي وحسام غالي وأسامة عاشور من النصر.
شهدت المباراة أول مشاركة لحسين عبد الغني قائد فريق النصر ضد فريقه السابق الأهلي وبحق كان نجما ساطعا من نجومها ورقما مهما في عودة فريقه للمباراة رغم محاولة بعض الجماهير الأهلاوية استقباله بطريقة خارجه عن إطار الأخلاق الرياضية.
الشوط الأول
لم يمهل المهاجم الأهلاوي حسن الراهب الضيوف أكثر من ثلاث دقائق حتى وضع نقطة التحول المبكرة في صورة الشوط الأول أداء ونتيجة عندما استغل الكرة القادمة من رأس زميله المدافع موسكيرا في أول ضربة ركنية للأهلي وحولها (بالتخصص) إلى مرمى خالد راضي واضعا أصحاب الأرض في المقدمة ومبعثراً أوراق الفريق النصراوي الذي دخل المباراة بتغييرات على مستوى الأسماء وطريقة جديدة تجمع هي 3-5-2.
فنيا تعامل الأهلي مع المباراة بانضباط تكتيكي وتوزيع مقنن ومقنع للأدوار يعتمد السيطرة على منطقة المناورة وضرب دفاعات النصر عن طريق الثنائي الجيزاوي وسبستيان من الجهة النصراوية اليمنى في وقت كان توليدو والراهب في أفضل الحالات بعكس دفاع النصر الذي كان في الوضع الأسوء نتيجة التنظيم الخاطئ الذي استحدثه المدرب داسيلفا في هذه المباراة من خلال الاعتماد بدون دور واضح على صالح صدق وإيدر وأسامة عاشور بجانب عبد الغني وماجد هزازي ورغم تواجد خمسة عناصر إلا أن الخط كان مسرحا لهجوم الأهلي وقتما تقدم الفريق للأمام.
التنظيم السيئ لدفاع النصر أضاع باقي الخطوط فكان حسام غالي وفيغاروا وحيدان في المحاولات لدفع الفريق للأمام لكن ذلك النشاط لم يأت بنتيجة في ظل كبت السهلاوي والحارثي لجميع اللقطات الهجومية.
رد النصر على هدف الأهلي كاد يحدث في الدقيقة 10 عندما أهدى حسام غالي فرصة جيدة لمحمد السهلاوي لكن الأخير تعرض للإعثار داخل منطقة الجزاء من موسكيرا لكن الحكم المجري زسولت سزابو لم يعطِ قرارا باتجاه نقطة الجزاء ،وكرر غالي الإقدام على المحاولة بتسديدة مرت بجانب القائم بعد ذلك بدقيقتين.
لا تعني محاولتي الأصفر أنه فاق من صدمة الهدف فقد ساد الارتباك الخط الدفاعي ليبدأ الأهلي مع الدقيقة 20 بتهديد مرمى خالد راضي عن طريق تسديدتين من محمد مسعد والموسى مرت من فوق وبجانب المرمى، وفاتت فرصة هدف مؤكد من الراهب في الدقيقة 24 عندما تأخر في استغلال عرضية الجيزاوي الذي كان يتألق على الطرف الأيسر.
إذا كان الحكم المجري أغفل حالة اشتباه بجزائية نصراوية في الدقيقة فإنه كان كذلك مع كرة أخرى لمصلحة مهاجم الأهلي حسن الراهب في الدقيقة 26 إثر اشتراك قوي من المدافع النصراوي أسامة عاشور.
توليدو يضيف الثاني
التفوق الأهلاوي ميدانيا كان يحتاج لهدف ثان في ظل الحالة المنهارة لدفاع النصر وهو ما حدث أخيرا عند الدقيقة 27عن طريق توليدو الذي استلم في وضع مريح عرضية الراهب وحولها برأسه على يسار خالد راضي الذي لا يسأل عما يحدث داخل منطقة جزاء فريقه خلال الشوط الأول.
بعد دقيقتين من الهدف الثاني للأهلي أتت الفرصة للنصر ليقلص الفارق لكن محمد السهلاوي الذي استلم كرة الهدف من فيغاروا (قتل) الفرصة بتأخره في التسديد مفضلا إعادة الكرة لفيغاروا الذي لم يستطع فعل شيء أمام دفاعات الأهلي المحصنة.
صاحب يضيف الثالث
قبل دقيقة من نهاية الشوط الأول أطلق صاحب العبد الله رصاصة الرحمة على الدفاع النصراوي عندما ضاعف النتيجة إلى ثلاثة أهداف مستغلا الكرة القادمة من سبستيان بعيدا عن رقابة الدفاع الأصفر فسدد بإتقان كرة رأسية على يمين خالد راضي .
تغييرات نصراوية وهدف لفيغاروا
خلال الاستراحة اتخذ خورخي داسيلفا مدرب النصر قراره بإخراج صالح صديق وماجد هزازي والدفع بعبد الله القرني ولي تشن وبالتالي تغيير تنظيم الفريق إلى 4-4-2، ولم تمض دقيقتان حتى فتح فيغاروا الطريق لأصحاب القمصان الصفراء من أجل تلميع الصورة الباهتة في الشوط الأول بتقليصه للفارق عبر تسديدة من خارج منطقة الجزاء ذهبت على يمين المسيليم الذي لم يفعل شيئا للكرة القوية.
حاول النصر تشكيل ضغط على مرمى الأهلي الذي تراجع لامتصاص ذلك التقدم والاعتماد على الهجمات المضادة مستغلا سرعة الراهب وذكاء سبستيان العقل المدبر لكل تحركات الفريق الأهلاوي الذي يبدو أن لاعبيه اعتقدوا بعد نهاية الشوط الأول أن المباراة انتهت بدليل الثقة الزائدة التي تعاملوا بها في الشوط الثاني.
ركز النصر على عبد الغني ولي تشن لتسيير محاولاته التي زادت ثقة وشراسة بعد هدف التقليص وتعزيز هجومه بريان بلال على حساب السهلاوي في الدقيقة 63.
في ظل التقدم الأصفر كاد يلدغ مرمى خالد راضي بهدف رابع في الدقيقة 65 لكن الراهب لم يجد التعامل مع الكرة الثانية المرتدة من خالد راضي بعد يسارية سبستيان القوية، ولتأمين الحصون الدفاعية أدخل ألفارو محمد السفري بدلا من سبستيان في تبديل (خاطئ) جاء على حساب تفوق فريقه في النواحي الهجومية، وزاد المدرب الأرجنتيني الذي ودع بعد المباراة بإدخال مالك معاذ بدلا من الراهب.
(انتفاضة الأسود)
دخلت المباراة مرحلة الجنون في أخر ربع ساعة عندما شن النصر هجوما شرسا على مرمى المسيليم بدأ برأسية الكوري لي تشن التي مرت بجانب القائم بعد رسالة من عبد الغني الذي جعل مع اللاعب الكوري الجهة الأهلاوية اليمنى منطقة عمليات نصراوية أربكت دفاعات أصحاب الأرض وجعلت ما كان عليه دفاع النصر في الشوط الأول يمر به الأهلي في اواخر الشوط الثاني.
ذلك الضغط لم يأت بهدف واحد بل أعاد المباراة لنقطة البداية في دقيقتين عندما سجل الفريق النصراوي هدفين خاطفين الأول من توقيع البديل ريان بلال الذي كسب موسكيرا في كرة أمامية قبل أن يدخل منطقة الجزاء ويوجه الكرة بثقة على يمين المسيليم (76) فاتحا الطريق لزملائه للبحث عن هدف التعادل الذي لم يتأخر كثيرا فبعد محاولة شخصية من ريان انقذها المسيليم أوصل لي تشن في الدقيقة 78 منظومة جماعية إلى فيغارو ليتوج الأخير تألقه الشخصي بتسديدة عنيفة تستقر في مرمى المسيليم بعد ملامستها مدافعا أهلاويا وبالتالي تعود المباراة لنقطة البداية وسط تحول دراماتيكي تغلب خلاله النصراويون على الظروف الصعبة التي وضعهم فيها مدربهم في الشوط الأول قبل أن يستدرك الخطأ في الثاني.
في الجانب الأهلاوي جعلت صدمة فقدان التقدم المدرب الفارو يحاول إصلاح خطئه الجسيم في التعامل مع الفترة الثانية فأدخل أحمد درويش بدلا من عبد الرحيم الجيزاوي في الدقيقة 80 لكن الأمور كانت قد فقدت منه لتذهب المباراة إلى تعادل مثير في النتيجة جعل إن صح التعبير كل طرف يخرج خاسرا نقطتين كانت هامة لمستقبلهم في رصيد النقاط، كما أعطت المباراة درسا مجانيا لمدرب النصر ليتدارك أخطاءه ودرسا قاسيا للاعبي الأهلي أن التقدم بالنتيجة لا يعني نهاية المباراة.