يلتقيان اليوم في جدة ضمن الجولة الـ17 لدوري المحترفين
الاتحاد يرفض منهجية الإمتاع سعياً للنقاط والأهلي يتمسك بالمنظور الكلاسيكي لديربي الغربية
يشهد إستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة هذا المساء مشاعر وتقديرات متباينة بين طرفي لقاء القمة الكروية للمنطقة الغربية الذي سيجمع الاتحاد والأهلي في إطار الجولة 17 لدوري المحترفين.
ويتطلع الاتحاد للمباراة بعيداً عن مفهوم الديربي، حيث الأهم صدارة ترتيب الدوري التي يتمسك بها حالياً بـ40 نقطة, الأمر الذي يجعل لاعبيه قبل جهازهم الفني وإدارتهم يعقدون اجتماعاً خاصاً عقب تدريب الفريق الأخير أمس ليعيدوا مفهوم اللقاء بالنسبة لهم من خلال نظرة المصلحة (برجماتية), فالأهم هو النقاط الثلاث التي لن يحصلوا عليها إلا بالعرق والجهد وإنكار الذات دون الميل إلى المنظرة الإبداعية الفردية التي قد تعجب الجماهير ولا تحقق مصلحة الفريق.
على الجانب الآخر تختلف الرؤى الأهلاوية التي فرضت نظراً للموقع المتأخر للفريق في الترتيب، والتي تعتمد المفهوم الكلاسيكي للمباراة باعتبارها بطولة بحد ذاتها بعد أن فقد الفريق من حيث المنطق منافسته على بطولة الدوري حيث وصل رصيده إلى 22 نقطة في المركز الخامس, ولا أمل لديه سوى تحقيق نصر معنوي يقتحم به أحد مراكز القمة الأربعة لخطف بطاقة تمثيل الكرة السعودية في دوري الأبطال الآسيوي.
فوارق فنية
لا يختلف الفريقان في أسلوب أدائهما العام، من حيث طريقة اللعب (4-4-2), إلا أن عملية التطبيق تختلف حسب رؤية كل مدرب، وقدرة اللاعبين على تنفيذها، فالأهلي يعتمد في حراسة مرماه على ياسر المسيليم, وأمامه منصور الحربي, وعادل معيزه, ووليد عبدربه, وإبراهيم هزازي, ويمتاز الدفاع الأهلاوي بالحماسة والمراقبة اللصيقة، ويؤخذ عليه ضعف القدرة على بناء الهجمة من المناطق الخلفية للتسرع والميل لتشتيت الكرات بطول الملعب مما يتسبب في سهولة معاودة الفريق المنافس للهجوم من جديد.
ويمتاز الأهلي بخط وسطه الذي يتعامل بديناميكية عند امتلاكه للكرة وصناعته للعب على طرفي الملعب والعمق الهجومي, إضافة لتواجد أكثر من لاعب يجيد التسديد من بعد مثل تيسير الجاسم والبرازيلي هاريسون.
وعلى الجانب الهجومي يمتلك الأهلي أحد أخطر المهاجمين السعوديين وهو مالك معاذ الذي يعاب عليه تأخره كثيراً في العودة إلى مستواه وانطلاقاته المعتادة بعد عودته من الإصابة قبل أشهر, وكذلك حسن الراهب الذي أثبت قدرة ويقظة هجومية جعلته مرعباً لدفاعات المنافسين.
ويدخل الاتحاد بحراسة مبروك زايد, وأمامه المدافعون حمد المنتشري ورضا تكر وصالح الصقري وعبدالمطلب الطريدي, ويتميز هذا الخط بقدرته على مساعدة الوسط في بناء الهجمة الاتحادية بشكل سليم، وخاصة المنتشري الذي يمرر بيسر إلى الوسط أو طولياً للمهاجمين, الأمر الذي يمنح الفريق الأفضلية الهجومية أغلب الفترات.
كما يمتاز الدفاع الاتحادي بحسن التحرك التكتيكي للتغطية في عمقه الدفاعي, لكن يؤخذ عليه ضعف الجانب الدفاعي من الطرفين, مما يعرضه لغزو المنافس يميناً ويساراً, أما خط الوسط فهو الأفضل هجومياً بقيادة محمد نور وصالح الغوينم أو علي الشهري, والزئبقي مناف أبوشقير, والمحوري أحمد حديد, أما خط الهجوم فهو الأقوى على الإطلاق, بقيادة عماد متعب ونايف هزازي, فالثنائي يكون منظومة هجومية خطيرة حيث يتمتع متعب بالخبرة والدهاء الحركي في قلب دفاع المنافس, مما يؤهله لخلق فرص تهديفية لنفسه أو تمهيد الطريق لزملائه نحو مرمى الخصم, أما نايف فيجيد فتح الملعب من الجانب الأيمن, ويتيح المجال لتسلل نور إلى قلب الدفاع المنافس, كما يتميز نايف بالألعاب الهوائية الدقيقة.
وتعد الكرات الثابتة أهم الحلول لمثل هذه المباريات، ولعل الاتحاد من الفرق التي تمتلك هذه الميزة من خلال بوشروان ونور ومتعب وتكر، وعلى الجانب الأهلاوي هناك تيسير والبرازيلي هاريسون.
قوة وأرقام
يدخل الاتحاد متسلحاً بهجوم قوي جداً سجل في الدوري والكأس ما يزيد عن 40 هدفاً في قرابة 20 مباراة بمعدل هدفين في المباراة الواحدة, لكن هذه القوة الهجومية يقابلها قوة دفاعية أهلاوية.
ويعاني الأهلي من ضعف هجومي واضح، وإن كان شهد تحسناً على مستوى الهجوم في اللقاء الأخير أمام نجران بعد أن سجل أربعة أهداف مع الأخذ في الاعتبار الفارق في الإمكانات بين الأهلي ونجران، فيما يعاني الاتحاد من ضعف دفاعي لكن يقابل بهجوم قوي يرد على الهدف الذي يلج مرماه بثلاثة.
عناصر القوة
يمثل محمد نور مع نايف هزازي وعماد متعب والمنتشري عناصر القوة في الاتحاد بينما الراهب ومالك معاذ وتيسير الجاسم يمثلون الأوراق الرابحة في يد مدرب الأهلي.
مخاوف
لعل أكثر ما يقلق الاتحاديين هي الفلسفة التدريبية التي ينتهجها المدرب الاتحادي كالديرون ولاسيما من خلال التشكيل والتدخلات أثناء المباراة التي عادة ما تؤثر سلباً على مستوى الفريق, أما في الجانب الأهلاوي فضعف الهجوم وقلة الحلول الفنية سواء داخل الملعب أو على جانب اللاعب البديل الجيد, هو أكثر ما يقلق الأهلاويين.
حظوظ الفريقين
تكاد تكون الحظوظ متساوية بين الطرفين سواء من حيث الاستقرار الفني والإداري وعاملي الأرض والجمهور وعودة النجوم الدوليين للفريقين بعد الفراغ من المشاركة مع منتخبنا بكأس الخليج الأخيرة.
أبرز الغيابات
على الجانب الاتحادي من المتوقع غياب اللاعب سعود كريري وهشام بوشروان بالإضافة لعدنان فلاته لظروف مختلفة, ومحمد عيد وبدر الخراشي وسلمان متعب من الأهلي للإصابة, إلا أن التأثير ربما لا يكون مؤثراً نظر لوجود البديل في الجانبين .