الشباب ينتهج استراتيجية ناعمة لفرض جماهيره على خارطة العمالقة
الفريق يملك 10 لاعبين دوليين وأبها مع مطار الرياض يجسدان ملامح التغيير
من تدريبات الشباب
الرياض: أحمد الأسمري
عادت الحياة لتدب من جديد مساء أمس على العشب الأخضر لإستاد الأمير خالد بن سلطان بمقر نادي الشباب, بعد أن استهل لاعبو الفريق الأول لكرة القدم المرحلة الثالثة والأخيرة من برنامج إعدادهم الطويل لبداية المشوار في دوري زين للمحترفين الذي سينطلق الثلاثاء المقبل، ويواجه الليث في جولته الأولى فريق نجران يوم الأربعاء في مدينة نجران.
وتمثل تدريبات الفريق الشبابي الحالية نهاية إعداد مكثف بدأ منذ يوليو المنصرم بتمارين أولية في مقر النادي بإشراف الوطني نايف العنزي .. قبل أن تتعاقد إدارة النادي مع المدرب البرتغالي جايمي باتشيكو الذي دشن مهمته في معسكر الفريق بأبها, ويعد مران الأمس هو الأول الذي يديره فعلياً في "عرين الليث".
أبها و10 دوليين
جاء معسكر أبها المنعطف الأهم في تأهب الشباب لموسمه الجديد, خاض خلاله الفريق لقاءين وديين, فاز فيهما على حطين 2/1 والمصيف 3/2, قبل مشاركته في بطولة النخبة الدولية الثانية التي تنظمها إمارة عسير.
ونجح الفريق الشبابي في التأهل للدور الثاني "نصف النهائي" من البطولة بخسارته بركلات الترجيح أمام الاتفاق بعد التعادل في الوقت الأصلي 3/3، ومن ثم الفوز الرباعي الكاسح على أبها "وصيف البطولة", قبل الخروج في دور الأربعة من الحزم "بطل المسابقة" بركلات الترجيح ,بعد التعادل 2/2, وكانت هذه المباراة الأصعب على الشباب لظروف غياب 8 لاعبين منه انضموا لمعسكر المنتخب السعودي الأول بصلالة العمانية والذي اختتم أول من أمس, وهم وليد عبدالله وعبدالله شهيل وحسن معاذ ونايف القاضي وعبدالملك الخيبري وأحمد عطيف وعبدالعزيز السعران وناصر الشمراني, بالإضافة لرحيل الأنجولي فلافيو والأسترالي آدم جريفيتس لمنتخبي بلديهما.
كما غاب عن المباراة المهاجم الأنجولي أمادو فلافيو الذي شارك أول من أمس في مباراة ودية دولية لمنتخب بلاده أمام منتخب توغو فاز فيها الأول 2/صفر, سجل أحدهما فلافيو بنفسه بعد صيامه عن التهديف منذ قدومه للشباب, على أن يعود سريعاً للرياض للانخراط في تدريبات الفريق وهو الذي يقضي سنته الشبابية الأولى قادماً من الأهلي المصري في صفقة تجاوزت قيمتها المالية مبلغ 18 مليون ريال.
ملامح تغيير
الجماهير الشبابية حضرت أمس تدريب فريقها ودعمت اللاعبين وخصوصاً النجمين الليبي طارق التايب والأسترالي آدم جريفيتس في حضورهما الفعلي الأول, وهنا يتأكد ما ظهر في الفترة الماضية من ملامح التغيير الملحوظ في جماهيرية نادي الشباب, الذين نشطوا بشكل ملحوظ في المدرجات والمطارات والفنادق وخلف شاشات المواقع الإلكترونية, مؤازرين وداعمين لفريقهم وإدارته .
وعقب الإطلالة غير المسبوقة لجماهير الشباب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أمام الاتحاد (4/صفر) نهاية الموسم الماضي, حدثت هذا الصيف عدة مناسبات شبابية أثبتت نجاح إدارة خالد البلطان في توسيع قاعدة جماهير "شيخ الأندية" التي ظلت لعقود مثار نقاش وتحليل واسع عن سبب عدم توافقها مع إنجازات هذا النادي ومكانته وبطولاته الكبيرة.
ولعل أبرز تلك الأحداث هو الاستقبال الجماهيري الحاشد لنجم الوسط الليبي طارق التايب عند وصوله لمطار الرياض مطلع الأسبوع الحالي, كما أن المؤتمر الصحفي الذي أقيم له بمسرح النادي, كان أيضاً شاهداً على هذا الحراك والتفاعل لجماهير الشباب، فالمسرح امتلأ عن بكرة أبيه في مشهد غير مسبوق.. ولعل الاستقبال الجماهيري للاعب الفريق الدولي عبده عطيف مساء أول من أمس في مطار الرياض أيضاً, جسد المشهد الثاني للفورة الجماهيرية الشبابية، عندما اضطر مسؤولو الأمن بالمطار أن يخرجوا اللاعب من بوابة خلفية لتفادي الجماهير الغفيرة التي تنتظره .. أما المشهد الثالث فترجمته الجماهير الشبابية في نخبة أبها، حيث سجلت الأكثر حضوراً لمباريات فريقها وتدريباته في بطولة النخبة الدولية الثانية.. وعلى الجانب التقني فقد استطاعت الجماهير الشبابية أن تسجل أرقاماً قياسية على المواقع الإلكترونية وخاصة عندما ساندت لاعب ناديها السابق فؤاد أنور في استفتاء موقع قناة mbc عن أفضل لاعب سعودي .
كرة ونجوم
رغم أن الموسم الكروي الأخير كان ذهبياً للشباب، إلا أن التعاقدات التي أجرتها الإدارة هذا الصيف لدعم الفريق في الموسم المقبل، ستحدث فارقاً كبيراً وإيجابياً على المستوى الجماهيري .. بداية من استقطاب المدير الفني البرتغالي باتشيكو, أما على مستوى اللاعبين فقد نجحت الإدارة في التعاقد مع ثلاثي أجنبي يستحق أن يوصف بالمميز, ليكون إضافة مع البرازيلي البارع مارسيلو كماتشو .. فبداية التعاقدات المميزة هذا الصيف كانت مع الأنجولي أمادو فلافيو وهو أحد أهم الأسماء الإفريقية على الإطلاق في منطقة الهجوم, تلاه الساحر الليبي طارق التايب .. أما الصفقة الأجنبية الأخيرة فكانت مع الأسترالي الدولي آدم جريفيتس ليكون خير من يتولى مهام المحور الدفاعي الشبابي إضافة إلى قدرته على لعب بعض المهام في قلب الدفاع الذي تم تدعيمه هذا الصيف بالمحلي المعروف ماجد العمري قادماً بالانتقال النهائي من فريق الاتفاق مقابل انتقال المهاجم يوسف السالم وإعارة الحارس محمد خوجة عاماً واحداً.
وبهذه الإضافات، والاستغناء عن عدة لاعبين لم يعد يستفيد منهم الفريق, ينتظر الشبابيون موسماً مثيراً يطمعون فيه لبداية لائقة في الدوري رغبة في تحقيقه بعد طول انتظار, مع عدم نسيان أهمية الحفاظ على لقبي كأس الملك للأبطال وكأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - والمشاركة الآسيوية المهمة في دوري الأبطال للمحترفين السنة المقبلة.