بسم الله الرحمن الرحيم
حبيت انقل الكم هالمووضوع الرائع بتمنى انكم تستفدون منه والله يجازي اصاحبته خيررر
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على كل ما أنعمت به علينا
و صلي اللهم و سلم على حبيبنا محمد و على آله و صحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ..
القوانين الكونية
أسباب الحرمان من الرزق :
• الذنوب .
• امتحان قوة الإيمان .
الذنوب سبب رئيسي لحرمان الرزق ففي الحديث يحرم العبد من الرزق بالذنب يصيبه , فهنا يكون الحرمان عقوبة للتكفير عن السيئات , كعلاج للأخطاء , فالأم التي تربّي أولادها على الاستقامة و الآداب الحسنة تقوم بعقابه إذا أخطأ فتحرمه مما يرغب فيه ,
لماذا ؟
ليتدارك خطأه فيعالجه قبل فوات الأوان , بمعنـى أنّ الحرمان رحمة من الأم بطفلها ليكون أساسه متين و لينشأ نافعًا لوطنه , مستدركًا لأخطائه , مستوعبًا لما يدور حوله .
و لله المثل الأعلى فهذه حكمة الله بل و رحمته أن سنّ علينا قانون كوني يقتضي الحرمان لنتدارك أنفسنا فتستقيم حياتنا و تستقر انفسنا و لنجتهد في المحافظة على رزقنا بعد طول انتظار .
إذن :
إذا كان السبب الذنوب و المعاصي كان العلاج التوبة و الاستغفار .
قال تعالى : " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا , يرسل السماء عليكم مدرارا , و يمددكم بأموال و بنين , يجعل لكم جنات و يجعل لكم انهارا " سورة نوح
فإن كان الاستغفار سببٌ رئيسي لتغيير حالة البيئة و طبيعتها من امطار و أنهار و خيرات ... فكيف بتغيير الحالة الاجتماعية و النفسية من المال و البنين ..!!!
قال أحدهم إن الله تعالى ليبارك في رزق العبد إذا أكثر من الدعاء . لنأخذ مثالاً .
حرم اثنان من الذرية مدة سبع سنوات .
أحدهم لم يبادر بالعلاج و لم يبحث عن الأسباب و بعد سبع سنوات رزقه الله بابن يملأ عليه حياته. فرح الأب فرحا عادياً و كان الابن كما كل الأبناء الطبيعيين .
لكن الآخر ظل يبحث عن الأسباب و العلاج فظل يعالج خطأه بالاستغفار و الدعاء و يكفّ عن المعاصي و يسارع في التوبة من الذنوب فعجّل الله له رزقه بحسب دعاءه فربما ثلاث سنوات و ربما أقل بكثير على حسب دعائه .
و أيضًا يضاعف فرحته و سعادته برزقه , لأنّه استجابة الله تعالى لندائه و أيّ فرحًا أعظم من هذا .
و بسبب كثرة الدعاء بارك الله له في ابنه فجعله قرة عينه , و هنا يتضاعف الفرح و السرور , و كلّما أكثر من الدعاء بارك الله فيه أكثر , لذلك علينا بكثرة الدعاء لذرياتنا , اللهم اجعلهم قرة أعيننا ..
السبب الآخر : قد يمتحن الله العبد الصالح ليرى قوة إيمانه .. لنأخذ مثالاً ..
رجلان أحدهما بدأ في دراسته متأخرًا فدخل مدرسة تعليم الكبار , نعم هو كبيرًا لكن بالمستوى الأول .
و الآخر ظلّ يتعلّم من صغره و ها هو الآن في المستوى الجامعي ..
هنا فرق كبير بين امتحان الأول و الآخر , كلٌ حسب عقله .
و بعد النجاح سيكافأ الناجح أكثر , فنجاح الرجل بالمستوى الأول لا يكلّف هدايا و تبريكات كمن تخرّج من المستوى الجامعي و كذلك الفرحة .
فلماذا يرغب أحدنا في اختبار كمن هو في الصف الأول ... و عقله يستوعب الأكبر , أم هو زهد في الجائزة الأعظم ؟
و هناك من يستذكر دروسه أولاً بأول فيأتي الامتحان و هو مستعدّ تمامًا لمواجهته فيضعف البلاء من أول مقاومة لأنّه ظلّ يدرس و يجتهد من البداية " الدعاء و الصلاة في الرخاء و في الشدة " كأن يجعل المرء حياته لله فيستذكر دائمًا " القرآن الكريم " فالقرآن الكريم هي مادة الإيمان ...
فمثلاً عندما نقرأ قوله تعالى : " ألم تعلم أنّ الله على كل شيء قدير " نثبت صفة القوة لله تعالى و نؤمن بها ... فإذا ردّدناها أثبتناها و بقوة فيزداد الإيمان بمقدار الكمية و الكيفيّة ... الكمية " التكرار " ... الكيفية " رفع الصوت لا جهرا ولا سرا و زيادة التركيز ..
كيف يحدث التركيز ...
يزداد التركيز في مواضع منها :
• في الصلاة .... لا تجعل صلاتك سرا ولا تجعلها جهرًا .,,, " ولا تجهر بصلاتك و لا تخافت بها و ابتغ بين ذلك سبيلاً " سورة الإسراء
فالصلاة بهدوء و طمأنينة في جميع حركاتها و رفع الصوت قليلاً و تكرار الذكر فيها و الدعاء يزيد من التركيز و قوة العقل فيتبع ذلك زيادة الإيمان ... و عليه فإذا زاد الإيمان كان الدعاء من قلب واعٍ صادق فيما يقول ... فإن كان كذلك كانت الإجابة أقرب ....
• يكون التركيز في أعلى مستوياته قبل الفجر في وقت السحر بعد نوم عميق مريح ... قبل النوم و عند الاستيقاظ يتصل العقل الواعي بأكبر قدر ممكن من العقل اللاواعي , فيحدث التركيز , أمّا لو كان الاستيقاظ في موعده المحدد في السحر فسيزداد التركيز و يقوى العقل أمّا إذا صحب كل ذلك الصلاة فسيكون العقل في أعلى مستوياته و التركيز بأكبر كميّة و تبعًا لذلك يكون الإيمان ..
لذلك كان الدعاء في هذه الأوقات مستجابة ... لأنّ أسبابه متوفّرة ..
فالجسم نشيط و بكامل طاقته و مسترخي بسماع الآيات و ذكر الله و بحركات يستقر بها الجسم و يطمئنّ ....
و هناك حديث فيما معناه أنّه إذا استيقظ أحدهم و قال سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول وقوة إلا بالله ثم استغفر الله غفر الله له فإن دعا استجيب له و إن صلى قبلت صلاته .
القرآن الكريم مليء جدًا بالآيات التي تثبت قدرة الله و قوته فتحفّز النفس و تشعل فيها الحماس لمزاولة التطبيقات و ممارسة الحياة بمغامرات مثيرة ممتعة .
يقول تعالى : " و إذا سألك عبادي عنـي فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "