الحمد الله الذي أعطى وأخذ وصنع وأبدع .. الحمد لله الذي أسعد وأحزن وأغنى وأفقر ...
خلال قرون من الزمن لم يبلغ أحد من البشر تعلمه الأمة مبلغ هذا الرجل الذي أنعم الله عليه .. فقدر نعمة خالقه .. رجل يعجز ملوك الأرض ورؤسائها قاطبة أن يبلغوا عشر معشار ما بلغه من الفضل والخير والخدمة لدين الله سبحانه وتعالى .
رجل أنار بنور الله قلوب ملايين الناس ... رجل نحسبه والله حسيبه.
مجاهد مجهول فقدته الأمة .. عامة وأفريقيا خاصة .. رجل قال لبيك أفريقيا .. ودمعت عيناه لأهلها وأطفالها
أنقل لكم نبذة مختصرة عن هذا الرجل العظيم
الدكتور الداعية . عبد الرحمن السميط
(( انتقل الداعية الإسلامي د.عبد الرحمن السميط إلى رحمة الله عن عمر ناهز 64 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، وكان السميط أصيب بثلاث جلطات في الرأس والقلب إضافة إلى داء السكري، كما أصيب بجلطة في القلب عندما كان في الصومال وأجريت له عملية في الرياض، وكسرت فخذه وأضلاعه والجمجمة أثناء قيامه بأعمال إغاثة ومساعدة للمحتاجين في العراق، فضلاً عن الآلام التي كان يعاني منها في قدمه وظهره، ومع ذلك لم تثنه هذه المعوقات عن السفر والترحال لإكمال مشروعه في الدعوة للدين الإسلامي، ومشاريع التنمية في أماكن كانت تختفي خلف الأدغال وسط المرض والفقر في أفريقيا.
ولد عبد الرحمن بن حمود السميط في 15 أكتوبر 1947 م بالكويت، حيث نشأ وتعلم في مدارسها حتى المرحلة الثانوية ثم ابتُعث في يوليو عام 1972م إلى جامعة بغداد للحصول على بكالوريوس الطب والجراحة، غادر بعدها إلى جامعة ليفربول في المملكة المتحدة للحصول على دبلوم أمراض المناطق الحارة في إبريل ،1974 ثم سافر إلى كندا ليتخصص في مجال الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية. تخصص في جامعة ماكجل ـ مستشفى مونتريال العام ـ في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي كطبيب ممارس من يوليو 1974م إلى ديسمبر 1978م ثم عمل كطبيب متخصص في مستشفى كلية الملكة في لندن من عام 1979 إلى 1980.
عاد إلى الكويت، حيث عمل إخصائيا في مستشفى الصباح حتى عام 1983م، أصدر السميط 4 كتب هي: لبيك أفريقيا، دمعة على أفريقيا، رسالة إلى ولدي، العرب والمسلمون في مدغشقر، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نشرت في صحف متنوعة، وتولى منصب أمين عام جمعية مسلمي أفريقيا عام 1981م وحتى 1999م.
وكان السميط مؤسس جمعية العون المباشر - لجنة مسلمي أفريقيا سابقاً - ورئيس مجلس إدارتها، ورئيس مجلس البحوث والدراسات الإسلامية، ومن أهم إنجازاته أن أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في إفريقيا بعد أن قضى أكثر من 29 سنه ينشر الإسلام في القارة السمراء، وذلك قبل أن يصبح ناشطاً في العمل الخيري.
سجن السميط مرتين، الأولى في بغداد عام 1970 وكاد يعدم، والثانية عام 1990 عندما اعتقلته المخابرات العراقية أثنـاء غـزو العراق للكويت ولم يعرف مصيره وقتها، عذب في بغداد حتى انتزعوا اللحم من وجهه ويديـه وقدميه، ويقول عـن ذلك: كنت على يقـين مـن أنني لن أمـوت إلا فـي اللحظة التي كتبها الله لي.
ومن أسباب اهتمام السميط بأفريقيا هو دراسة ميدانية للجنة أكدت أن ملايين المسلمين في القارة السوداء لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة، ومن أهم ما قيل في السميط وصفه بأنه "رجل بأمة".))