أكثر من عنوان
هلال الأمس.. نصر اليوم!!
علي الصحن
يتكئ الهلال على رصيد ضخم من الألقاب، ويبحث النصر عن لقب لم يعرفه منذ 38 عاما، وبينما يسعى الهلال للاستمرار في طريقه للحفاظ على اللقب الذي حققه 9 مرات سابقة، والوصول إلى الكأس ال10 والإنجاز ال51 وهو في ال55 من عمره، يحاول النصر الوصول إلى النهائي الذي غاب عنه منذ أكثر من 17 عاما، وتحقيق إنجازه ال22 بعد أن بلغ ال77 من العمر.. وهكذا تمضي الأرقام لتكشف الفارق الكبير بين الفريقين وطموحاتهما قبل مواجهة الليلة المرتقبة، التي تعني للهلال استمرار تفوقه المطلق على النصر، واستمراره بطلاً حاضراً في كل النهائيات، يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف، بينما تعني للنصر فرصة العودة للمنافسة، والعودة للبطولات التي فقدها منذ 14 عاما، وفرصة الفوز على الهلال التي حرم منها طوال السنوات ال7 الأخيرة باستثناء مباراة (1) واحدة.
هذه هي الارقام: وهذه لغتها، وهي لغة لا تكذب ولا تضلل، لكنها لن تكون صادقة على كل حال فيما يخص المؤشرات المستقبلية، لذى فإنها - الأرقام - ستتثاءب مساء اليوم ولن تكون حاضرة بين الهلال والنصر داخل الميدان، فلكرة القدم أسرارها ودهاليزها ومفاجآتها، ولن يكون غريباً أن يفوز الفريق الأقل ترشيحاً على الفريق المرشح - إن في ديربي الليلة أو غيره - ولن يكون غريباً أيضاً أن يقصي فريق لم يعرف للبطولات طعماً منذ سنوات طوال، حامل اللقب، وهذه في النهاية كرة القدم.
نصر اليوم، ليس نصر الأمس، فقد تطور الفريق كثيرا، وتطورت طموحاته، وتعادله الأخير مع باختاكور وما صحبه من بهجة جماهيرية، وصلت حد الاحتفال، يؤكد أن الفريق بدأ في معرفة الطريق الموصلة لإسعاد جماهيره، ومن المؤكد أن هذه الجماهير ستكون أكثر سعادة فيما لو تحقق الحلم بالوصول إلى النهائي، عبر الهلال، الذي كان الطريق الأصفر هو أكثر ما سلك نحو اللعب في السنوات الأخيرة، نصر اليوم يرى أن فرصة سداد شيء من الديون الهلالية المجدولة في حساباته قد حانت، لا سيما وأن حال الهلال هذه الأيام ليست على ما يريد محبوه، والفرصة كما يقال لا تأتي مرتين، وإن لم يفعلها النصر الليلة، فقد تصعب عليه المهمة في المرات المقبلة، إذ لن يجد الهلال تحت وطأة الظروف كما هو اليوم.
هلال اليوم أيضاً ليس هلال الأمس، فقد تبارزت الظروف والإصابات على النيل منه وإضعاف شوكته، وإن بدأ متماسكاً يحاول الاستفادة من خبرته وهيبته وموهوبيه، لتخطي العقبات الكئود التي تواجهه هذه الأيام، وهو مؤهل لذلك، لكن الأمر يحتاج للكثير من العمل، وليس على النحو الذي شاهدناه أمام سباهان الإيراني، أو أجزاء من مباراته مع الأهلي.
النواحي الفنية قد لا تعني الكثير في مثل هذا الديربي، فربما كان لخطأ مدافع - وهذا ما أتوقعه - دور في نسف كل الخطط والجهود، وربما كان لصافرة حكم ظلت طريقها - وهذا ما لا أستبعده - دور آخر في منح من لا يستحق، حق التأهل، على حساب الأحق، وما هدف الأهلي في مباراة الهلال الأخيرة عنا ببعيد.
ما أتوقعه أيضاً.. أن تحسم المباراة مبكراً.. ومبكراً جداً، وعلى غرار ما فعل الهلال في ليلة الخمسة الشهيرة.
مراحل.. مراحل
لو أعطى الأهلاويون جميع مبارياتهم الأهمية التي يعطونها لمواجهات الهلال، لربما عاد الأهلي بطلا من جديد.
حتى وهو يلعب في ملعبه، ووسط نقص هلالي كبير، ويستفيد من خطأ حكم في تسجيل هدف اتفق على عدم صحته جميع المحللين.. عجز الأهلي عن الفوز على الهلال.
لست أؤمن بحكاية العقدة.. بل هي الأفضلية في كل شيء.
إذا أرادت بعض الفرق أن تسجل حضورها داخل الميدان، كما تفعل في الإعلام، فلتفعل مثلما تفعل إدارة الفيصلي، التي تركت الإعلام، فنجح العمل، وتحدث الإعلام عنه.
يبدو أن الغياب الطويل عن المشاركات الآسيوية قد أحدث صدمة لدى المحلل (الحصري) فحشر أحفاد البخاري ومسلم في إنجاز التعادل الأخير!! والله يستر من الجاي.
لست أشفق على بعض الكتاب الرياضيين من شيء بقدر انعدام الثقافة لديهم، وهو الأمر الذي يتضح بجلاء في كتاباتهم التي لا تتجاوز اللت والعجن وتلفيق الأكاذيب وسرد الأعاجيب.
أما المحللون الفضائيون ف(حكايتهم حكاية) خصوصا في ظل عدم وجود مصحح لغوي أو (مطبخ صحفي) يتتبع عثراتهم ويصحح أخطاءهم، ويجبر كسور عباراتهم.
في مباراتين متتاليتين سجل الأهلي في الهلال هدفين من أخطاء تحكيمية.. السؤال الآن.. ماذا لو حدث العكس.. وكان الهلال هو من استفاد من أخطاء الحكام.. هل ستمر الأمور بهدوء كما مررها الهلاليون رغم أهمية المباراتين!!