فرض مبلغ المليون ريال، سطوته حلماً لكل شاب في كل البرامج، شعراً وغناء وتمثيلاً، وقبلها في برامج المسابقات التي كانت لها الأولوية في نشر ثقافة «المليون»، قبل أن يتحوّل مصادفة إلى برنامج رياضي سعودي رسمي، بإشراف اللجنة الأولمبية السعودية بعنوان «الصقر الأولمبي»، وأعلنه «عراب» هذا البرنامج نائب رئيس اللجنة الأمير نواف بن فيصل، عقب جولته الدولية التي توّجها بهذه الفكرة، التي تحوّلت إلى أرض الواقع، وفي الرياض أول من أمس تم إشهار ملامح البرنامج، الذي شاركت في إعداده ورعايته شركات أجنبية ومحلية، ويهدف البرنامج - الذي تم الإعلان عنه بشكل مفاجئ - إلى إعداد أبطال أولمبيين سعوديين في النسخة المقبلة من الأولمبياد في لندن عام 2012، وما بعدها في 2016، والتي ستحدد وجهتها مستقبلاً.
وأسهم إعلان برنامج «الصقر الأولمبي» في اختلاف لغة تعاطي المشهد الرياضي المحلي تجاه المشاركة الأولمبية السعودية، فبعد تعالي الكثير من الأصوات المطالبة بمحاسبة الاتحادات المشاركة في أولمبياد بكين الموسم الماضي، وإعادة غربلة الاتحادات عقب عودتها إلى السعودية صفر اليمين خلو الشمال، وفشلها في المنافسة في أية لعبة، عادت لغة التفاؤل، وبصوت مسموع أيضاً أول من أمس، عقب الإعلان الرسمي عن البرنامج، إذ أصبحت مسألة حصول أي لاعب سعودي على مليون ريال، في مقابل تحقيقه ميدالية أولمبية معادلة واضحة جداً، وبالإمكان العمل عليها.
رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الدكتور جاك روج امتدح البرنامج، واصفاً السعودية بالدولة الرائدة رياضياً في الشرق الأوسط، مشيراً إلى امتلاكها لعدد كبير من صغار اللاعبين الصاعدين ذوي القدرات الهائلة، والذين سيسطعون في سماء الساحة الرياضية الدولية.
وقال روج عن برنامج «الصقر الأولمبي»: «هذا البرنامج لا يمثل ديناميكية الحركة الرياضية السعودية، والتزامها بتطوير الرياضة فحسب، بل هو علامة مميزة أيضاً للمكانة الخاصة، التي تحظى بها الرياضة في المملكة».
وأضاف: «الحقيقة أن جهود اللجنة الأولمبية السعودية في هذا الشأن منذ نشأتها، تستحق منا كل الشكر والعرفان».
ونجحت اللجنة الأولمبية السعودية في الاستعانة بالمشرف على المشاركة الصينية في أولمبياد بكين المدير التنفيذي لشركة روش للاستشارات الأميركي ستيف روش، الذي أسهم في تحقيق منتخب الصين للمركز الأول في الأولمبياد الأخير، ووصف روش هذا التعاون مع السعوديين بقوله: «إنه من الشرف والامتياز لشركتنا، أن تعمل مع اللجنة الأولمبية السعودية في هذا المشروع الطموح الجديد».
وأضاف: «سيتم التركيز على ضمان حسن إعداد وتأهب ممثلي المملكة من رياضيين ومساندين قبل خوض المنافسات التأهيلية، وغيرها من اللقاءات الرياضية الكبرى».
التسويق للبرنامج كان حاضراً عبر شركة نمساوية، إذ ستتولى وكالة إعلانية مقرها سالزبورغ في النمسا، ملف التسويق والرعاية للجنة الأولمبية السعودية أثناء فترة الإعداد لدورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، وأكد المدير التنفيذي للوكالة بيتر فاروا، أن عملهم يتلخص في دعم أهداف اللجنة، من خلال حملات الدعاية والإعلان في السنوات المقبلة، وصولاً إلى لندن 2012.
ويتوقع المراقبون أن يسهم برنامج «الصقر الأولمبي» في توجيه قليل من الاهتمام نحو الألعاب المختلفة، على اعتبار وجود مردود مادي ومعنوي كبير لممارسيها وأبطالها تحديداً، وهو الأمر الذي لم يكن متوافراً في مرحلة مضت. يذكر أن السعودية خلال مشاركاتها السبع السابقة، آخرها في بكين 2008، لم تستطع تحقيق أكثر من ميداليتين، وتحديداً في سيدني عام 2000، إذ نجح العداء هادي صوعان في تحقيق ميدالية فضية في سباق قفز الحواجز 400 متر، فيما أضاف زميله الفارس خالد العيد ميدالية برونزية في سباق الخيل.