سياسة "الحزم" و"العزم" تراهن على الشباب لتحقيق رؤية السعودية 2030م
محمد عطيف - الرياض
ما تقدمه المملكة العربية السعودية من نموذج في أنظمة الحكم الملكية، ربما يأتي الأكثر إدهاشاً وانسيابيةً في المرحلة التاريخية الحالية والمليئة بالاضطرابات على كل الأصعدة.
هذه التجربة الفريدة في السعودية يطل فيها "نظام البيعة" كواحد من أهم وأبرز الأنظمة ذات العلاقة بانتقال السلطة بين قادة هذه البلاد، وهو بفضل الله حافل ومستمر في تقديم النماذج الدالة على تماسك الأسرة المالكة، ولعل من أقرب الشواهد كان ما سطرته الهيئة في المملكة في أغلبية تصويتها على قرار تولي صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لولاية العهد، حيث تشارك مع أخيه صاحب التاريخ المشرف ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف لحظة تاريخية أكدا فيها على حضور وطني رفيع في التعامل مع القرار التاريخي أيضاً.
وفي دراسة له يورد معهد دول الخليج العربية بواشنطن أن الأمير محمد بن سلمان يمثل المستقبل الشاب للمملكة العربية السعودية، وأن المنصب الجديد سيعزز جهوده في تحقيق خطوات واسعة على مسار خدمة بلاده في رؤيتها الوطنية الطموحة.
المعهد الذي أشاد بالانتقال السلس للسلطة، وأن ذلك يوفر الوضوح الكافي لمستقبل البلاد قال إن المملكة ستشهد استمرار السياسات القوية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
لقد أضاف الملك سلمان وهيئة البيعة إضافة كبيرة للتاريخ الناصع لتسلسل الحكم في السعودية بانسيابية أكدت مشاركة جميع الأطراف في تقديم مصلحة الوطن قبل كل شيء.
وسيكتب التاريخ أنه طوال تاريخ المملكة بفضل الله كانت وما زالت مراحل انتقال الحكم فيها تقدم نماذج مثالية يندر حدوثها، بل وتقدم الدليل إثر الآخر على تماسك الأسرة الحاكمة ووقفة الشعب الوفي.
إضافة لذلك لم تشهد المملكة العربية السعودية أي فراغ دستوري في تاريخها، بل واكبت قيادتها الأوضاع بما هو في صالح الوطن، فكان التعديل بما يقتضي في نصوص نظام الحكم الأساسي.
يقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في افتتاحية عن رؤية السعودية 2030: "يسرني أن أقدِّم لكم رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم لِلغد، بحيث تعبر عن طموحاتنا جميعاً وتعكس قدرات بلادنا".
مضيفاً: "إن مستقبل المملكة مبشر وواعد بإذن الله، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق. رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام ومنهجها الوسطية"، وهو بذلك يؤكد على منهجية السعودية "الشابة" التي فتح قائدها الكبير المجال أمام الكفاءات الشابة؛ إيماناً بالطاقات التي يحتاجها الوطن للمضي نحو مستقبل مشرق بإذن الله تعالى.
هذه الافتتاحية تؤكد أن صاحب الرؤية بحاجة للأدوات الأكثر تناسباً مع الحدث الكبير، فكانت المصلحة أولى، والضرورة أهم.
لقد اتسم عهد الملك سلمان بالحزم والعزم وقدّم السياسة السعودية بشكل لم تعرفه من قبل، وهو أمر اقتضته حكمة المرحلة والظروف المحيطة والتقلبات السياسية الخطيرة، وظروف الانتقال ضمن مراحل رؤية المستقبل 2030م.
إلى جانب ذلك قدمت السعودية الشابة نفسها دولة فتية تتحرك على كل المسارات بتوازن مدهش؛ فهي تواصل دحرها للإرهاب بشتى أشكاله، وتقدم رسالة رائعة لصورة الاعتدال والوسطية في الإسلام كنموذج رائع لتنشره في العالم، وأيضاً تقوم بدور ريادي في قيادة الأمتين العربية والإسلامية، مثلما تتشرف بخدمتهما كضيوف للرحمن في المناسبات والمواسم الإسلامية الفريدة.
لقد قدّم العالم المنصف والمتحضر التحية والتهنئة للمملكة في حراكها طوال تاريخها. وفي الحدث الأخير بتولية الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد أكد العالم على تهنئته للمملكة للغة الفريدة المُحبة بين أبناء أسرتها الحاكمة وشعبها وهو أمر لم يُشهد له مثيل في العصر الحديث، فكانت التهانئ من أكثر الدول ديموقراطية وحنكة سياسية في العالم على هذا المشهد الفريد.
المشهد الكبير يمتد منبهراً كيف تفاعلت كل المكونات الوطنية في هذا البلد المعطاء مع الأحداث بإيجابية عالية فأغلقت كل المنافذ أمام من يصطاد في الماء العكر وهم كثر، ولكنهم قلة في عيون العقلاء، وشذوذ في كثرة المنصفين.
حالياً نجحت سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في الوصول بالوطن إلى بر ثبات واستقرار عظيمين واعدين، وهو بالضبط الأرضية الصلبة التي ستنطلق منها رؤية السعودية 2030م نحو آفاقها المنتظرة.