هذا الكتاب دعوة خاصة لمن أراد التمتع بالحياة وأن يكون له حياة خاصة به دون انقطاع عن غيره.
دعوة للنظر فيما يجري داخل الذات من انفعالات وتصورات تشكل في مجموعها ألوان الحياة من حولك ، إنها دعوة للسياحة في أعماق الذات البشرية لكي تقدر إمكانية تشكل الدنيا من حولك بغض النظر عن ألوانها وتياراتها التي قد تكون معك أو ضدك ، تعرف عما تملك وتتمتع به وترك مالا تملك فإنه لم يكن لك . تمتع بحياتك وليس بالدنيا ، فالفرق بينهما شاسع ، فحياتك ليس لها ثمن يوازيها .
ولكن هذا الأمر يغيب عن الناس فيهلكون حياتهم الغالية في سبيل دنياهم والتي قد تكون رخيصة أو غالية لكنها أرخص من حياتهم .
والكتاب نحتاج للاطلاع عليه دائماً ... وهو مناسب جداً لمن أصيبوا بالأحزان وتسلطت عليهم المصائب والهموم .
الكتاب يتكون من 158 صفحة ... وطبع عام 2002 م .
وإليكم بعض المقتطفات :
الحياة مفعمة بالأحداث ومحاطه بالظروف ، ومليئه بأنواع الصراعات من أجل تحقيق الغايات ، والانسان فيها كما عرفته سيد حياته وربان مسيرتها فان أحسن قيادة ذاته فقد حقق غاياته ، وسعد فى حياته وان فقد ذلك وجب عليه اعادة النظر فى قياداته .
لا تأسف على زمن قد انقضى لم تكن واعيا فيه نحو تحمل مسؤلية نفسك ، والتحدى فى الاعداد لما هو أت ، والعزم على الاستفاده مما فات .
إن تشكيل حياتك رهن اشارتك ، فان أردت ان تكون سعيدا ، فان الأمر بيدك بغض النظر عما يحيط بك من مشاكل أو معوقات .
حاول قدر الامكان أن تضبط انفعالك قبل اختيار أفعالك .
الدنيا مسيره من حولك ولا شك أنك جزء منها ، لكنك تملك مشاعرك نحو أحداثها وما يجرى بها .
الحياه ليست مسيره لك ، لكن تفاعلك مع معها والتقاط ماتراه مناسبا منها ،باختيارك وحدك .
انت عابر سبيل ، وسائح فى هذا الكوكب ، ومغادر له عاجلا أو أجلا ،فلا تحمل نفسك حسرات على مايحدث من حولك أوعليك .
اشرب من ماء الحياه فانك مفارق ، وانظرالى ماحولك من ألوان وأشكال فانك فى رحله سياحيه على كوكب يعج بالحياه .
كن نافعا شافعا للأخرين فان ذلك دلاله على محبة الذات ، وكن معينا لهم عند أذماتهم فان المعروف يعود على صاحبه ولو بعد حين .
إن كانت أحلامك أسبابا للتمتع ، فاسعى لها، وان وصلت الى مرحلة وجدت فيها أن تلك الأحلام تنغص عليك يومك وغدك وطال عليك الهم والغم بسببها، فاتركها رغم ارتباطك بها .
الدنيا سايرة وهى مسيرة ، أنت جزء منها لكنك تملك اختيارك فى كيفية التفاعل مع معطياتها أو أحداثها .
الدنيا معك أو عليك ، لكن المهارة تكون فى تشكيل تياراتها ، والتحدى فى تعلم التعامل مع إقبالها وإدبارها بروح المتوثب للعيش بها بسعادة .
إننا بشر ولسنا بحجر ، نشعر بما يحيط بنا ونتأثر بما نسمع او نرى ، وهذه حقيقه لايختلف عليها احد، لكننا مع الأسف نبالغ فى هذه الحقيقه ونؤكد أننا بشر نتأثر ونشعر ونحس بما يدور حولنا .
إياك أن تدمر ذاتك ، فالمحافظه عليها واجبك ، والانفعال من أسباب القرحه فى المعدة ، والسكر ، والضغط ، والصداع ،فابتعد عن تعاطى الانفعالات الزائدة التى تحرقك .
إن لكل عمله وجهين ، ولكل مشكله بعدان فان كان البعد الذى تراه سلبيا ، فانظر الي البعد الأخر فقد تجد فيه خيرا كثيرا .
إن كنت تعانى من مشكله ، وتشعر بالضيق فى صدرك أو التوتر فى أعصابك ، وتبحث عن مخرج من كل ذلك فليكن عندك اليقين أن الحل للخروج مما أنت فيه بداخلك .
إن عناصر الحياة من حولك نابضة فلا تكن خاملا ، والوجود من حولك يغرد ويسبح بحمد الله فلا تكن ساكتا ، شارك فى الوجود وبارك تموجا ته وتياراته ، فان مسيرة الحياة فرصة لكى تستطعمها قبل فوات الأوان .
إن الإحساس بالوجود هو أصل الجود ، فتحمل مسؤوليتك ، وتمتع برحلة حياتك قبل فوات الأوان وانتهاء الزمان .
من لم يكن عنده نقص لم يكن لحياته طعم أو حركة ، ولكن السعى نحو إشباع الحاجة لايدفعك لإهلاك ذاتك ، فانظر الى التوازن فى حياتك .
الحياة حلوة فاستثـمر صحتك فى سبيل التمتع بها، دع عنك التألم النفسى أو التحسر على مافات أو ماهو آت كل بقدر ، وأنت من قدر الله ، أعطاك مالم يعط المخلوقات الأخرى فتمتع بصحتك وعقلك وقوة اختيارك .
الحياة متعة ، وفسحة ، ورحلة لطيفة فلا تحولها الى نكد وهم نفسى ، بفعل فكرك وصورك الداخلية ، تمتع بها كما ترى واترك عنك الجوانب التى تنغص عليك واقعك .
إن المناخ ليس ملكا لك ، لكن نظرتك اليه تحدد مزاجك ، والنظرة رهن إشارة عقلك ، فاختر مايسرك واترك مايضرك .
أنت أعجب من العجب ، فى خلقك وطريقة تفكيرك ، أنت تحول الحبة الى قبة بنظرتك إليها .
إن منطلق الحرية نظرة الإنسان إلى تقدير ذاته ، فان لم يقدر هذه الذات فان هوانها وذلها يكون سهلا من الأطراف الخارجية .
أقم علاقة ود مع ذاتك ، واطلب ودها فى كل أوقاتك ، وقراراتك ، وإياك أن تقطع علاقاتك بمن معك ، فإنهم منك ، وعضدا لك .
وظف إمكانياتك ، وتعرف على ذاتك ، واحلم أن تكون كبيرا ، وإياك أن تحدك الحدود أو تمنعك السدود .
متاع الدنيا قليل ، لكن حياتك غالية وكثيرة ودائمة حتى بعد قيام الساعة ، فاياك أن تضحى بالمهم فى سبيل شيء لايستحق أن تبذل الجهود من أجله إلا بما يحقق الخير لحياتك .
ان لم يكن ماتقدم حياتك لأجله أغلى منها ، فلا تبخس ذاتك وحياتك حقها ،انك تملك أغلى ما فى الوجود فلا تفرط فيه .
صلاح الأخرين مهما كانوا قريبين منك لا تملك منه شيئا ،لكنك تستطيع أن تستقيم بنفسك مع مجاهدتك لذاتك .
الحياة رحلة قصرت أم طالت ،تقطعها بنفسك ، سواء كان معك آخرون أو بمفردك ، فأنت المسؤول الأول والأخير عن مسيرة حياتك