اخواني في هذا الموقع الغالي على قلبي (موقع الشاعر اللي مايعرف الحقد ولا الحسد شهادة يقولها الكل ــ ماشالله عليه )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هناك موضوع لفت انتباهي بشكل كبير وهذا الموضوع ليس بالجديد ولكن له اهميته بهذا العصر الذي وقع به الكثير من البشر لبعدنا عن التقيد بديننا السليم القوي بل غلبت علينا شهواتنا ...
الا وهو الحقد والحسد وخاصة بين الاقارب وهذا الادهى والامر اعاذنا الله منه , فكثير من اقاربك يحسدوك حتى على لقمة عيشك ويوشون بك عند من لا يسوى حتى ماطاك وليس حتى منك ولامن دينك بشي وبدون أي اسباب بل يصطنعون الاسباب لكي يقللو من شأنك ...
وهذا هو الحاقد والحاسد الذي امتلأ قلبه حقداً او حسداً.. لا يمكن ان يرضى عنك وسيحقد عليك دون سبب وسيزداد حقده عليك كلما تجاهلته ولكن دعه في حقده الذي سيأكله:
اصبر على حسد الحسود فان صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله
كل داء له دواء الا الحقد والحسد فان الحاسد لا يمكن ان يرضى او يقر له قرار .. حتى تزول النعمة عن محسوده..سوا نعمة او غيرها ؟؟؟ هذا الحاسد تراه ينتقصك في كل مناسبة حتى لو بذلت له من المعروف ما لم تبذله لاحد غيره.. هذا هو الحاسد وهذه طبيعته .. قال كثير من هراسة: ان من الناس ناسا ينقصونك اذا زدتهم ، وتهون عندهم اذا خاصصتهم، ليس لرضاهم موضع تعرفه ولا لسخطهم موضع تحذره.
وقال الشاعر في بعض بني آدم:
لو قطعت البلاد طولا اليه
ثم من بعد طولها سرت عرضاً
لرأى ما فعلت غير كثير
واشتهى ان يزيد في الارضارضاً
فمن هذا المنطلق اود ان اعطى معنى لهما
الحقد هو الغيظ المكظوم فينفس شخص ضد شخص آخر وعلامته دوام بغض ذلك الشخص والنفور منه فالحقد ثمرة الغضب ومنلدية حقد لا يمكن ان يكون في قلبه مكان للتسامح او العفو وفقدان التسامح من حياةالناس معناه فقدان ركيزة أساسية من ركائز الأخلاق الحميدة والمعاشرة الطيبة في حياةالناس والمجتمعات والتسامح صفة إيجابية بناءة بينما الحقد صفة هدامة وبغيضة والحسدأحد نتائج الحقد وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم(( دب اليكم داء الامم قبلكم الحسد والبغضاء ))وفي الصحيحين عن النبي صلى الله علية وسلم انه قال(( لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا كونوا عباد اللهاخوانا ))وفي حديث اخر عنه صلى الله علية وسلم انه قال(( ان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ))وفي حديثاخر عنه صلى الله علية وسلم قال(( يطلع عليكم من هذا الفج رجلمن اهل الجنة فطلع رجل فسئل عن عمله فقال اني لاجد من المسلمين في نفسي قشاً ولاحسداً على خير اعطاه الله اياه ))وقال ابن سيرين ماحسدت على احداً على شىءمن الدنيا لانه انه ان كان من اهل الجنة فكيف احسده على شىء من امر الدنيا وهو يصيرالى الجنة وان كان من اهل النار فكيف احسده على شىء من امر الدنيا وهو يصير الىالنار . وقال ابليس لنوح علية السلام(( اياك والحسد فأنهصيرني الى هذه الحال )) .
واعلم ان الله تعالى اذا نعم على اخيكنعمة فلك فيها حالتان : احداهما ان تكره تلك النعمة وتحب زوالها فهذا هو الحسدوالحالة الثانية ان لاتكرة وجودها ولا تحب زوالها ولكنك تشتهي لنفسك مثلها فهذايسمى غبطه .
وعلاج الحسد تارة بالرضى بالقضاء وتارة بالزهد في الدنياوتاره بالنظر فيما يتعلق بتلك النعم من هموم الدنيا وحساب الاخرة فيتسلى بذلك ولايعمل بمقتضى ما في النفس اصلاً ولا تنظر لمن فضل عليك في الرزق او في نعمة من نعمالدنيا او الدين ولكن انظر لمن حرم منها ومن هم دونك وهم كثر حتى لا تزدري نعمةالله عليك ولا تقع في افة الحسد او الحقد .
والحسد من امراض القلوب ودواء هذاالمرض هو في العلم والعمل والعلم النافع لمرض الحسد هو ان تعرف حقيقة ان الحسد ضررعليك في الدين والدنيا والنعمة لاتزول على المحسود بحسدك بل تكون انت المتضرربالدنيا بالهم والغم وبالاخرة في نقصان الاجر لاسيما اذا خرج الحسد من طور الصمتالى القول والفعل .
وهذا هو الحاقد الحاسد الذي لا يرضيه شيء حتى لو وضعت الشمس في يمينيه والقمر في يساره.. فلن يرضى الا بحسدك.. ولكن لا يحسدك ولا يحتقرك إلا اقرب المقربين اليك:
قال يحيى بن سعيد: من اراد ان يبين عمله ويظهر علمه، فليجس في غير مجلس رهطه.
وقال رجل لخالد بن صفوان : اني احبك قال: وما يمنعك من ذلك ولست لك بجار ولا اخ ولا ابن عم؟يريد ان الحسد موكّل بالادنى فالادنى.
خرج ابو العباس امير المؤمنين متنزها بالانبار فأمعن في نزهته فوافى خباء لاعرابي فقال له الاعرابي: ممن الرجل؟ قال: من كنانة. قال: من اي كنانة؟ قال من أبغض كنانة الى كنانة. قال: فأنت اذاً من قريش؟قال: نعم. قال: فمن اي قريش؟ قال: من أبغض قريش الى قريش.
قال: فأنت اذاً من ولد عبد المطلب قال: نعم. قال: فهن اي ولد عبد المطلب؟
قال: من أبغض ولد عبد المطلب الى عبد المطلب. قال: فأنت اذا امير المؤمنين!
السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته..
وقال بعض الحكماء: لا تصاحب من هو فوقك فيتكبر عليك. ولا من هو مثلك فيحسدك. ولا من هو دونك فيحتقرك. اجل ان الحسد لا يأتي إلا ممن هو قريب منك وفي مستواك والذي يعرف عنك كل شيء لان كثرة مشاهدته لك واحتكاكه معك جعلته يحقد عليك.. ربما بدون سبب.
وقال معاوية: كل الناس اقدر ان ارضيهم إلا حاسد نعمة.. فانه لا يرضيه إلا زوالها وقال الشاعر:
كل العداوات قد ترجى إماتتها
إلا عداوة من عاداك عنحسد..!!
أجل ان عداوة الحاسد لا يمكن.. ان تنتهي.. ولا يمكن ان تقف عن حد حتى لو عملت لارضاء هذا الحاسد ومداراته ما عملت.. حتى ولو حملت له القمر بيد .. والشمس بيد.. اخرى.. فانه لا يرضيه إلا زوال ما حسدك من اجله.. وربما يستمر حسده حتى إذا زال ما حسدك من أجله.
والعجيب .. والغريب .. ان في مجتمعنا .. أناساً يحقدون على شخص آخر بدون اي سبب.. وهذا هو الحسد والحقد الجديد في هذا الزمان.
يتقاطع الناس ويتدابرون ويتحاسدون دون سبب.. بل ان بعضهم يغتاب بعضاً.. ويشتم البعض الآخر.. دون سبب.. ولحاجة في نفس يعقوب.. مثل هذه النماذج القميئة في مجتمعنا.. لا يمكن قطع دابرها إلا بتجاهلها.. فالحاسد ستأكله نار حسده في الآخر:
أصبر على حسد الحسود فان صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها ان لم تجد ماتأكله
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
محبكم بالله الشمالي ...