كثيرون هم من أهدانا القدر رفقتهم .. عددهم أضعاف سنين العمر .. منهم مازال قريباً قرب اللحظة .. و البعض أبعدتهم عنا مشاغل الحياة لكن الود باقي .. و سيبقى بقاء السنين بـ إذن الله ..
ذكريات ربطتنا بهم ذكريات حميمة .. تعاهدنا على الوفاء .. ضحكنا للجنون .. بكينا من لدغات الزمن .. تخاصمنا على شيء و لا شيء .. أحببناهم للحب .. لم نكن نصبر على فراقهم يوماً .. هم الأمس واليوم وغداً .. و كأن الحياة لا تتعداهم ..
دموع ذرفناها حينما شاء القدر .. و بأقتراب ساعة الوداع .. نبدأ بأسترجاع ذكرياتنا .. من الصعب أن نتخيل الحياة بعيداً عنهم .. وكأن الحياة تتوقف عند هذه اللحظة ..
و تستمر الحياة بمرور الزمان .. تقصيهم عنا مشاغل الحياة بقصد أو دون قصد .. نطوي صفحاتهم من حاضرنا .. نركنها في أدراج النسيان .. ننساهم حتى لا نكاد نتذكرهم إلا بدمعة أو ابتسامة .. فراغهم يملؤه آخرون ..
بعد كل فراق لقاء لقاء بارد .. نلتقي و كأننا غرباء نتعارف للمرة الأولى .. لا يتعدى السلام و السؤال عن الأحوال .. سرعان ما ينتهي ..
أحباء الأمس حبهم حي بداخلنا .. لكنه ليس كما كان .. حل مكانهم أحباء آخرون .. ترى هل سيمر وقتااً طويلاً قبل يلحقوا بمن سبقهم .. ؟! مازلت أتساءل .. من هو الرفيق .. ؟ عهود و سنين من الحب و المودة .. أين ذهبت ؟ أيهم نحب أكثر ..
أصدقاء اليوم .. أم أصدقاء الأمس .. أم أشخاص آخرون لم نلتقي بهم حتى اليوم ..؟ أم رفقاء اللحظة / اليوم هم الأقرب .. ؟ بعيداً عن روابط الدم .. في نظرك ما هي العلاقة الدائمة ..؟