السلطة الرابعة
الكاتب الجريء والمحلل الرياضي المعروف (فيصل أبو اثنين) يؤكد عبر السلطة الرابعة:
الوسط الرياضي منفى للعاطلين وغياب التخصص جلب الكوارث!!
إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «.فيصل أبو اثنين »فماذا قال..
بعد اعتزالك الكرة اتجهت إلى الكتابة الصحفية والتحليل الرياضي هل كانت هناك هواية سابقة أم أن الظروف التي ساهمت في توجيهك؟
* التحليل الرياضي كان هواية سابقة وكنت أستمتع بطرح رأيي بكل صراحة حتى أكون مرتاح الضمير، أما الكتابة الصحفية فكانت بطريق المصادفة فلم يخطر ببالي أبداً بأن يكون لي عمود أسبوعي نظراً لصعوبة المهمة لأنك تطرح عقلك على الكثير من المثقفين والمتعلمين فيجب أن يكون طرحك يتوافق مع المساحة المعطاة لك ويختلف عن طرح الآخرين لذلك كان قبولي لها بعد وقت طويل من التفكير والتردد.
يلاحظ عليك في التحليل الرياضي استخدام أسلوب النقد اللاذع أو الحاد مما يجلب لك مصادمات جماهيرية.. ما تعليقك؟
* للأسف العديد من المتابعين يعيش وسط مساحة ضيقة من التفكير ولا يتقبل الآراء الأخرى لذلك يصف بعضهم طرحي باللاذع بينما هو رأي كما قال الإمام الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، أما اشتراكي القوي عندما كنت لاعباً فأعتقد أن ظروف مركزي تتطلب اللعب الرجولي.
خضت تجربة تحليلية في التلفزيون السعودي لكنك انتقلت إلى قناة الدوري والكأس القطرية.. هل للحوافز المادية دور في ذلك أم أن مساحة الحرية أكبر؟
* المحلل محترف تماماً كما اللاعب أينما وجد الفرصة المناسبة فهو يبحث عنها وهذا ما حدث لي مع قناة الكأس, ولكنّ القناتين تعملان باحترافية كبيرة ولا يوجد فرق في مساحة الحرية أو الحوافز المادية ولكن التغيير والتعرف على ثقافات جديدة يزيد من معلوماتك وثقافتك.
* بصراحة هل أفقدتك جرأتك أشياء كثيرة سواء حينما كنت لاعباً أو محللاً؟
- بكل تأكيد أفقدتني أشياء كثيرة وعديدة مادية ومعنوية ولكن يقابلها راحة نفسية تعيشها طوال حياتك لأنك قلت الشيء الذي تعتقد بصحته ولا بد من قوله حتى لو كان على حساب مصالحك الشخصية.
* بحكم قربك من الأمير أحمد بن فهد بن سلمان لماذا هذه الشخصية الرياضية بعيدة عن العمل الإداري بنادي الهلال وهو الذي يحمل العضوية الشرفية الهلالية؟
- الأمير أحمد بن فهد بن سلمان من الأعضاء المؤثرين بنادي الهلال بدعمه المادي والمعنوي والذي يعرفه القريبون من النادي على مختلف الإدارات, ولا يحب الظهور في الإعلام لأنه يحب الهلال كفريق وليس كوسيلة شهرة, كيف لا وهو الذي جمع صفات والده رحمه الله وتتلمذ على يدي جده حفظه الله حتى جمع أروع الصفات وأسمى الأخلاق وعندما تراه كأنك تشاهد والده ما زال حياً يرزق.
* في تحليلك الرياضي وبعد خروج المنتخب السعودي من الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2010 رميت باللائمة على رؤساء الأندية من الأكاديميين ورجال الأعمال وحملتهم مسؤولية تراجع الكرة السعودية.. لماذا؟
- حقيقة كنت دائماً من المطالبين بوجود سياسة ثابتة في الأندية لا تتغير بتغير الإدارات حتى تكون النتائج مثمرة. ولكن الوسط الرياضي أصبح منفى للعاطلين من أصحاب التخصصات المتنوعة فتجد في الأندية من يشرع ويخطط ويطور وهو لم يمارس الرياضة طوال حياته بل تجد تخصصه لا يمت للرياضة بصلة من قريب أو بعيد, وها نحن نجني كوارث ما خطط له الرؤساء السابقون وسنظل نعاني المشكلة نفسها ما لم نفصل الأمور الإدارية عن الفنية.
* بعد اعتزالك تركت نادي الهلال ولم تنخرط في أي عمل إداري أو فني على الرغم من خبرتك الرياضية الطويلة فضلاً عن تحصيلك العلمي الرفيع.. لماذا؟
- أنا قريب من النادي ولكن انشغالي وارتباطاتي تحد من تفرغي التام ولكن نحن أبناء النادي وفي خدمته في أي وقت والموجودون فيهم الخير والبركة ويقودون النادي من نجاح لآخر.
* يقول الإعلامي المخضرم الدكتور بدر كريم ما أخشاه على الإعلام الرياضي هو ظاهرة التسول وإرهاصاته المدمرة للقيم المهنية والأعراف الصحفية ما تعليقك..؟
- مع الأسف الشديد يا دكتور بدر بأن بعضاً من الإعلام الرياضي تجاوز مرحلة التسول إلى مرحلة التحكم عن بعد، وهذه أخطر من التسول الذي أصبح عيانا بيانا ودون خجل ولك أن تبحث عن بعض الأسماء وتجد العجب العجاب.
* كيف ترى دوري المحترفين السعودي (زين) في نسخته الجديدة.. وهل اللاعب السعودي برأيك قادر على التفاعل مع مكونات هذه المنظومة في ظل تباين ثقافته الاحترافية علاوة على تواضع التحصيل العلمي للغالبية..؟
- أكثر ما يبعث على الاطمئنان أن الأسماء التي في الهيئة تبشر بالخير ولديها عقلية قابلة على التكيف مع التطورات العالمية بعد أن تأخرت الكرة السعودية طويلاً بالتشبث بأسماء لم تعد قادرة على نفع نفسها. أما اللاعب السعودي فهو نتاج ما تعمله الأندية فتطور العقليات الإدارية سيطورهم أما إذا كان الوضع كما ذكرت في السابق فسوف تكون الأمور أكثر تعقيداً.
* طالب بعضهم تخصيص مدرجات نسائية في ملاعبنا وفق ضوابط محددة. برأيك هل تؤيد توفير مثل هذه المدرجات في الملاعب والميادين الرياضية في المملكة..؟
- قبل أن نبحث عن مكان للنساء في المدرجات لابد من البحث عن الأخلاق المفقودة في الملاعب من سب واستهزاء وقذف، فعودة الأخلاق للملاعب أهم من حضور المرأة. كما أن بعضهم هداهم الله يدافعون عن المرأة وحقوقها وكأنها مظلومة ومهدرة الحقوق حتى أصبحنا نخشى عليهم أن يصيبهم ما أصابها؟
* ما رأيك بظهور الأقلام النسائية في الصفحات الرياضية وهل قدمت شيئاً مختلفاً أو أضافت جديداً؟
- هناك الكثير من الأقلام النسائية الرائعة التي تحمل فكراً رياضياً يفوق العديد من الرجال كهيا الغامدي ومي السديري وغيرهن الكثيرات, أما من يكتب تحت اسم نسائي فهذا يخجل من فكره ومن طرحه لذلك يتستر حتى لا ينفضح عقله أمام الناس.
* ماذا تقول لهؤلاء:-
الأمير عبد الرحمن بن مساعد:
علامة فارقة في وسطنا الرياضي كنا ننتظرها منذ سنوات طويلة فقد انتشل رئاسة الأندية من السقوط في وحل التعصب والتحزب ويحاول جاهدا من تثبيتها فوق مكارم الأخلاق ولكن اليد الواحدة تحتاج إلى تفاعل جماعي يعيد الأمجاد السابقة.
الأمير أحمد بن فهد بن سلمان:
يقول زهير بن أبي سلمى:
تراه إذا ما جئته متهللا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله فلو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها فليتق الله سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف والبحر ساحله
صالح النعيمة:
من أبرز القادة الكرويين الذين عرفتهم الكرة السعودية وقد كانت له بصمة واضحة في أهمية القائد داخل الملعب حتى أصبحنا نفتقدها اليوم.
فهد المصيبيح:
من أبرز نجوم الكرة السعوديين في الوسط الأيسر ساهم في العديد من الإنجازات العديدة.
خلف ملفي:
من أبرز الصحفيين الرياضيين له بصمة خاصة على الصحافة الرياضية ومدرسة مستقلة لا يجيدها إلا هو, وهو الإنسان النبيل عندما تتنوع الأقنعة وتسقط.
عبد المحسن الجحلان:
قلم جريء يرى الأمور بكل احترافية وله وجهات نظر صائبة.
عبد العزيز الهدلق:
من أبرز الكتاب الرياضيين العقلانيين له إسهامات واضحة في طرح العديد من القضايا الجادة والمهمة.
سامي الجابر:
من الكبار الذين لهم مكانة مرموقة وبارزة بناها من خلال جهد وعرق جعله يجمع النفائس من كل مكان حتى أصبح كالذهب يزداد لمعاناً وقيمة مع مرور الوقت.