عذاريب
لماذا لم يفعلها الهزاع؟
عبد الله العجلان
في الملعب نفسه.. وفي مباراة ليست دورية اعتيادية ضمن 26 جولة.. وإنما مصيرية حاسمة يودع فيها الخاسر بطولة غالية استعد لها كثيراً, وبعد أخطاء تحكيمية واضحة وفادحة ذهب ضحيتها فريق مكافح له طموحه المشروع, ما الذي منع الرئيس الخلوق عبد الله الهزاع وإدارة ولاعبي وجماهير القادسية من أن تكون لهم ردة فعل مشابهة لما ارتكبه مستضيفهم النصر من تجاوزات في لقاء التعاون احتجاجاً على قرارات الحكم العريني والتي لا يمكن مقارنتها بما فعله الحكم القحطاني بفريقهم؟!
مبررات وأسباب عديدة كانت ستغري القدساويين وتدفعهم إلى القيام بنفس التصرف أبسطها أن الفريق المستفيد من أخطاء الحكم مطرف لم تتخذ بحقه العقوبة الكافية نتيجة ما بدر منه في المباراة التي سبقتها ضد الحكم العريني, ومع هذا رأيناهم يتعاملون مع الموقف الصعب بحكمة وهدوء ويسلكون الطرق القانونية والنظامية, فهل هذه المثالية ستنصفهم وتسجل لهم وتحميهم مستقبلاً من هكذا أخطاء.. أم تنقلب عليهم وبالاً.. وينظر إليهم على أنهم ضعفاء مسالمين, في الوقت الذي يستفيد فيه غيرهم ممن يكثر احتجاجه وتهوره ويعلو صوته ويمارس ما يحلو له من سيئ الكلام وعدم الاحترام؟!
عن التحكيم (ما له وما عليه).. لا نريد محللين لا طائل من تحليلاتهم التلفزيونية غير الاستهلاك الإعلامي وزيادة التوتر والاحتقان, نريد وتريد الأندية والجماهير من اتحاد الكرة إذا ما أراد أن يطور ويرتقي بالكرة السعودية وبعقلية وثقافة اللاعب والإداري والمشجع أن يعمل على اتخاذ خطوات جريئة وآليات منضبطة تنظم أداء وواجبات الحكم وتحفظ له حقوقه المالية والأدبية والقانونية, تحمي العريني مثلما تُحاسب القحطاني, تطالبه وتلزمه بأن يكون بمستوى الثقة وعلى قدر المسئولية، ولا تسمح بتولي هذه المهمة الحساسة إلا للحكم القادر على تجاوز عواطفه والمؤهل لتطبيق مبدأ العدالة بشجاعة وأمانة على الكبار والصغار على حد سواء دون أن تحركه أو تؤثر عليه أية حسابات أو نفوذ أو ضغوط من هذا الاسم أو ذاك النادي.
حائل والرالي الغالي
يُخطئ من يقول إن رالي حائل لم يقدم شيئاً مفيداً للمنطقة.. لكن ليس بالقدر الذي يستحق بموجبه من هيئة التطوير ومن الإدارات الحكومية والمؤسسات العامة ومختلف القطاعات هذا التفرغ والاستنفار وكل هذه التهاويل والقوائم من الكوادر والعقول واللجان والجهود الكبيرة والاجتماعات المتواصلة ليلاً ونهاراً وعلى مدى شهور, على حساب ما هو أهم وأكثر مصلحة للمنطقة فيما يتعلق بالمشاريع المتعثرة والمجالات الأخرى التنموية والخدماتية, بل لا أبالغ لو قلت إن اليسير مما سُخر للرالي من رجال ومال وعتاد يكفي لإنهاء أزمة المعلم الحضاري العملاق (كوبري) السنبلة في غضون شهور قليلة.. وليس سنوات طويلة.!!
لا اعتراض على الرالي.. ولا أحد يتجاهل قيمته وأهميته, وإنما نستغرب من انشغال الهيئة به ومن كونه يأتي في مقدمة اهتماماتها ومشاريعها وبرامجها, وهو الذي يندرج إدارياً وتنظيمياً ومالياً ويصنف دولياً تحت مظلة ورعاية ومتابعة الاتحاد السعودي للسيارات, أي أنه في هذا الجانب لا يختلف عن أي نشاط أو لعبة أو مسابقة رياضية تنتمي لأحد الاتحادات الرياضية التابعة للجنة الأولمبية السعودية, وبالتالي لماذا لا يتولى الاتحاد المعني مهمة إدارته بالكامل وتنظيمه والإنفاق عليه مثلما تفعل الاتحادات الرياضية الأخرى؟.. ولماذا لا يكون التنظيم والرعاية للفعاليات المصاحبة عن طريق المنافسة بين المؤسسات الأهلية كما في المهرجانات السياحية الصيفية وغيرها من المناسبات الموسمية؟
بالباتع الطائي عائد
من المؤكد أن طائي اليوم ليس ذاك الذي استمر لسنوات من ركائز ومكتسبات الكرة السعودية مع النخبة قاهراً للكبار ومرعباً لهم, داعماً لمنتخبات الوطن صانعاً للإثارة وجمال المنافسة في الدوري والمسابقات الأخرى، والقضية هنا بين طائي الأمس واليوم لا علاقة لها بالإمكانات والتي تأتي لمصلحة الأخير ورغم هذا لم يحقق قليلاً مما كان عليه في سنوات توهجه, لا أريد الخوض في وظروف إشكاليات ومسببات هذا التدهور سواء من داخل النادي أو خارجه.. وإنما أجدني متحمساً حالياً للحديث بإنصاف عن رئيس الطائي المكلف خالد الباتع, فإلى جانب أنه ومنذ أن كان لاعباً قبل ثلاثين عاماً لم يفارق ناديه وظل قريباً داعماً مساهماً فاعلاً للخير والعطاء المادي والإداري والشرفي والإنساني مع سائر الإدارات بلا استثناء ودون أن يتفاعل أو يتعامل مع هذه أو تلك وفق حسابات شخصية أو قناعات خاصة بقدر ما كان حبه وعشقه وانتمائه للطائي الكيان ولا شيء غيره.
أكتب عن الباتع لأنه اليوم يبذل ويتعب لناديه بلا ملل وينفق بسخاء ويتحرك بجد ونشاط, لديه خطة عمل إدارية واستثمارية جديرة بالاحترام، وفيها يطمح لإعادة بناء طائي جديد بدأها بخطوة طي صفحات ما مضى بتنقية أجوائه والتواصل مع أطيافه وأعضاء شرفة وإذابة جميع خلافاته ومد جسور المحبة وتوثيق علاقة الود والاحترام والثقة بين منسوبيه, وما يجري الآن وما تحقق في الفترة الزمنية القياسية الماضية يدل على أنه يسير في الاتجاه الصحيح.. وأن لديه كثيراً من الأفكار والعطاءات التي تتطلب من محبي وجماهير الطائي بمختلف مواقعهم.. وأياً كانت مواقفهم إلى مؤازرته والوقوف معه تقديراً له وحباً ووفاءً لنادٍ صنع لنفسه التاريخ والمجد والشهرة والهيبة ولمحبيه الفرح والعز والكبرياء ولديرته الفخر والاعتزاز.