قلبي أسير لها ما عدت أنساها=لأنني مذ عرفت المشي أهواها
جميلة تسلب الألباب بهجتها=فيها منى النفس والرحمن أعطاها
إذا رحلت بعيدا عن مرابعها=يشدني نحوها شوقي لألقاها
كرهت من أجلها الترحال فارتبطت=روحي بها وملكني نور ريّاها
تمر في خاطري الأفكار مسرعة=هنا كتبنا من الأمجاد أسناها
مهلا ترفق تجد في كل ناحية=تذكار يهدي عليل الروح سلواها
هناك قبر يضم الطهر في جسد=في روضة من رياض الخلد يحياها
وجنب سلع وفي الأرجاء من أحد=شواهد لا يزيل الدهر ذكراها
وفي العوالي عليل الجو ممتزج=بريح لينة يغشى الطلعُ أعلاها
مابين حراتها تبدو منعمة=كأنها الخود والملاّك أغلاها
بطحان في وسطها شريان عافية=كم مرة بنمير الماء أرواها
هذا العقيق ينادي من يجاوزه=قل حج في عمرة الله سمّاها
محبوبتي درة من ذا يشاكلها=كمالها ظاهر يعلو محياها
عذراء محبوبة للكل جابرة=مبسوطة بصنوف الفضل كفّاها
يطيب من طيبها من كان قاربها=يود لو أن باقي العمر فدّاها
كريمة ثرة الأنداء صابرة=صفاتها خير خلق الله أطراها
نقية لا يوافي ساحها خبث=حصينة محكم الأبواب مبناها
ومن يُرد أهلها يوما بمعضلة=يذوب كالملح ثم النار يصلاها
هي (المدينة) والأنوار ميزتها=فريدة يألف الإيمان سكناها
أحلها الله عزا غير منقطع=بهجرة المصطفى المختار أحياها
******** type="text/**********">doPoem(0)***********
شعر
فضيلة / أبي الوليد
عبدالله بن هذيل الرحيلي
المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
كتبها في تاريخ 8 / 4 / 1426 هـ