أقول: إن الذنوب يجب أن يقترن بها الخوف،
والتوبة. والأعمال الصالحة يجب أن يقترن بها الرجاء.
ويخطىء كثير جدا من الناس، فيستعملون الرجاء في غير موضعه، إذ يرجون ، وهم مقيمون على الذنوب، ويقولون: إن الله واسع المغفرة، وهو الغفور الرحيم، وليس هذا رجاء، وإنما هو الغرة بالله، وفرق بين الغرة والرجاء.
وقد ضرب المحاسي مثلا لهؤلاء المخطئين في استعمال الرجاء فقال: مثلهم كمثل سيد قال لعبده: إن فعلت ما أمرتك به أعطيتك ألف درهم وبيتا تسكنه، وإن لم تفعل حبستك وضربتك ألف سوط، فلم يفعل العبد ما أمر به، وقال: إن سيدي يحبني وسيعطيني ما وعدني، وذهب إليه بهذا الأمل الكاذب ، فضربه، وحبسه،ولم يعطه شيئا.
فالاستعمال الصحيح للرجاء هو الإقلاع عن الذنب، والبدء في ممارسة الأعمال الصالحة. وهنا يكون الرجاء الحق.
أما الخوف فيجب أن يقترن بالخطأ واقتراف الذنوب، فربما أدى الخوف إلى التوبة.
أما الرجاء مع الذنب فيؤدى إلى الغرة. ثم الانسلاخ من الدين.