/
/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه دعوة إخواني للتوبة إلى الله و أُذَكِّر بها نفسي أولا ثم الجميع
قال الله تعالى : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور/31
قد يظن البعض أنه ليس مدعوا للتوبة. فإن قلت له تب إلى الله قال وماذا فعلت ؟
يظن أن التوبة تكون لشارب الخمر و السارق و... لمرتكب الكبائر عموما
والدعوة كما هو مبين في الآية دعوة للجميع
فإن كنت لا تصلي فتب إلى الله
و إن كنت تصلي الصلاة في غير وقتها فتب إلى الله
و إن كنت تصلي الصلاة بلا خشوع فتب إلى الله
و إن كنت لا تكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن فتب إلى الله
و إن كنت مقصرا في حق والديك فتب إلى الله
و إن كنت تغتاب الناس فتب إلى الله
و إن و إن .....
نحن دائما بحاجة للعودة والتوبة إلى الله
فلا ملجأ ولا مفر لنا منه إلا إليه
إخواني كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة و ندبر أخرى،
نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى،لا نخلو من المعصية،
ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا و أنتم بمعصومين
{ كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
وما أحوجنا إلى التوبة فهي النعمة الجليلة التي أنعم الله بها علينا لمراجعة الحساب، وتدارك ما فات،
والأوبة إلى ما فيه النجاة من الهلاك
و التوبة ليس مجرد كلمات تقال، وألفاظ تردد فحسب، بل لا بد أن يصدق ذلك عمل وفعل
و من شروطها
صدق النية والإخلاص
الإقلاع عن المعاصي والذنوب كبيرة كانت أم صغيرة
و العزم على عدم العودة إليها والاستعانة على ذلك بالله
والندم على ما فات (الذل لله والاعتراف بالخطأ والذنب وظلم النفس )
رد الحقوق والمظالم إن كانت المعصية تتعلق بحق انسان
الإسراع والمبادرة بالعمل الصالح
عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
" اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ..."رواه الترمذي .
وأهم شيء أن لا نؤخر التوبة أكثر فلنبادر بالتوبة ولا نسوف فلا ندري إن كنا نستطيع التوبة بعد هذا
فربما تنقضي الأيام، وتنقطع الأنفاس،
و ربما يسيطر الذنب على الشخص فيبتعد ويطبع الله على القلب فلا يجد القبيح قبيحا ولا يتلذذ بطاعة
فلنبادر بالتوبة ما دمنا قادرين على ذلك
ولا نغتر بستر الله علينا ونعمه علينا فذاك استدراج و لا حول ولا قوة إلا بالله
عن حرملة بن عمران التجيبي عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"-إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج
ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون".
مسند الإمام أحمد ابن حنبل
وختاما أذكر قول الله تعالى
باسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"
سورة الزمر الآية 53
وهذا لا يفتح باب الجرأة على الله و إنما يفتح باب الرجاء والإقبال على الله بالتوبة
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً،
وأن يغفر لنا ذنوبنا و يكفّر عنا سيئاتنا
وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم