في جمعة العطاء توج خطاب خادم الحرمين الشريفين وعباراته الأبوية احتفاءات الوطن بعودته.، ذلك الحديث النابع من القلب ليصل لقلب كل فرد فينا وكأن الحديث موجه إليه وحده. في جمعة العطاء أثبت الوطن أنه أكبر من الدسائس وأن أمنه واستقراره خط أحمر غير قابل للمساومة، وقد اقتنع العالم أن المملكة بتمسكها بعقيدتها وبإخلاص قادتها وارتباطهم بأبناء وطنهم تشكل نموذجاً فريداً ذا حصانة ذاتية ضد كل ما يحاك ضدها.
ان الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين لأبنائه وبناته في جمعة العطاء والتي اعقبها صدورالاوامر الملكية فأن كل عبارة قالها المليك المفدى شعرنا أننا في قلبه وعلى رأس أولوياته ولمسنا حرصه، حفظه الله، على أن يقدم كل ما يضمن للشعب السعودي الحياة الكريمة من جهة وأن يدفع مسيرة التنمية في كل المجالات لآفاق ومراحل جديدة.
وفي جمعة العطاء رد أبناء الوطن على صدق مشاعر قائدهم بعفوية الفرحة التي كان سببها إطلالته عليهم وشعورهم بمدى قربه منهم، و أننا عندما نتأمل قراراته، حفظه الله، ندرك مدى شموليتها وتناولها لجميع شؤون المواطنين بحيث يشعر بها الناس مباشرة وببُعدها الاستراتيجي بعيد الأمد الذي يَعِد بمستقبل باهرلأبناء هذا الوطن .
إن حزمة القرارات اتسمت بالبُعد الاستراتيجي للتنمية ونعم بها جميع المواطنين وتناولت قطاعات مهمة في بناء الوطن وساهمت في توفير سُبل العيش الكريم للجميع، كما ارتقت بجميع الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن ووجهت ثروات الوطن لخدمة جميع شرائح مجتمعنا مع اهتمام خاص بالفئات الاجتماعية ذات الظروف الصعبة.
ففي المرة الأولى بعودته أصدر حفظه الله 13 قراراً ملكياً وبعد أقل من شهر واصلت سحابة الخير انهمارها بالمزيد من القرارات والإصلاحات، حيث أصدر حفظه الله 20 قراراً ملكياً عم خيرها الجميع والمتابع لتسارع القرارات وتسارع الإصلاح والتنمية يدرك أن المملكة تعيش نهضة لا مثيل لها بحجمها وشموليتها في أي بلد آخر في العالم.
أن القرارات قدمت رؤية شاملة لاستراتيجية التوظيف في المملكة ووفرت حلولاً جذرية لمشاكل البطالة والحفاظ على الحد الأدنى المناسب من الحياة الكريمة للمواطن السعودي. كما جاءت شمولية في توزيعها على جميع مناطق البلاد، وعلى كافة القطاعات التعليمية والصحية والعسكرية والإسكان، كما اهتمت القرارات بخدمة الدين الحنيف وإعمار المساجد وتطوير مؤسسات الفتوى والهيئات الشرعية والاهتمام بالبعد الإسلامي للمملكة بصفتها أرض الحرمين وقبلة المسلمين، إضافة للرقابة على الأسواق التجارية وحماية المال العام والحد من أشكال الفساد في بعض الأجهزة لتأثيرها السيئ على التنمية والاقتصاد إضافة لسلبياتها على المنظومة الاجتماعية والأخلاقية.
إن الاستقرار الذي تعيشه البلاد والحجم المالي الضخم للأوامر الملكية يَعِد بسلسلة طفرات تنموية تحقق رخاء الوطن والمواطنين وتكرس صورة المملكة كأحد أفضل المناخات الاستثمارية في العالم،فحجم العطاء الذي يقدمه مليكنا المفدى يحملنا مسؤولية عظيمة فلم يترك حفظه الله، لأحد عذراً للتقصير، وجدير بنا أن نتعلم منه كيف يكون العطاء والإخلاص لهذا الوطن وأن نكون مواكبين لهذا التسارع التنموي الهائل لنحقق رؤيته حفظه الله، كل في مجاله، بأن تكون بلادنا الكريمة ضمن مصاف الدول المتقدمة ويتطلب ذلك منا أن نكون أكثر طموحاً وقدرة على استشراف مستقبل مشرق يليق بهذا الوطن والتخطيط لقفزات تنموية هائلة على جميع الأصعدة.
ندعو الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويمد في عمره وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية ويحفظ سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها إنه وكيل ذلك والقادر عليه.