اليوم الخميس في نصف نهائي كأس ولي العهد:
قمة النصر والهلال ترقبٌ وخوفٌ وإثارةٌ.. فمن يزيح الآخر؟
كتب - عمار العمار
تنتظر الجماهير الرياضية مساء اليوم الخميس الديربي الكبير والمنتظر؛ ديربي الرياض المثير والذي سيجمع النصر بالهلال في نصف نهائي كأس ولي العهد -حفظه الله- في المباراة التي ستقام على ملعب إستاد الملك فهد الدولي بالرياض في تمام الساعة الثامنة والنصف.
المباراة أشبه بالنهائي المبكر وستكون الخطوة الأخير قبل النهائي الكبير على كأس سمو ولي العهد ومباراة تترقبها الجماهير بمختلف ميولها لما تمثل هذه المباراة من تاريخ حافل للفريقين طوال السنوات الفارطة..
الفريقان وصلا بجدارة واستحقاق لهذه المباراة ولم يتبق عليهما سوى تجاوز الخطوة الأخيرة؛ فالفرصة لن تأتي مرة أخرى فلا تعادل ولا أياب، وكثيراً ما تقابل الفريقان في هذه المسابقة ويتكرر السيناريو مرة أخرى لنجد أنفسنا بين قمة كروية (نصر وهلال) قمة بقيمة كبيرة جاءت الغلبة فيها للأزرق على حساب الأصفر، وكانت المواسم الثلاثة الأخير قد شهدت ثلاثة انتصارات هلالية متتالية عبر بها الهلال بوابة النصر لنيل اللقب.
كيف وصل الفريقان لهذه المباراة..؟
وصل الفريق النصراوي لهذه المباراة بعد تخطية لفريق القادسية في دور الستة عشر بالفوز بنتيجة 5-1 أعقبها بإزاحة فريق الرياض من دور الثمانية بعد فوزه 2-1، فيما جاء تأهل الهلال عن طريق نجران بدور الستة عشر بعد فوزه 4-0 أعقبها بفوز صعب ومشوار طول بتخطية للأهلي بركلات الترجيح 4-3 بعد التعادل في المباراة 2-2.
وضع الفريقان قبل المباراة
يتشابه الفريقان في الأوضاع فكل منهما يحارب في هذه المسابقة على الجبهة الثالثة، فالفريق النصراوي ينافس بدوري زين من أجل تثبيت قدميه ضمن الأربعة الكبار من أجل المشاركة في دوري أبطال آسيا للعام المقبل، ويحتل المركز الرابع في الدوري برصيد 33 نقطة وجاءت آخر مبارياته بالتعادل مع القادسية هنا في الرياض وعكس بوصلة تألقة آسيوياً بدوري أبطال آسيا الذي يشارك النصر بعد غيبة وعاد بتعادل ثمين من أمام بختاكور الأوزبكي في الجولة الافتتاحية للبطولة، وهاهو يحارب على الجبهة الثالثة التي يأمل من خلالها تحقيق اللقب الذي طال انتظاره.
أما الفريق الهلالي فيتصدر دوري زين برصيد 45 نقطة وأوضاعه أكثر صعوبة كونه ينافس بقوة على لقب الدوري، وخرج بالتعادل من أمام الأهلي بهدف لمثلة في الجولة الماضية وواصل تراجعه في المستوى بعد تعثره في الجولة الأولى بدوري أبطال آسيا أمام سبهان الإيراني هنا في الرياض بهدف لاثنين.. وستكون الجبهة الثالثة هي الأقوى للفريقين الهلال والنصر للتنافس التاريخي المثير بينهما.
المباراة فنياً ستكون مثيرة وستختفي فيها المعايير الفنية أمام التحضيرات النفسية والتي كثيراً ما تدخلت لتعكس كل التوقعات؛ وبنظرة مبسطة على أوراق الفريقين نجد التفوق الهلالي أكبر بتفوق لاعبيه المحليين والأجانب على نظرائهم في النصر، ولكن كما ذكرنا هذه المعايير تختفي داخل الملعب، وسبق للفريقين أن التقيا هذا الموسم في الجولة الأولى بدوري زين وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي؛ ويدخل الفريق النصراوي وهو عاقد العزم على التأهل للنهائي الكبير بعد غيبة عن اللقب منذ العام 1394 وهو آخر ألقاب الفريق لكأس ولي العهد على حساب الأهلي، كما ينشد النصراويون التأهل للنهائي بعد غياب دام 15 سنوات والذي لم يتأهل له منذ العام 1416 وهو النهائي الذي خسره النصر من الشباب بثلاثية نظيفة في ذلك العام، وتبدو الصفوف النصراوية هذا المساء أكثر تكاملاً في السنوات الخمس الأخير والأقدر على تجاوز الهلال والوصول للنهائي، ولم يظهر النصر في مباراته الأخيرة أمام القادسية بمستوى مطمئن وأقلق محبيه بعض الشيء ولكنه لن يفرط في الفرصة هذه المرة ليحافظ على موسمه بالخروج ببطولة تروي عطش محبيه، وسيلعب الفريق النصراوي من أجل الفوز والتأهل واللعب بطريقة 4-5-1 وسيعتمد خلالها على تكثيف منطقة الوسط وإغلاق الثغرات المؤدية لمرماه لمجابهة قوة الوسط الهلالي مع الاعتماد على الهجوم المرتد وكسر مصيدة التسلل التي ينصبها الهلاليون دوماً، وربما يدخل النصر بتشكيل مكون من عبدالله العنزي في حراسة المرمى وأمامه أحمد الدوخي وماكين وعمر هوساوي وحسين عبدالغني (عبدالكريم الخيبري) في الدفاع وإبراهيم غالب وأحمد عباس كمحورين دفاعيين أمامهما فيقاروا وعبدالرحمن القحطاني وبدر المطوع على أن يتواجد محمد السهلاوي في الهجوم.
وعلى الطرف الهلالي سيدخل وهو حاملاً للقب لثلاث سنوات متتالية جميعها مرت عبر بوابة النصر وسبق له الوصول للنهائي عشر مرات كسب خلالها تسعة ألقاب وقد تمنح هذه الميزة الفريق الهلالي الشيء الكثير نفسياً بسبب تفوقة وعلو كعبة على غريمة النصر، وستشهد صفوف الفريق الهلالي عودة بعض لاعبيه المصابين لتكتمل الصفوف مرة أخرى في أهم المراحل وسيدخل من أجل المحافظة على لقبه والحفاظ على سجله خالياً من الخسائر من ثلاثة أعوام في المسابقة، ويمر الفريق بمرحلة لاتوازن في الفترة الأخيرة كان ثمرتها خسارة سبهان والتفريط بنقطتين أمام الأهلي في الدوري ولم يظهر بصورته الحقيقة في اللقاءات الماضية، وبالتأكيد فالهلال سيدخل وعينه على الفوز والعبور للنهائي بالرغم من صعوبة مهمته في الفترة القادمة بقوة مبارياته في المسابقتين (الدوري وآسيا)؛ وسيلعب الهلال بطريقة4-2-3-1 وسيحاول تكثيف الهجوم عن طريق الأطراف بشكل كبير لضعف الأطراف النصراوية.. ويمتلك الفريق الهلالي حلاً بديلاً بوجود ميزة التسديد بوجود رادوي، وسيمثل الفريق الهلالي في لقاء اليوم كما هو متوقع كل من حسن العتيبي في حراسة المرمى وأمامه الرباعي لي يونغ وأسامة هوساوي وماجد المرشدي وعبدالله الزوري وفي الوسط رادوي وخالد عزيز كمحورين وأمامهما محمد الشلهوب وأحمد الفريدي وويليهامسون وفي الهجوم سيتواجد العائد من الإصابة ياسر القحطاني أو بديله عيسى المحياني.
نقاط القوة والضعف في الفريقين
يتميز الفريق النصراوي بالروح العالية والرغبة الكبيرة في الخروج بالفوز، وتعتبر الهجمة المرتدة السريعة من أقوى نقاط القوة لديه ووسطه المتجانس أقوى الخطوط ويشكل الطرف الأيسر جبهة قوية بوجود القحطاني.. فيما يعتبر الدفاع النصراوي أضعف خطوطه وقد يتسبب في خسارة المباراة ويعتبر إبراهيم غالب أفضل لاعبي النصر إلى جانب فيقاروا وبدر المطوع وعبدالرحمن القحطاني. على الطرف الآخر تحسن الحال للدفاع الهلالي بعد اكتماله بعودة الزوري وتعدّ قوة الفريق في سهولة الانتقال من الدفاع للهجوم بسهولة وإجادته لتنويع الألعاب من العمق تارة ومن الأطراف تارة، ويعاب على الفريق تطبيق مصيدة التسلل بكثرة وإضاعة الفرص بشكل غريب.. ويعتبر خط الوسط أقوى الخطوط ويبرز في الهلال رادوي والشلهوب وهوساوي وياسر القحطاني وويليهامسون والفريدي.