بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مجتمعنا المحافظ ثمة تجاوزات ذهنية أو عرفية تحصل ، ويسلّم الناس
بها ، ثم لا يستطيع أحد الخروج إلى الصواب عنها ؛ لكونها
غدت سنةً متبعةً .
ومن تلك الأمور التي دخلها لبس ذهني واسع ؛ المحبة ،
ذلك أنها ارتبطت -في كثير من الأحيان- من حيث الأداء والتطبيق
بالمعنى السلبي المخالف .
فإذا ارتبط أحد –على سبيل المثال- بآخر رابطة صداقة وأخوة في الله ،
فإنه يجد حرجًا في نفسه أن يبلّغ صاحبه بحبه ، بينما نرى ذوي الأغراض
السلبية يجهرون بحبهم لمن يحبون ، بل ويتعدى الأمر ذاك إلى حديث
المشاعر والعواطف .
ومن الصور أيضًا ما نجده في كثير من البيوتات من جفاف عاطفي ؛
فالأب والأم يحبان أبناءهما ، والأخ يحب أخته ، والعكس ...
لكن قلّ أن تجد أحدًا يروّي نبتة هذا الحب الفطري ؛ للانشغال بالحياة .
بل ما يجعل الأمر أسوأ حين يطلب أحد الأطراف في الأسرة من الآخر
طلبًا فإنه يستخدم لغة المرافعة و المفاضلة ، ولو ضمّن طلبه شيئًا
من رقيق اللفظ لحسنت آثاره ...
ولو رأينا المنهج النبوي في هذا الباب لوجدناه مكتمل الأطراف ،
فرسول الله –صلى الله عليه وسلم- يأمر بإخبار المحبوب بالحب ،
وكان –عليه الصلاة والسلام- مثالاً للعاطفة الأسرية الصحيحة ، ويظهر هذا
جليًا في تعامله –صلى الله عليه وسلم- مع أزواجه وبناته وأسباطه .
وجاء طرحي لهذا الأمر لأن له نتائج سلبية على الفرد والجماعة ؛
ويتمثل ذلك في هروب المصاب من واقعه ، والبحث عن أماكن
يجد فيها الدفء العاطفي الذي ينشده ، وربما قاده ذلك إلى
اللحاق بركب الخاطئين ... إلا من رحم الله ...