حـــــــــديـــــــــث
عن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه )
( نضر الله ) قال الخطابي : معناه الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة , يقال نضره الله ونضره بالتخفيف والتثقيل وأجودهما التخفيف انتهى .
وقال في النهاية : نضره ونضره وأنضره أي نعمه ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة , وهي في الأصل حسن الوجه والبريق , وإنما أراد حسن خلقه وقدره انتهى .
قال السيوطي : قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جابر : أي ألبسه نضرة وحسنا وخلوص لون وزينة وجمالا , أو أوصله الله لنضرة الجنة نعيما ونضارة . قال تعالى : { ولقاهم نضرة } { تعرف في وجوههم نضرة النعيم } .
قال سفيان بن عيينة : ما من أحد يطلب حديثا إلا وفي وجهه نضرة , رواه الخطيب .
وقال القاضي أبو الطيب الطبري . رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله أنت قلت نضر الله امرأ فذكرته كله ووجهه يستهل فقال نعم أنا قلته انتهى
( فرب ) قال العيني : رب للتقليل لكنه كثر في الاستعمال للتكثير بحيث غلب حتى صارت كأنها حقيقة فيه
( حامل فقه ) أي علم قد يكون فقيها ولا يكون أفقه فيحفظه ويبلغه
( إلى من هو أفقه منه ) فيستنبط منه ما لا يفهمه الحامل
( حامل فقه ) أي علم
( ليس بفقيه ) لكن يحصل له الثواب لنفعه بالنقل وفيه دليل على كراهية اختصار الحديث لمن ليس بالمتناهي في الفقه لأنه إذا فعل ذلك فقطع طريق الاستنباط والاستدلال لمعاني الكلام من طريق التفهم , وفي ضمنه وجوب التفقه , والحث على استنباط معاني الحديث , واستخراج المكنون من سره .
قال المنذري : والحديث أخرجه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن , وأخرجه ابن ماجه من حديث عباد الأنصاري عن زيد بن ثابت .
عون المعبود شرح سنن أبي داود