لا ريب أن دفاتري حين تراني تتنكرْ
حين تُحس الخَطْوَ مني، تتهاوى، تتعثر...
لا ريب أن الحزن يسكنها ويسكنني... ونعرف بعضنا أكثرْ
في حين نقتسم الأسى والمُرَّ، لكن نعشق السكرْ!
لا ريب أقلامي الصغيرةُ تتلوى، ثم تصغُرْ
تتحامق الكلمات بين ضلوعها المرضى وتَصفَرّْ
تعبت دموعٌ لا تواسيها الأنامل والمُقَلْ
لا تعرف الكف الرحيمةَ، لا ولا لونَ القُبَلْ
عنوانها حزن الجفونِ؛ وبيتُها قدَمَ الأزلْ
أُنشودةٌ ألحانها مَكسورةٌ تَشكو المللْ
كانت تعيش على شعاعٍ قد تلاشى، قد أفِلْ
واليوم ها بقيت جروح الطفل، أعقاب الكللْ!
لا تسرقِ الضحكات حتى تنتشي وهماً جميلا
أوراقيَ الحمقى تغني في الظلام لتستكينا...
تتهافت النَبَرات كيلا تذكُرَ العين الدموعا
تعلو صِراخاً جارحاً يوقظ فيّ المستحيلا!
آهٍ على ثغرٍ تردَّدَ وتََمَردّ ثم قيلا:
"كُشف الستار الأحمقُ، واغتيل همسُ العابثينا"!
دعني فقد ضاع الربيع ولم يعانقني شذاهْ
زهرُ تفتَّحَ فاستفاقت فيّ أصداء هواه...
وظننتُ أن الورد يعرفني ولم أعرف سواه
لكن أشواكاً تقيدّني ويرصدني أساه...
إن كان صيفي قد أتى، ها قد تجمدت الشفاه
تاهت وكانت تنظر الأزهار تُبْلِغُها مداه!